رهط تعتبر أكثر البلدات أمنا بين المدن العربية في البلاد، حيث شهدت وقوع 57 حادثا، واحتلت المرتبة الخامسة على قائمة كل المدن في البلاد
قالت جمعية "أور يروك" المرورية إن احتمال أن تكون متورطا بحادث طرق في إحدى المدن العربية، أقل من احتمال التورط بحادث طرق في إحدى المدن الكبرى في البلاد خلال الفترة من عام 2007 حتى 2009. هذا، اعتمادا على الواقع القائل إن أيا من المدن العربية الـ 12 لا تعتبر من المدن العشر الكبرى في البلاد، والتي شهدت أكبر نسبة من الإصابات بحوادث الطرق خلال السنوات الثلاث المذكورة. هذا ما جاء في المعطيات التي نشرتها الهيئة المركزية للإحصاء.
صورة توضيحية
خلال هذه السنوات الثلاث، وقع في المدن العربية الـ12 نحو 1160 حادث طرق (والحديث عن المدن العربية التي يزيد عدد سكان كل منها عن 20 ألف مواطن – وهي: أم الفحم، باقة جت –قبل فك الدمج- الطيبة، الطيرة، طمرة، الناصرة، سخنين، الكرمل –الدالية وعسفيا-، رهط، الشاغور، وشفاعمرو).
من بين المدن العربية المذكورة، وخلال الفترة 2007-2009، كان احتمال التورط بحادث طرق في عرابة هو الأكبر. كما تبين المعطيات أن عدد حوادث الطرق الخطيرة في البلدة (والبالغ 18 حادثا) كان الأكبر (بالمطلق) بين كل المدن. كذلك، تشير المعطيات المتعلقة بسخنين إلى أنها تعتبر مدينة خطيرة نسبيا بالمقارنة مع غيرها من البلدات، وأن احتمال الإصابة بحادث طرق فيها يقل عن هذا الاحتمال في عرابة بنسبة بسيطة.
في بقية المدن العربية (عدا عرابة وسخنين) وقع عدد قليل نسبيا من حوادث الطرق خلال الفترة المذكورة، بالمقارنة مع المعدل العام لمجمل المدن في البلاد، أما بالنظر إلى قائمة المدن العشر الأقل تورطا بحوادث الطرق خلال لسنوات الثلاث المذكورة، فإننا نستطيع ملاحظة وجود ثلاث مدن عربية، هي: رهط، أم الفحم، والطيبة.
أكثر البلدات أمنا
تعتبر رهط أكثر البلدات أمنا بين المدن العربية في البلاد، حيث شهدت وقوع 57 حادثا، واحتلت المرتبة الخامسة على قائمة كل المدن في البلاد. خلفها تماما، جاءت أم الفحم في المرتبة السادسة على مستوى مدن البلاد إجمالا (والمرتبة الثانية عربيا) وبواقع 69 حادث طرق خلال الفترة المذكورة.
كذلك، كانت الطيبة في المرتبة التاسعة قطريا. وعلى الرغم من أن احتمال التورط فيها بحادث طرق يعتبر منخفضا بالمقارنة مع بقية المدن، إلا أن 7% من مجمل الحوادث التي وقعت بها خلال الفترة المذكورة كانت حوادث قاتلة.
يبلغ عدد مرتادي المدن الـ71 في البلاد كل يوم نحو 5.6 مليون مواطن. خلال الفترة الممتدة من 2007 حتى 2009 وقع في هذه المدن 33260 حادث طرق، وبنسبة 6.8 حوادث لكل 1000 مواطن من السكان النشطين. من جهة أخرى، يعتبر الوضع في هذه المدن أفضل نسبيا من المعدل العام لمجمل البلاد. ففي تسع مدن فقط، هنالك احتمال تورط بحادث طرق يفوق المعدل العام في البلاد، والبالغ 6.8 حادث لكل 1000 مواطن نشط في البلاد قاطبة.
تحمل المسؤولية
وقد قال "شموئيل أبواف"، مدير عام جمعية "أور يروك" المرورية، تعقيبا على المعطيات: "بخلاف ما يحصل على طرقات البلاد الخارجية (الرابطة بين المدن المختلفة)، والتي تتحمل مسؤولية بنيتها التحتية الشركة الوطنية للطرق، وتتحمل مسؤولية تطبيق القوانين عليها الشرطة، يبدو الوضع على الطرقات داخل المدن مختلفا تماما. فعلى الرغم من نسبة وقوع الحوادث المرتفعة داخل المدن، ليس هنالك جهة مسؤولة واحدة لعلاج هذه المشكلة، ولم يتم اتخاذ أي خطوات جدية كافية في هذا المجال، رغم وضوح المعطيات وتوفر الحلول".
وتابع أبواف حديثة بالقول: "صورة الواقع داخل المدن تشير إلى ضرورة إجراء الكثير من التحسينات. فمناطق وجود المدارس يجب أن تكون مناطق محدودة السرعة، كما يجب أن يتم ذلك في أماكن أخرى تشهد حضورا كثيفا للمشاة، خاصة المسنين والأطفال. للأسف، الوضع المادي في السلطات المحلية لا يسمح بالاهتمام بالبنية التحتية. لذلك، فليس هنالك ما يكفي من مطبات للحد من السرعة، كما نجد الكثير من ممرات المشاة غير الواضحة بما يكفي. هنالك حاجة لبناء الجسور المخصصة للمشاة وكذلك إضافة عدد من الدوارات. ومع أن الحديث في هذه الحالة يدور عن طرقات داخلية في المدن، إلا أن المسؤولية والاهتمام بموضوع الأمان على الطرق يجب أن يلقى دعما من الجهات القـُطرية والوطنية".
ما الممكن عمله؟
يجب إعطاء الصلاحيات للسلطة الوطنية وللسلطات المحلية، والتعامل مع هذه الصلاحيات على أنها طلبات ملزمة من طرف الحكومة في كل ما يتعلق بالبنية التحتية والمسؤولية عن الأمان على الطرق.
يجب تطبيق القانون بشكل أكثر شدة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمشاة، أو بالسفر بسرعة كبيرة وبالتصرف السليم في المفترقات.
يجب القيام بنشاط توعوي مكثف للجمهور، خاصة في أوساط السكان الأكثر عرضة للمخاطر. وذلك من أجل تجسيد المخاطر وقربها من منازلنا ومن محيطنا، والسهولة النسبية لوقوع الإصابة.
يجب تكثيف وجود دوريات الشرطة داخل المدن، خاصة في الأماكن الإشكالية وفي مراكز المدن.
يجب الاهتمام بالبنية التحتية بشكل مستمر، بما في ذلك، صبغ ممرات المشاة من فترة لأخرى لتبقى واضحة المعالم وظاهرة بشكل كاف.