الشيخ محمد عمرية إمام مسجد إبطن ووالد المرحوم سعيد:
عسى ان تكرهوا شيئا هو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون
علينا ان نجتمع مع ابنائنا كل يوم على الاقل حتى لو كان لفترة قصيرة ونسألهم بماذا نستطيع ان نساعدهم
ما حصل هو قضاء الله سبحان وتعالى رضينا به فنحن نكره الفراق ولكننا لا نعلم ثمرة هذا الفراق فقد يكون خيرا لنا ونحن واثقون بذلك
عندما كنت انتظر انتشال جثة ولدي حان وقت صلاة المغرب فجلست هناك وقمت بالصلاة حتى لا أفوت صلاة المغرب وهذا ما ساعدني على تحمل هذه المصيبة
علينا ان نكون قريبين من أولادنا فنقدم لهم متطلبات الحياة ولكن يجب ان نتفهمهم خاصة في هذا السن فنعطيهم امكانية التمتع بالحياة وان نتعامل معهم بصراحة ونتفهم مشاعرهم ونكون اقرب الى قلوبهم
بعد أسبوعين على الفاجعة والمأساة التي راح ضحيتها الشاب سعيد محمد عمرية من قرية ابطن أثناء تواجده وصديقه محمد عمرية للهو في بركة مياه بجانب كريات اتا تعتبر كمجمع لمياه الري، توجهت الى منزل الشيخ محمد عمرية إمام مسجد القرية ووالد الشاب سعيد فتحدث الي بإسهاب عما جرى في تلك اللحظة وعن أسباب الحادث فجمع بين القضاء والقدر والأسباب المباشرة ؛ ومدى دور الأهل في وسطنا في توعية أولادهم وقيادتهم الى بر الأمان .الشيخ لم ينسَ احدا في هذه الظروف القاسية التي يمر بها – فأراد ان يشكر كل الذين شاركوه ووقفوا الى جانبه فأحس أنهم يحملونه دينا كبيرا وعليه ان ينقل اليهم محبته وامتنانه لهم.
الشيخ محمد عمرية
الله أعطى والله أخذ
حزنه على ولده لم يجعله يفقد إيمانه بالله ولو للحظة واحدة. أحس بالألم الذي يعتصره من الداخل لكن العزيمة والإرادة القوية اضعفا هذا الألم. الشيخ محمد عمريه فسر الظروف التي مر بها في الآونة الأخيرة بانها قضاء الله سبحان وتعالى ومشيئته وذلك بان تأتي هذه الفاجعة بصورة مقدرة على الأبناء حتى قبل ولادتهم وقال إنه يشكر الله سبحان وتعالى على عطائه وأيضا على أخذه فكل شيء عنده بقدر وهذا هو قدره سبحان وتعالى.
عسى ان تكرهوا شيئا هو خير لكم
وركز الشيخ في بداية حديثه على قول الله انه "عسى ان تكرهوا شيئا هو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون ". فهذا هو قضاء الله سبحان وتعالى رضينا به فنحن نكره الفراق ولكننا لا نعلم ثمرة هذا الفراق فقد يكون خيرا لنا ونحن واثقون بذلك.
سألت الشيخ اذا كانت الأسباب تعود لعدم وجود أماكن تحتضن الشباب في ساعات الفراغ ففكر قليلا وتردد وهو يعلم ان ذلك قد ينفي إيمانه بالقضاء والقدر فأوضح انه قد يكون عدم وجود أماكن ترفيهية لتقديم الفعاليات سببا لكن برأيه هو ان قضاء الله سبحانه وتعالى ومشيئته شاءت ذلك فكما ذكر في القرآن "لا تعلم نفس بأي أرض تموت "فنحن نعلم ان مكان الوفاة ووقتها بقدرة الله سبحانه علينا".
المرحوم سعيد محمد عمارية
أيها الآباء إجلسوا مع أبنائكم
وقال الشيخ محمد عمرية لمراسل العرب: "علينا ان نجتمع مع ابنائنا كل يوم على الاقل حتى لو كان اجتماعنا بهم لفترة قصيرة ونسألهم بماذا نستطيع ان نساعدهم ؛هدفنا هو تعليم اولادنا وعلينا ان نكون قريبين منهم فنقدم لهم متطلبات الحياة ولكن يجب ان نتفهمهم خاصة في هذا السن فنعطيهم امكانية التمتع بالحياة وان نتعامل معهم بصراحة ونتفهم مشاعرهم ونكون اقرب الى قلوبهم". وتابع: "عملت دائما على تربية اولادي على الاخلاق الحميدة وعلى الدين وعلى عمل الخير والتعليم. حاولت دائما ان أوفر لهم كل ما يحتاجون وقد اكون قد قصرت لأنني لم اكن اجلس مع أولادي وأعطيهم وقتا يوميا لاستمع لهم ماذا سيفعلون وبماذا يفكرون فانصحهم ولذلك انصح الأهالي بالتقرب للأولاد وأبنائهم لأنهم بحاجة للنصيحة والإرشاد.
صلاة المغرب
وختم الشيخ حديثه لمراسل العرب قائلا: "عندما كنت انتظر انتشال جثة ولدي حان وقت صلاة المغرب فجلست هناك وقمت بالصلاة حتى لا أفوت صلاة المغرب وهذا ما ساعدني على تحمل هذه المصيبة".
وقبل ان أودعه أصر الشيخ محمد عمرية ان يشكر كل الذين وقفوا الى جانبه في مأساته من مؤسسات وطلاب المدارس والمعلمين والمفتشين وأهل بلدته وأقاربه وجميع الذين شاركوا في هذا المصاب من خارج البلدة من جميع الطوائف وتطرق الى الأصول العربية والمشاركة في مثل هذه المناسبات والتي تثمن غاليا ويجب الاستمرار بالمحافظة على هذه العادة الخاصة.
المرحوم محمد فايز عمرية
صورة من عمليات البحث عن الجثتين