الثوار المناهضين لنظام حكم العقيد الليبي معمر القذافي بصدد القيام بعملية نوعية في العاصمة الليبية طرابلس خلال الأيام القليلة المقبلة
الثوار محاصرون داخل مصراتة مع عشرات الآلاف من السكان منذ بضعة أسابيع
واشنطن سحبت طائراتها من العمليات بليبيا وتؤكد أنها لا تنوي تنشيط دورها حاليا
وزير خارجية بريطانيا وليام هيغ دعا الناتو إلى تكثيف جهوده لحماية المدنيين، وأشاد بدوره الذي "أنقذ آلاف الناس"
طائرات الناتو دمرت أربع دبابات قرب الزنتان على بعد 75 كلم إلى الجنوب الغربي من طرابلس، في حين دمرت ضربةٌ أخرى مستودع ذخيرة في سرت شرق العاصمة
قال سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي، إن الحديث عن رحيل والده "أمر سخيف ولا معنى له"، لكنه أقر خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة فرنسية أن البلاد بحاجة إلى تجديد في القيادة، وقال سيف الإسلام في المقابلة "نريد أن ندفع بنخبة جديدة من الشبان كي يحكموا البلاد ويديروا الشؤون المحلية. نريد دماء جديدة وهذا ما نريده لمستقبل ليبيا، لكن الحديث عن رحيل القذافي سخيف بحق".
مباشر عن قناة الجزيرة
* ناقشوا هذا الخبر على صفحة موقع العرب على الفيس بوك
وكان رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، مصطفى عبدالجليل، قد أعلن رفض الثوار لمبادرة الاتحاد الإفريقي لحل الأزمة في البلاد، ولأي وساطة لا تتضمن رحيل معمر القذافي وأبنائه.
وأكد عبدالجليل في مؤتمر صحافي في بنغازي، الإثنين 11-4-2011، أن القذافي نفسه "ضرب عرض الحائط" بهذه المبادرة بعد أن طرحت للمرة الأولى الشهر الماضي، "من خلال الاستمرار في قصف المدنيين بالطائرات والراجمات ومحاصرة المدن". وأضاف "ومن ثم فإن هذه المبادرة التي طرحت اليوم قد تجاوزها الزمن"، وتابع "مطالب الشعب هي رحيل القذافي وأبنائه. أي مبادرة لا تحوي هذا المطلب جديرة بالالتفات عنها".
وجاءت تصريحات عبدالجليل بعد أن عرض وفد الوساطة الإفريقية على المجلس الانتقالي خريطة الطريق التي أعدها لحل الأزمة في ليبيا، بدءاً بوقف لإطلاق النار ووافق عليها معمر القذافي الأحد، ويضم وفد الاتحاد الإفريقي رؤساء مالي أمادو توماني توري وموريتانيا محمد ولد عبدالعزيز والكونغو دينيس ساسو نغيسو.
وشارك أيضاً رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما في مباحثات الأحد في طرابلس، إلا أنه غادر ليبيا بعدها مباشرة لارتباطه بـ"التزامات" أخرى، وكان قد أعلن بعد المحادثات مع الزعيم الليبي أن "وفد (القذافي) وافق على خارطة الطريقة مثلما عرضناها"، مضيفاً "سيتم تفصيل الحل المقترح في بيان".
وتابع أنه "في هذا البيان سيتم توجيه نداء إلى الحلف الأطلسي من أجل أن يوقف قصفه (في ليبيا) لإعطاء فرصة لوقف إطلاق النار".
اتهامات للحكومة البريطانية بـ"الخيانة" بعد السماح لموسى كوسا بالسفر إلى قطر
غادر وزير خارجية ليبيا المنشق موسى كوسا المملكة المتحدة للمشاركة في مؤتمر للسلام بالعاصمة القطرية الدوحة، وسط غضب من نشطاء لوكربي واتهامات بـ"الخيانة" وجهت إلى الحكومة البريطانية، حسب ما نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية في افتتاحيتها اليوم الأربعاء 13-4-2011.
