عاصفة في الكنيست خلال خطاب الطيبي:
أنكم بحاجة الى عربي ليذكركم بتاريخكم من على هذه المنصة !؟
ماذا ستفعلون لاحقا في كل هذه الكراهية إن طردتونا او اقصيتمونا؟
بن اري يهاجم الدكتور أحمد الطيبي: انت وريث هتلر!
نيسيم زئيف يحاول انزال الطيبي بالقوة من على المنصة
ألقى النائب احمد الطيبي، نائب رئيس الكنيست ورئيس كتلة القائمة الموحدة والعربية للتغيير، خطابا حاسما امام الهيئة العامة للكنيست وذلك في الجلسة التي تمت فيها مناقشة قوانين عنصرية اقترحتها احزاب اليمين وعلى رأسها حزب "اسرائيل بيتنا" الذي يرأسه افيغدور ليبرمان، وهي قانون منع التمويل الحكومي عن أي جمعية او هيئة تحيي ذكرى النكبة، وإقامة لجان قبول في البلدات اليهودية في الجليل والنقب لمنع شراء وسكن العرب فيها. ولقد تم تشريع هذه القوانين في ختام المداولات .
وقال د. الطيبي : يوجد طوفان من اقتراحات قوانين الكراهية في هذه الكنيست، وهي الكنيست الأكثر تطرفاً وشراسة وقسوة وعنصرية. منذ دخولنا الكنيست عام 1999 كانت مبادرات واقتراحات من الكراهية ، اما الآن فإن هذه الاقتراحات اصبحت اسبوعية واوتوماتيكية حيث ان اي قانون عنصري يفيض بالكراهية تجاه العرب لمجرد كونهم عرباً تتم المصادقة عليه.
وتساءل د. الطيبي عن الأسباب والدوافع لذلك قائلاً : ما هي الايديولوجية وراء ذلك؟ اولاً الرأي العام حيث اصبحت العنصرية هي التيار الرئيسي في المجتمع الاسرائيلي، ثم تحويل ذلك الى حزب كامل هو حزب " اسرائيل بيتنا " قائم على ايديولوجية ونمط حياة ورؤيا عنصرية وكراهية الآخر ألا وهو العربي، هذا الحزب يتغذى على العنصرية في الشارع ويغذيها، وهي تذكرة رابحة بالنسبة له تنعكس في صناديق الاقتراع، لذلك فإن هذا الحزب يطوّر العنصرية. كل قانون يتضمن الكراهية للعرب، والكراهية للفلسطينيين، والإقصاء، والظلم، والفوقية تتم المصادقة عليه حتى وإن شمل بنداً " ان الدائرة شكلها مربع ".
الخروج للسكن
ثم تطرق د. الطيبي الى مشاهد من تاريخ اليهود على ضوء ما يحدث للعرب اليوم قائلاً : ان هذه القوانين كانت ستُسمع بشكل مختلف باللغة الالمانية، واليهود أكثر من غيرهم يجب ان يعرفوا تاريخهم وان يستذكروا العنصرية والرفض والإقصاء وحظر الزواج المختلط الذي عانوا منه. ماذا يقول الحاخامات عن هذه القوانين .. هل تذكرون ام أنكم بحاجة الى عربي بأن يذكركم بتاريخكم من على هذه المنصة !؟
وأضاف الطيبي : قسم من اليهود يمر بعملية " إنكار " ويعتقدون انهم الضحية اليوم بينما هم يوقعون الضحايا كل يوم، ومنهم في هذه الكنيست من أخرجوا عن القانون ، كهانيون فاشيون وعادوا ودخلوها. أي الفصول من تاريخكم تنقصكم !؟ بحيث تخرجون بهذه القوانين، قانون الولاء، النكبة، ولجان القبول للبلدات. حتى الآن أيضاً رفض اليهود السماح للعرب ان يسكنوا في بلداتهم، ولكنكم توثقون ذلك في إطار قانون رسمي يتم سنّه. هناك فرق بين الأغلبية والأقلية في كل مجتمع ديمقراطي يسمي نفسه بأنه مجتمع متساوي. توجد حقوق للأقلية، بينما الأغلبية لا تعاني من الخوف. الأقلية هي التي ترى واجباً ان تحافظ على خصوصيتها، ومن حقها الخروج للسكن في بلدة أخرى، في مدينة، في منطقة واسعة ان ارادت، ولكن العرب لا يرغبون في ذلك. الأغلبية هي التي تمسك بالمفاتيح، هي التي تسيطر، تفتح، تغلق، تدخل، تطرد، اما الأقلية فلا تملك ان تفعل ذلك. اذن من ماذا تخافون ؟ لا توجد موازاة بين المحتل ومن يرزخ تحت الاحتلال، ولا توجد موازاة بين الأغلبية والأقلية في دولة ديمقراطية.
وتابع د. الطيبي : كل عام أتقدم بقانون مساواة في تخصيص الأراضي للعرب، وكل مرة يتم إسقاط هذا الاقتراح، لا يمنحون الأراضي للعرب، لا توجد خرائط هيكلية، لم يتم بناء اي مدينة عربية لا في المثلث ولا في الجليل منذ 48، واذا رغب مواطن عربي واحد في اختراق الحصار من انعدام البنى التحتية والمنشآت والشوارع والمراكز الجماهيرية، فإنكم تغلقون الباب بوجهه بواسطة هذا القانون.
