الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 14 / نوفمبر 04:01

كيف تعرفين ما إذا كان طفلك متنمراً أو ضحية التنمر؟

أماني حصادية- مراسلة
نُشر: 20/03/11 19:26,  حُتلن: 19:29

الطلبة الذكور يميلون إلى إستخدام العنف الجسدي أو التهديد، بصرف النظر عن جنس المعتدى عليه، في حين أن الطالبات يمارسن أسلوب التنمر اللفظي أو الشفوي

التنمر هو عبارة عن استقواء طالب أو مجموعة من الطلاب على زميل لهم في الصف أو المدرسة، مضايقته جسدياً أو معنوياً. ازدياد سلوكيات التنمر في المدارس، يحتم على الأهل مراقبة أطفالهم عن كثب لحمايتهم ومساعدتهم على تخطي مشكلتهم.


صورة توضيحية

تشير الإحصاءات إلى أن حوالي نصف الأطفال تعرضوا مرة واحدة على الأقل للتنمر، خلال المرحلة المدرسية، وأن نسبة 10 في المئة منهم يتعرضون لنوع من الضغوط العنيفة بشكل منتظم. يُشار إلى أن ظاهرة التنمر أو الاستقواء أو الاستشهاد، تتزايد حجماً ونوعاً وأسلوباً، بحيث صارت تحدث بمعدلات عالية في شتى أنحاء العالم. ففي بريطانيا، تنتشر ظاهرة التنمر بنسبة 25% في المدارس الابتدائية و10% في المدارس الثانوية. لهذا تم إنشاء برنامج خاص يهدف إلى محاربة ظاهرة التنمر في كل مدرسة من مدارس بريطانيا.
يميل الطلبة الذكور إلى إستخدام العنف الجسدي أو التهديد، بصرف النظر عن جنس المعتدى عليه، في حين أن الطالبات يمارسن أسلوب التنمر اللفظي أو الشفوي، وغالباً ما تكون ضحيتهن فتاة أخرى. إذا نادراً ما يتعرض طالب ذكر للعنف من قِبَل الفتيات. ويلاحظ أن العنف يكون لدى الطلبة الذكور أكثر من الإناث، لكون الفتاة عموماً ذات طابع أهدأ وأبسط.

- وسائل التنمر
يستخدم الأطفال المتنمرون طرقاً عدة لمضايقة ضحيتهم، فقد يطلقون على الطفل الضحية أسماء وألقاباً مضحكة أو يسخرون من لونه أو شكله أو ملابسه أو كلامه، أو يختلقون الأكاذيب من حوله، لإيقاعه في مشكلات مع الأساتذة، وقد يطلبون من الطلاب الآخرين عدم مصادقته. إضافة إلى ذلك يعمد المتنمرون إلى عدم مشاركة الطفل الضحية أنشطتهم ويخوفونه أو يهددونه، وقد يضربونه أو يدفعونه بالأيادي ليقع على الأرض. مؤخراً لجأ أولئك المتنمرون إلى التكنولوجيا لممارسة بلطجتهم واستقوائهم على ضحاياهم فقد استعانوا بغرف الدردشة على المواقع الإلكترونية وتقنية الرسائل الإلكترونية لمضايقة الضحية من خلال، إما بعرض صور مشينة لها أو كتابة كلام جارح أو التشهير بها.

- تأثير التنمر
- يعاني الأطفال الذين يتعرضون للتنمر مشكلات عدة تؤثر في حياتهم الاجتماعية والعاطفية، وفي أدائهم الأكاديمي، قد يحاول بعض الضحايا الانتحار للتخلص من جحيم المضايقات. ففي اليابان، أفيد عن انتحار سبعة أطفال في نهاية العام 2006، بسبب مضايقة زملائهم المدرسة لهم. في الإجمال، يختار المتنمر الطفل الضعيف، الذي يسهل تهديده أو ليس لديه أصدقاء كُثر، أو الطفل الذي يكون أصغر أو أقصر ويعاني صعوبة في الدفاع عن ذاته. تظهر على الطفل الضحية بعض العلامات التي تؤشر إلى معاناته. إذ غالباً ما نراه يشكو ويتذمر من المدرسة، وقد يدّعي المرض لعدم الذهاب إلى صفه. أحياناً، يعود إلى المنزل وثيابه أو كتبه ممزقة، وقد تكون هناك كدمات على وجهه أو جسمه، قد يصبح متقلب الرأي وسيئ المزاج، ويمكن أن يصاب بالأرق والقلق، أو يصبح عنيفاً مع إخوته، أو أنه ينعزل ويرفض القيام بأي نشاط، حتى إن أداءه الأكاديمي يتراجع. ومن علامات تعرُّض الطفل للتنمر فقدان أشيائه باستمرار، أو مطالبة أهله بمزيد من المال ليدفعها رُبما إلى التنمر الذي يطالبه بها، تفادياً لتعرضه للضرب.