وجاء رحيل كوسا المفاجئ بعد تصريح لمتحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية قالت إن كوسا "حر في الذهاب والعودة"، وإنه سيلتقي ممثلي الحكومة القطرية وغيرهم ليقدم "رؤية خبيرة" للوضع في ليبيا من خلال حضوره مؤتمر مجموعة الاتصال حول الأزمة الليبية.
وتواجه الحكومة البريطانية انتقادات عنيفة بسبب السماح لكوسا بالسفر، وتشير الصحيفة إلى اتهام أحد نواب مجلس العموم للحكومة بأنها سمحت لمشتبه به في جرائم حرب باستخدام بريطانيا "صالة ترانزيت"، كما اتهمت عائلات ضحايا تفجير لوكربي الحكومة البريطانية بـ"الخيانة" لسماحها للوزير المنشق بمغادرة البلاد، حيث قال بريان فلين، شقيق أحد الضحايا الذين لقوا حتفهم في الهجوم الذي وقع عام 1988، "إن السلطات البريطانية قد تخطت الحدود" من خلال السماح لكوسا بحضور المؤتمر.
وزير خارجية ليبيا المنشق موسى كوسا يحذر من تحول بلاده إلى صومال جديد
أعلن وزير الخارجية الليبي إبراهيم الشريف اليوم، الثلاثاء 12-4-2011، أن "أي اقتراب من الأراضي الليبية بذريعة عملية إنسانية سيكون بمثابة إعلان حرب وسيواجه بمقاومة عنيفة. ورفض في مؤتمر صحافي الرد على تصريحات وزير الخارجية الليبي المنشق موسى كوسا المتعلقة بخشيته من أن تتحول ليبيا إلى صومال آخر، معتبراً أن كوسا قد يكون مخطوفاً.
وكان وزير الخارجية المنشق عن النظام الليبي موسى كوسا قد أعلن أمس لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن ليبيا يمكن أن تتحول إلى "صومال جديد" إذا طال أمد النزاع، وفي تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية قال كوسا "أطلب من الجميع ومن جميع الأطراف تحاشي إدخال ليبيا في حرب أهلية".
وأوضح أن نزاعاً طويل الأمد سوف يؤدي إلى "حمام دم وستتحول ليبيا إلى صومال جديد"، وأضاف كوسا "نرفض تقسيم ليبيا"، مضيفاً أن "وحدة ليبيا هي الأساس لأي حل ولأية تسوية" للنزاع، وجاء ذلك بعد أن رفضت المعارضة الليبية مبادرة إنهاء الأزمة في ليبيا التي عرضها عليها وفد الاتحاد الإفريقي خلال محادثات جرت الإثنين في بنغازي شرقي ليبيا، وكان كوسا وصل إلى لندن في 30 مارس/ آذار بعد انشقاقه عن نظام العقيد الليبي.
الثوار الليبيون والمعارضة تتهم قوات التحالف الدولي بالتباطؤ والتلكؤ بتصفية القذافي
إتهم مسؤول في المعارضة الليبية الأربعاء قوات التحالف الدولي بالتباطؤ والتلكؤ في حماية المدنيين في بلاده، ودعا إلى تسليح المعارضة، ونسبت وكالة الانباء القطرية الرسمية (قنا) إلى الدكتور محمود شمام، مسؤول ملف الاعلام في المجلس الوطني الانتقالي المعارض قوله، "إننا نشعر بوجود تباطؤ وتلكؤ في تنفيذ القرار الدولي الخاص بحماية المدنيين من هجمات نظام القذافي"، ودعا شمام، قبيل اجتماع مجموعة الاتصال الدولية بشأن ليبيا في الدوحة اليوم، "الى تسليح الشعب الليبي لمواجهة الآلة العسكرية التابعة للنظام (نظام القذافي).