مساحات المعيشة الخاصة بالشعب الالماني
يوجد للأقلية الحق في الخصوصية، وحتى في زمن الانتداب البريطاني عندما حاول صاحب المطعم واسمه "التشورل" فتح مطعمه في تل ابيب ايام السبت، اعترض على ذلك حتى العلمانيون من اجل عدم المسّ بنمط الحياة العام. وكذلك هي الأقلية العربية، تريد ان تحافظ على خصوصيتها، واذا سنحت لها الفرصة أن تنطلق من الحصار على هويتها. اما الرواية التاريخية الفلسطينية فلا يمكن إلغاؤها. لقد انطلقت من جديد. لذلك فإنها تُقلق الأغلبية.
ثم جاء د. الطيبي بمقارنة تاريخية حيث قال : الكراهية هي العمود الفقري الذي يوحّد عدداً من الموجودين في هذه الكنيست، خاصة حزب اسرائيل بيتنا الذي يجر وراءه الكثيرين. تاريخياً مؤتمر "فينزة" التي انعقدت في منطقة برلين، وشارك فيها 14 مندوباً لبحث السياسة التي يجب انتهاجها تجاه اليهود، وقيل فيها ان المركبات الأساسية هي إقصاء اليهود من مجالات الحياة ومن مساحات المعيشة الخاصة بالشعب الالماني... وانا لا اقارن اطلاقا مع الفرق الواضح ولا اتطرق ل"لحل النهائي".
وما أن أجرى النائب الطيبي هذه المقارنة حتى ثارت عاصفة وهاج نواب اليمين وبدأو التهجم عليه حيث قال عضو الكنيست اوري اريئيل من حزب الاتحاد الوطني : انت وقح .. لئيم..
فتابع الطيبي خطابه : انت لا تعرف تاريخك .
وريث هتلر
فنهض عضو الكنيست نسيم زئيف من مقعده متوجها الى منصة الخطابة لكي ينزل الطيبي : انزل عن المنصة ! انت محرّض !عدو اسرائيل..
فتدخل رئيس الجلسة اوري ماكليب مطالباً إياه بالرجوع الى مقعده، لكن زئيف تابع هجومه على الطيبي : انزل عن المنصة .. اذهب .. لئيم .. انصرف من هنا ..
فانضم اليه اوري اريئيل شاتماً الطيبي ومحاولا انزاله عن المنصة : اذهب الى الجحيم وانزل عن المنصة .
وعندما حاول النائب حاييم اورون من حزب ميرتس إسكاتهم رد عليه اريئيل : انه يتحدث عن الكارثه ويوجد حد لهذا الكلام ..
وحاول رئيس الجلسة تهدئتهم واعادتهم الى مقاعدهم
وصمم على تمكين الطيبي من إتمام جملته الأخيرة فقال : انا سأسرد الأمور حتى عندما تكون صعبة، لأن القانون المذكور بالنسبة لنا وهذه القوانين التي هدفها إقصاء العرب من مجال المعيشة.. هنا في هذه البلاد التي ولدنا فيها..
فتدخل عضو الكنيست اليميني ميخائيل بن أري من حزب الاتحاد الوطني قائلاً للطيبي : انت وريث هتلر .. مستشار زعيم القتلة.. ادخلوا شاهدوه في مظاهرة في ام الفحم والتي أطلقت فيها نداءات لذبح اليهود
فأضاف اوري اريئيل : اذهب من هنا الى رام الله .
واضاف نسيم زئيف : انتم ، هذه جنة بالنسبة لكم
رئيس الجلسة : اريئيل ، مكّنه من إتمام كلامه
اريئيل : لن أسمح له
رئيس الجلسة : انت لن تسمح له ؟
اريئيل : لا ... لا
ووسط صياح زئيف واريئيل تابع رئيس الجلسة إسكاتهم تمهيداً لطردهم من القاعة، وحاول النائبان محمد بركة وعفو اغبارية ومسعود غنايم إسكاتهم والدفاع عن الطيبي مطالبين بإخراجهم من القاعة .
فأضاف اريئيل متوجها للطيبي : اذهب الى غزة !
وتابع الطيبي خطابه : في الماضي صودرت الأراضي من العرب والآن يُمنعون من السكن فيها ، وكما قال رئيس تلك الجلسة في فانزي بألمانيا " بعد ان نطرد اليهود ماذا سنفعل بكل الكراهية المتبقية ؟ " وانا أتوجه الى ليبرمان والى حزب اسرائيل بيتنا والى جميع العنصرييين : "الى أين ستصلون بالكراهية بعد ان تطردونا ؟ تباً لكم .انا احتقركم. انتم مجموعة من العنصريين الفاشيين.. انتم عار على كل قيمة ديمقراطية.. وانتم عار على كل قيمة انسانية .."هذه المقولة التاريخية يجب ان تقال لكم الان تاريخيا ومن على هذه المنصة تحديدا..
وتتابعت الصيحات حتى طالب رئيس الجلسة من رجال الأمن إخراج اريئيل وزئيف من الجلسة، بينما تابع بن أري كلامه ناكرا اقوال الطيبي بأن العرب في اسرائيل هم أقلية لأنهم ينتمون الى العرب في العالم الذين يكرهون اليهود.
فرد الطيبي : ان اسكت وسأستمر في قول كلمتي من على هذه المنصة ! وفي ختام الجلسة تم التصويت على القوانين العنصرية حيث مرت بأغلبية.