أحمد مشهراوي عضو بلدية يافا:

يؤسفني أن ادارة الميناء توافق على اجراء هذه الأحداث التي تضيق الخناق رويدا رويدا على الصيّادين

بحسب المعلومات المتوّفرة لديّ يتبيّن أن أحدا لم يسأل رأي الصيادين في الموضوع، وبرأيي هنا يكمن فشل إدارة الميناء

خميس بوبلي صياد الاسماك:
 
يضيقّون علينا الخناق بشتى الوسائل. اليوم قرروا اغلاق الميناء بوجه الصيّادين ليومي الاثنين والثلاثاء، وبذلك يمنعونا من الحضور الى الميناء، وغدا من يافا كلّها

أبدى العديد من الصياّدين العرب في ميناء يافا العريق، تذمرهم الشديد من نية إدارة الميناء لإغلاقه يومي الاثنين والثلاثاء القادمين بسبب انعقاد مؤتمر سلطة التطوير الاقتصادي للوسط العربي والشركسي الدرزي، السنوي تحت عنوان "الشراكة والنمو"، بمشاركة رئيس الحكومة بنيامين نينياهو ومحافظ بنك إسرائيل، وزراء في المجال الاقتصادي، رؤساء مجالس، بالإضافة إلى مشاركة وفد من الـ OECD"" ، أكاديميون، رجال أعمال، مبادرون صغار من الوسطين.

وكانت إدارة ميناء يافا، قد تلت بعض اللافتات على الأعمدة في الميناء تعلم فيها زائريه والصيّادين به، أنه سيتم اغلاق الميناء بسبب التدابير الأمنية لزيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المرتقبة الى الميناء، للمشاركة في المؤتمر الذي يعقد هناك.  والتي ننشر نصّها حرفيا (مع كامل الأخطاء النحوية واللغوية) كما تظهر في اللافتات:
"الى صيّادين ميناء يافا
مرحبا،
مناسبة عربية يهودية في ميناء يافا.
يوم الثلاثاء تثوم مناسبة عربية يهودية في ميناء يافا، الذي فيه يشارك رئيس الحكومة بنيمين نتنياهو. بسبب تنظيم الأمن على كل أصحاب المخازن الوصول يوم الاثنين 21/3/2011 الساعة 19.00 مع مفاتيح المخزن ليتم فحص المخازن. يوم الثلاثاء الساعة 7.00 حتى الساعة 11.00 لا تكون حركة صيادين وزائرين في منطقة المخازن والمتاسية. لا تكون حركة سفن يوم الثلاثاء الساعة 7.00 حتى الساعة 11.00
مع الاحترام
إدارة الميناء".

الخناق بشتى الوسائل
حيث قال صيّاد الأسماك خميس بوبلي: يضيقّون علينا الخناق بشتى الوسائل. اليوم قرروا اغلاق الميناء بوجه الصيّادين ليومي الاثنين والثلاثاء، وبذلك يمنعونا من الحضور الى الميناء، وغدا من يافا كلّها، فهم يقولون لنا بطريقة لطيفة أنهم يضيّقون الخناق علينا رويدا رويدا، ويبدو أنهم لا يريدون اخراجنا من الميناء فحسب وانما من كل يافا".
أما زميله الصيّاد زكريا ضعيّف فقال: "المضايقات للصيادين كثيرة، يقولون أنه سيصل رئيس الحكومة، ولذلك وبسبب التدابير الأمنية سيقومون بإغلاق الميناء بوجهنا نهارا كاملا. كيف سنعمل؟ كيف سنعيل أولادنا؟ نحن نعتاش من الصيد فقط... واذا منعونا من اصطياد الأسماك نهارا كاملا، كيف سنعتاش في هذا اليوم؟ أنا جيل ثالث من الصيادين في عائلتي في يافا وأجدادنا لم يعانوا من المضايقات بهذا الشكل، ولا آبائنا فهل نحن الأوائل؟ هل يريدون اخراجنا من يافا أجمع؟".

اغلاق الميناء
من جهته عقّب عضو بلدية يافا أحمد مشهراوي، والذي كان الصيّادون قد توّجهوا له طالبين مساعدته في الحيال دون إغلاق الميناء، على ذلك بالقول: "هذه المبادرة بحد ذاتها مباركة، ولكن لماذا يجب إغلاق الميناء تماما بهدف تنظيم هذا المؤتمر؟ لماذا على الصيّادون أن يخسروا موارد دخلهم"؟
وأضاف: "يؤسفني أن ادارة الميناء توافق على اجراء هذه الأحداث التي تضيق الخناق رويدا رويدا على الصيّادين. الميناء في يافا الذي كان في ما مضى أصليا مع مئات الصّيادين النشيطين عربا ويهودا، يتحوّل من يوم الى آخر الى مجرّد واجهة و"مجمعا تجاريا" واحدا كبيرا. نحن نفقد رويدا رويدا رونق الميناء المميز".
وأردف مشهراوي قائلا: "عادة تبدأ مشاريع من هذه النوعية بمؤتمر ليوم واحد، وتستمر في سنين أو أشهر قادمة لتمتد هذه المؤتمرات لعدة أيام، وحتى ربما الأسابيع، الأمر الذي يضيّق الخناق على السكان والتجّار والصياّدين بالأساس، وحينها هل ستعوّض الجهات المنظمة لهذه المؤتمرات المتضررين من انعقادها على خسائرهم وفقدان الدخل منها؟ وماذا عن بقية المصالح التجارية التي ستضطر إغلاق أبوابها جراء ذلك"؟
وخلص الى القول: "بحسب المعلومات المتوّفرة لديّ يتبيّن أن أحدا لم يسأل رأي الصيادين في الموضوع، وبرأيي هنا يكمن فشل إدارة الميناء. بكل ما يخص الميناء اليوم، كان بوسع سلطة التطوير الاقتصادي أن تختار موقعا يمثّل التطوّر والنمو الاقتصادي المشترك العربي – اليهودي، بشكل أفضل ليمثّل رؤيتها، حيث ان ميناء يافا يعاني من التضييق منذ سنين طويلة، وبشكل خاص المعاناة تتمثل بإقصاء العرب من الميناء، ومحاولات مستمرة لإخلاء الصيّادين العرب منه".