وأعرب عن امله في ان يخرج الاجتماع "بآليات توفر المزيد من الحماية للشعب الليبي وبمبادرات سلام تضع في اعتبارها تطلعات الشعب الليبي المشروعة فى الحرية والكرامة والتخلص من النظام الحالي"، وبشأن المبادرة التركية لحل الأزمة الليبية قال شمام إن المجلس قبل معظم عناصر المبادرة التى وصفها بـ(الجيدة)، لكنه طالب بتوضيح البند المتعلق بـ"تطلعات الشعب الليبي" الذى ورد في تلك المبادرة، وجدد رفض المجلس للمبادرة الافريقية، وقال "انها كتبت في مكتب القذافي"، ودعا المجتمع الدولي و"الدول العربية بوجه الخصوص" إلى الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي "ممثلا وحيدا للشعب الليبي".
كما دعا الدول التى اعلنت تجميد أرصدة القذافي وأبنائه الى ايجاد آلية معينة تسمح باستخدام هذه الاموال في توفير الغذاء والدواء للشعب الليبي "باعتبار ان هذه الأموال حق لهذا الشعب".
الثوار الليبيون يصدون هجومين لقوات القذافي ومجموعة الاتصال تجتمع في الدوحة
أعلن الثوار الليبيون في مدينة مصراته المحاصرة أنهم صدوا هجومين منفصلين لقوات العقيد معمر القذافي، فيما أكد ناطق بلسان الثوار مساء الثلاثاء أن معارك ضارية بين الجانبين تسببت بوقوع قتلى وجرحى لم يحدد عددهم بعد. وقد طلب الثوار الليبيون من الدول التي اعترفت بهم ممثلا وحيدا لليبيا تزويدهم بالأسلحة. وأعلن حلف شمال الأطلسي أنه دمر خمس دبابات كانت مرابطة على مقربة من مصراته وقال الناتو إنها كانت تهدد حياة المدنيين.
كشفت مصادر مسؤولة في المجلس الوطني الانتقالي الليبي الذي يتخذ من مدينة بنغازي مقرا له أن الثوار المناهضين لنظام حكم العقيد الليبي معمر القذافي بصدد القيام بعملية نوعية في العاصمة الليبية طرابلس خلال الأيام القليلة المقبلة في محاولة لتشجيع سكان العاصمة على الخروج في مظاهرات حاشدة ضد نظام القذافي وللعمل على إسقاطه. قصف حلف شمال الأطلسي (الناتو) ما قال إنه مواقع لكتائب معمر القذافي في الزنتان وسرت ومصراتة، وسط انتقادات فرنسية بريطانية لدوره، ودعوات إلى استئناف الضربات الجوية الأميركية، وهو ما يبدو أن واشنطن تستبعده حاليا، في وقت دارت فيه معارك ضارية بين الثوار وكتائب القذافي في مصراتة، وتحدث مسؤول ليبي معارض عن 10 آلاف قتيل سقطوا بنيران الكتائب.
ضربة قاسية
وقال الناتو أمس إن طائراته دمرت أربع دبابات قرب الزنتان على بعد 75 كلم إلى الجنوب الغربي من طرابلس، في حين دمرت ضربةٌ أخرى مستودع ذخيرة في سرت شرق العاصمة، حيث قصفت أيضا طائرات بريطانية دبابة تابعة للقذائف ودمرتها حسب الجيش البريطاني.
وتحدث الثوار عن مواجهات عنيفة مع الكتائب في مصراتة، وقالوا إنهم صدوا هجومين، وحافظوا على مواقعهم في المدينة التي تعتبر أكبر معاقلهم في الغرب. وقال الثوار إن المعارك الضارية دارت في شارع طرابلس الرئيسي وطريق النقل الثقيل. وفي وقت سابق قال ناطق باسمهم إن خمسة قتلوا في قصفٍ للمدينة استعملت فيه صواريخ غراد، ونفوا سيطرة الكتائب على ميناء قصر أحمد.