- خطوات لمساعدة طفلك
إذا ساورتك الشكوك حيال تعرُّض طفلك للتنمر، سارعي إلى سؤاله عما يُجرى له. حاولي أن تخلقي الأجواء المناسبة لكي يخبرك بما يعانيه أو يتعرض له. من المهم جداً أن تتحدثي معه بأسلوب إيجابي ومتفهم، وأن تعلّميه أنه غير مسؤول عمّا يحصل له وأنه أحسن التصرف بإخبارك، وأنك ترغبين في مساعدته، واشرحي له أهمية أن يُخبر بما يفعله الآخرون به كي لا يتفاقم الوضع. إذ غالباً ما يهدد الطفل المتنمر ضحيته بعدم إخبار أحد.
حددي موعداً لرؤية أستاذته ومدير المدرسة لإعلامهم بما يتعرض له صغيرك من مضايقات، واطلبي منهم وضع برامج خاصة لمكافحة ظاهرة التنمر، يتم خلالها كشف المتورطين وتعديل سلوكياتهم، احرصي على متابعة تحركات إدارة المدرسة بعد إبلاغها بالموضوع. إذ يجب أن تُظهر هذه الأخيرة اهتماماً بالأمر، وتُطلعك على تحركاتها أو التدابير التي ستتخذها، للحؤول دون تكرار الأمر أو لمعاقبة المعتدين. إياك أن تشجعي طفلك على الرد بأسلوب عنيف، كي لا يتعرض لمزيد من الأذى أو يُتهم بالمشاغبة، بل حثّيه على الابتعاد عن طريق المتنمرين أو طلب مساعدة الأستاذ أو أي شخص بالغ آخر. يمكنك أيضاً أن تعلّمي طفلك ما يجب أن يقوله كي يكون مستعداً للرد عندما يتعرض المتنمرون له. حثّيه على تكوين صداقات وعلى ألا يبقى بمفرده. إذ يميل المتنمرون إلى عدم إزعاج مَن يكون ضمن مجموعة.
في حال استمرت المضايقات أو زادت وتيرتها بشكل بات يؤثر في نفسية طفلك، يستحسن عندها تغيير المدرسة.

- عندما يكون هو المعتدي
إذا قيل لك إن طفلك متورط في أعمال إعتداء على زملاء له أو أنه متنمر، عليك الإسراع إلى تقديم المساعدة له. يؤدي مثل هذا السلوك العنيف إلى عواقب أكاديمية خطيرة، وإلى معاناته مشكلات قانونية وإجتماعية، وحتى نفسية. من المهم جداً أن تتوصلي إلى معرفة أسباب إقدامه على الأعمال العدوانية في المدرسة. فقد حدد العلماء أسباباً عدة لمثل هذا التصرف، منها: رغبة الطفل في لفت الانتباه إليه، أو عدم شعوره بالأمان. أحياناً، تكون أعمال العنف وسيلة للتعبير عن مشاعر الغيرة أو للتنفيس عن الإحباط المزمن الذي يعيشه نتيجة ظرف ما.
يسهم الأهل أيضاً في هذه الظاهرة، من خلال تشجيع طفلهم على ضرب مَن يضربه، أو من خلال إستخدامهم الضرب كوسيلة عقابية له. مشاهدة الكثير من أفلام العنف تؤدي أيضاً إلى الأفعال العدوانية، إضافة إلى تساهل إدارة المدرسة في إتخاذ الإجراءات النظامية ضد الطلاب العدوانيين.
هذا التقويم سيساعدك وطفلك على فهم أسباب التنمر ومساعدته على إيجاد خطة لوقف هذا السلوك المدمر. حاولي أن تشرحي له أن الاستقواء على الآخرين ومضايقتهم جسدياً ومعنوياً، هو أمر غير مقبول على الإطلاق ويسبب الأذى للآخرين، مع التأكيد له أنك تحبينه كثيراً، وأن كل ما تريدين منه، هو تغيير سلوكه العدواني تجاه الآخرين. حاولي تفادي وصفه بالمتعدي أو المتنمر أو المشاغب، لربما صدّق الأمر وتصرف على هذا الأساس، فيصبح من الصعب تصحيح سلوكه. أحياناً لا يعي الطفل المستأسد مدى الألم أو المعاناة التي يسببها للآخرين. لذا ساعديه على أن يعي ما يشعر به الطفل الضحية، من خلال جعله يتحدث إليه.

مقالات متعلقة

.