رئيسة حزب "كاديما" تسفي ليفني وصفت حكومة نتنياهو بأنها "تتكلم بقوة ولكنها ضعيفة على الأرض"
محلل الشؤون الإسرائيلية ناصر اللحام:
التصعيد والاقتحامات يتم بشكل يومي في الضفة الغربية
إسرائيل تحاول تصدير الأزمة السياسية إلى تصعيد عسكري في القطاع وتوجيه الأنظار بعيداً عن واقع العلاقة السياسية مع الفلسطينيين
حكومة نتنياهو تحاول استرضاء جمهورها على حساب الدم الفلسطيني، بعد عملية مستوطنة "إيتمار" وعدم تنفيذ عملية واسعة ضد الشعب الفلسطيني
هذه الحالة تحول الفلسطينيين من حالة الهجوم السياسي إلى الدفاع في ظل المأزق السياسي الذي تمر به الحكومة الإسرائيلية وفشلها في تحقيق إنجازات كبيرة
أكد مختصون في الشؤون الإسرائيلية أن التصعيد الميداني الذي أقدم عليه الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة خلال اليومين الماضيين مخطط ومنظم ولم يكن ارتجالياً أو خاضغاً للتطورات الميدانية، خصوصاً في ظل المطالبات الحكومية والحزبية في إسرائيل باستهداف غزة بالتزامن مع تضخيم قدرات المقاومة الفلسطينية.
تسفي ليفني
وأوضح هؤلاء في أحاديث منفصلة مع أن إسرائيل تعمل على بعثرة الأوراق في علاقاتها مع الفلسطينيين سواء في ما يتعلق بعملية التسوية المتعثرة أو التصعيد على جبهة القطاع، للهروب من انسداد الأفق السياسي للمفاوضات من جهة والتذكير الدائم بقدرة إسرائيل على الردع في أي وقت تحدده.
"إسرائيل تحاول تصدير الأزمة السياسية"
وأوضح محلل الشؤون الإسرائيلية ناصر اللحام أن حكومة نتنياهو تحاول استرضاء جمهورها على حساب الدم الفلسطيني، بعد عملية مستوطنة "إيتمار" وعدم تنفيذ عملية واسعة ضد الشعب الفلسطيني نظراً لاكتشاف عدم وجود علاقة للفلسطينيين بالعملية، لافتاً إلى أن التصعيد والاقتحامات يتم بشكل يومي في الضفة الغربية.
وقال: "هذه الحالة تحول الفلسطينيين من حالة الهجوم السياسي إلى الدفاع في ظل المأزق السياسي الذي تمر به الحكومة الإسرائيلية وفشلها في تحقيق إنجازات كبيرة". وأضاف: "إسرائيل تحاول تصدير الأزمة السياسية إلى تصعيد عسكري في القطاع وتوجيه الأنظار بعيداً عن واقع العلاقة السياسية مع الفلسطينيين".
إستشهاد 8 فلسطينيين
واستشهد أمس الثلاثاء 8 فلسطينيين في عمليات قصف مدفعي وجوي إسرائيلي على القطاع، بينما يعيش الفلسطينيون حالة ترقب خشية توسيع قوات الاحتلال لنطاق عمليتها العسكرية بالتزامن مع انشغال المنطقة بالثورات التي تشهدها عدد من الدول العربية. من جانبه أشار محلل الشؤون الإسرائيلية باسم أبو عطايا إلى الدعوات التي وجهتها جهات إسرائيلية عديدة لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لاستغلال المرحلة الراهنة والقضاء على حكم "حماس"، مؤكداً أن إفشال زيارة الرئيس عباس لا تخرج من إطار أهداف التصعيد الأخير خصوصاً في ظل تخيير ننتياهو للرئيس بين السلام مع إسرائيل مع أو "حماس".
حكومة نتنياهو ضعيفة على الأرض
وكانت رئيسة حزب "كاديما" تسفي ليفني وصفت حكومة نتنياهو بأنها "تتكلم بقوة ولكنها ضعيفة على الأرض"، مطالبة في حديث للإذاعة العبرية بالقضاء على حكم "حماس" سريعاً قبل فوات الأوان وتغيير موازين القوى في المحيط العربي. ولفت أبو عطايا إلى محاولة الحكومة الإسرائيلية إثبات عدم فشلها محلياً ودولياً وأن المشكلة ليست في تهويد القدس والاستيطان، لكن العرقلة تأتي من رفض الفلسطينيين الجلوس على طاولة المفاوضات الأمر الذي يتسبب في التصعيد، مشيراً إلى إظهار نتنياهو قدرته على الدفاع عن المستوطنات في محيط القطاع وردع "حماس" والفصائل عن تنفيذ أي تهديد عسكري. وقال: "لا يمكن إغفال رغبة إسرائيل في جس نبض المقاومة الفلسطينية ومحاولة استكشاف قدراته العسكرية".
إسرائيل ترغب في رفع سقفها العسكري
بدوره قال الباحث في الشؤون الإسرائيلية أحمد فياض إن إسرائيل لديها رغبة في رفع سقفها العسكري في غزة للتأكيد مجدداً على قدرة الردع التي تمتلكها، خصوصاً في ظل ما يتردد عن تآكل هذه القوة التي فرضتها على الفصائل المسلحة بعد الحرب الأخيرة. وقال: "إسرائيل تستهدف إخافة حماس من أي محاولة لتغيير قواعد اللعبة ميدانياً وتذكيرها المستمر بإمكانية الردع بقوة أكثر مما تتوقعها".
وشدد فياض على أن الخيارات مفتوحة للتصعيد في القطاع إذا ما استمر الفعل ورد الفعل، مستبعداً تجاوز الخطوط الحمر بين الطرفين، من دون أن يمنع ذلك توسيع إسرائيل لعملياتها واستهدافها لقيادات فلسطينية.
وكان المحلل العسكري للقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي كشف عن إيصال رسالة لحركة "حماس" عبر طرف ثالث مفادها عدم رغبة إسرائيل في التصعيد، بيد أنه أشار إلى أن ما حدث يمثل تذكيرا للحركة بما حدث لها خلال الحرب الأخيرة.