وضع مصراتة
وتتحدث المعارضة والأمم المتحدة عن وضع مأساوي في مصراتة التي حذّر نظام القذافي الاثنين من الاقتراب منها "بذريعة عملية إنسانية"، وقال إنه أبلغ الأمم المتحدة والاتحادين الأوروبي والأفريقي أن عملية كهذه "ستواجه بمقاومة عنيفة وغير متوقعة من الشعب المسلح". وكانت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون قد راسلت الجمعة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تبلغه "استعداد الاتحاد للتحرك بكل الوسائل وبينها الوسائل العسكرية" لتنفيذ خطة إنسانية لمساعدة سكان مصراتة (وعددهم 300 ألف) الذين تحاصرهم الكتائب. وعلى بعد 20 كلم غربي مصراتة، تمكن شبان في بلدة زاوية المحجوب من إبعاد الكتائب وحرروا أهاليَ كانت تحتجزهم. وغربا أيضا قال الثوار إنهم حرروا بوابة الرحيبات غربي الزنتان، وهم يصدّون محاولة لقطع الطريق بين نالوت وتونس.
فاعلية الناتو
وعدا سيطرتهم مجددا على أجدابيا، تراجع الثوار الأسابيع الأخيرة أمام تقدم سريع للكتائب، وعزوا ذلك جزئيا إلى ما اعتبروه قلة فاعليةٍ في ضربات الناتو. ولم يقتصر انتقاد الحلف على الثوار، بل تعداهم إلى فرنسا وبريطانيا. وقال وزير خارجية فرنسا آلان جوبيه إن ما يفعله الحلف لشل فعالية أسلحة القذافي الثقيلة ولحماية المدنيين، قليل للغاية. وضرب مثلا بمصراتة التي تحاصرها الكتائب منذ أسابيع، وأكد ضرورة مساعدتها، واستهداف الأسلحة الثقيلة التي تقصفها. كما دعا وزير خارجية بريطانيا وليام هيغ الناتو إلى تكثيف جهوده لحماية المدنيين، وأشاد بدوره الذي "أنقذ آلاف الناس". وقال إن بلاده أرسلت طائرات إضافية يمكنها ضرب أهداف برية تهدد السكان، ودعا دولا أخرى إلى أن تحذو حذوها.
أميركا والضربات
لكن واشنطن قالت إنها واثقة تماما من قدرة الناتو على أداء المهام الرئيسية وهي تطبيق حظر توريد السلاح وفرض حظر الطيران وحماية المدنيين. وسحبت واشنطن طائراتها من العمليات، مما جعل "الجهد الرئيسي" من نصيب باريس ولندن حسب تعبير وزير دفاع فرنسا جيرار لونغي. ويتوقع أن تُواجَه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في لقاء وزراء خارجية الناتو في ألمانيا الخميس بدعوات إلى استئناف القصف الأميركي. لكن البنتاغون قال إن واشنطن لا تنوي بتاتا تعميق دورها حاليا، وإن الناتو لم يطلب منها استئناف الغارات الجوية. ومع ذلك شددت واشنطن على أنها "لم تتخلَّ إطلاقا عن العملية"، وعلى أنها تضع قدراتها تحت التصرف في حال الضرورة. وكان وزير خارجية السويد كارل بيلدت صريحا في تأكيده على حيوية الدور الأميركي حين قال "فلنكن واقعيين. كونُ الولايات المتحدة تخلت عن الجزء النشط من العملية الجوية كان له أثر كبير على مجريات النزاع".
القتلى المدنيون
ويتحدث نظام القذافي عن مدنيين يقتلون في غارات الناتو، كما حدث الاثنين في بلدة ككلة جنوبي طرابلس حسبما ذكره أمس التلفزيون الليبي، وهو ما نفاه الحلف. وتحدثت المعارضة من جهتها على لسان مسؤول السياسة الخارجية فيها علي العيساوي عن 10 آلاف شخص قتلوا بنيران الكتائب. وقال العيساوي إن هناك 30 ألف جريح في ليبيا، ربعهم مصاب إصابات قد تؤدي إلى الوفاة، إضافة إلى 20 ألف مفقود يشتبه في أنهم يوجدون في سجون القذافي. وقد طلب المجلس من الدول التي اعترفت به تسليح الثوار لمواجهة هجمات الكتائب.