يحكى في قديم الزمان أن الملك سليمان كان يستقبل في مجلسه ضيفاً من عامة الناس. وبينما كان الرجلان جالسين. دخل على الملك سليمان شخص ملثم يرتدي عباءة سوداء لا يرى منها سوى عينيه.
صورة توضيحية
بعد أن ألقى التحية، جلس الرجل الملثم إلى جانب الملك سليمان. ثم نظر إلى الضيف قبل أن يشيح بوجهه عنه. لكن بعد لحظات عاد ونظر إليه بحدة وكأن نظراته تريد اقتلاع الضيف من محله. رداء الرجل الملثم، ونظراته الحادة كان لهما وقع كبير في نفس الضيف. حتى أنه لم يعد يطيق الجلوس في محله. وهكذا نهض الضيف ثم هم بالرحيل. لكن الملك سليمان أصر عليه بالجلوس فما كان من الرجل الملثم إلا أن نهض ورحل فوراً.
الضيف كان في هم وغم والخوف قد حل بجسده وروحه، لم يستطع الصمت طويلاً وطلب من الملك سليمان أن يقول له من كان هذا الرجل الملثم. الملك سليمان تردد كثيراً ثم قبل بعد إلحاح وإصرار الضيف. وقال:
- الرجل الملثم كان ملاك الموت عزرائيل
وقع هذه الكلمات على الضيف كان أشبه بوقع السيف على رقبته. نهض من محله فجأة وانحنى أمام الملك سليمان ليتوسله بأن يجد له طريقة يهربه فيها من هذه البلاد. الملك سليمان حاول جاهداً أن يهدئ من روع الضيف دون أن ينجح. وهكذا بعد نقاش طويل أمر له ببساط الريح وطلب أن يتم توصيله إلى الهند.
في المساء عاد عزرائيل إلى ضيافة الملك سليمان. فعاتبه الأخير بشدة.
- لقد أرهبت الضيف بنظراتك. لماذا فعلت ذلك؟
رد عزرائيل:
- عندما نظرت إليه أول مرة. بدا لي وجهه مألوفاً. ثم تذكرت أنني يجب أن أقبض روحه في الهند غداً. لكن كيف يمكن لرجل مثله أن يكون اليوم في ضيافتك وغداً في الهند؟ ومن هنا سبب دهشتي واستغرابي!