خالد القريناوي:

يا الله من زمان والمسلسل يغرس فيهم هذه السلوكيات الإجرامية

أليس من الواجب على الأهل أن يعرفوا ماذا يشاهد ابنهم؟ أليس من الواجب عليهم أن يراقبوا أبنائهم؟

نشكو من المسلسلات المصرية فزارتنا التركية، كنا نشكو الانحلال فجاءنا الإجرام، انه زرع العنف في نفوس الأبناء

إن مخاطر الإعلام السلبية لا تحصى ولا تعد , وقد بيّنا فيما سبق بعض الآثار السلبية والمخاطر الهدّامة من وراء الإعلام السلبي, وليس المجال هنا عن الإفصاح فيما مضى والتذكير بما كتب, إلا إننا وبحاجة ماسة إلى أن نتذكر دائما وأبدا أن المخاطر الإعلامية التي تدخل إلى بيوتنا وأقولها بكل أسف إنها الكوارث الإعلامية التي يدخلها الأهل إلى أذهان أبنائهم ويدققون إلى متابعتها أمام الأبناء والأدهى من ذلك والأمر أن يطلب الوالد من ابنه أن يشاهد معه المسلسل الهدام .

الإنحلال والإجرام
كنا نشكو من المسلسلات المصرية فزارتنا التركية , كنا نشكو الانحلال فجاءنا الإجرام , انه زرع العنف في نفوس الأبناء , قد يظن الأهل أن المسلسلات التركية أو غيرها هي بمثابة قضاء وقت الفراغ أو ما شابه, لا يلقون بالا إلى ما تنميه هذه المسلسلات في أبنائنا عندما يشاهدونها ويتابعونها.
أود أن أذكر لكم بعض الإجابات عندما سألت بعض الطلاب في المدرسة : أي البرامج التلفزيونية أو المسلسلات تشاهدون ؟ فما إن انتهيت من السؤال إلا وأغلبية الأصابع مرفوعة فبدأت اسمع منهم بانتظام وإذا بالإجابة أن معظمهم يشاهدون "مسلسل وادي الذئاب"! استغربت كثيرا لكنني لم انته من الأسئلة فسألتهم: من الذي يشاهد معكم ؟ فاستغربت أكثر عندما كانت الإجابة بأغلبية الطلاب أنهم يشاهدونه مع والديهم ؟ وعندما سألتهم عن أحداث المسلسل ومجرياته فكان الأمرّ كل الأمرّ أن يتفوّه الأولاد الصغار الذين يجب أن يترعرعوا على الود والحب والعطاء والأخلاق وما إلى ذلك , سمعتهم ينطقونها بكل جرأة وبكل شفافية: أن المسلسل فيه أعمال إجرامية وآخر يقول :وما زالت في أذني يا أستاذ: المسلسل مليء بالقتل , وآخر يقول: فيه عمليات سطو وسرقة, وآخر قال: فيه أشخاص يقومون بحركات بالسيارة على الشارع ,وآخر ما سمعت أن أحدهم قال لي يا أستاذ فيه عمليات شنق وحرق!!! تعجبت واستغربت وانتظرت هنيهة بعد أن سمعت من الأولاد يبينون ويتحدثون عن وسائل إجرامية متعددة تتواجد في هذا المسلسل ! قتل بكل ما تعنيه الكلمة , ملاحقات بالسيارات ومخالفات للقانون وصناعة المخدرات وغيرها من الأمور التي نجح المسلسل بغزوه أن يصل إلى عقول الأطفال , نجح أن يبعدهم عن كتابهم المدرسي , نجح في تضليلهم , نجح في إفشالهم في دروسهم ونجح بان يؤخرهم عن مقاعد الدراسة في الصباح, نجح في أن يغرس فيهم الانتقام والقتل وسوف تستطيع هذه المسلسلات أن تفعل الكثير الكثير في الأجيال القادمة فلا غرابة أن نجد هؤلاء الأطفال في سن الشباب يتصرفون بتصرفات الذئاب المتوحشة.

عملية قتل !
وبعد طول انتظار وتتبع لكلامهم سألتهم : وعندما تكون عملية قتل هل تنظرون إليها وأهلكم عندكم ؟ الجواب: "نعم عادي يا أستاذ من زمان واحنا بنحظر هذا المسلسل"، من زمان استطاع المسلسل أن يجعل منهم جمهور الهدف , جعل الأولاد الصغار بمساعدة أهاليهم أن يكونوا سلعة العنف والجمهور الذي يطبق ما يراه في البيوت والمدارس.
يا الله من زمان والمسلسل يغرس فيهم هذه السلوكيات الإجرامية المتسلسلة يوما بعد يوم يجعل من الولد أن يتتبع كل الحلقات حتى لا تفوته حلقة أو حادثة في المسلسل , أيام متواصلة وأحداث متتالية تجعل من الأولاد مدمنين علي مشاهدتها , أقولها وبصراحة أن المسلسل سوف يجعل من أبنائنا الذين يشاهدونه صفة الذئاب , وسوف يقلدون ما جرى في هذا الوادي المليء بالوحشة والعنف.

الأهل هم السبب..
وختاما أقولها وبكل صراحة أن الأهل هم السبب , ولا اعلم إن كان هنالك من يخالفني الرأي لكنها الحقيقة المرّة, الأب لا يراعي نمو الطفل وتفكيره , الأهل لا يحملون المسؤولية الكافية تجاه أبنائهم , الم يكلفهم الإسلام بالمسؤولية حينما قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم : "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته , فالأب راع ومسئول عن رعيته....".
ثم أليس من الواجب على الأهل أن يعرفوا ماذا يشاهد ابنهم ؟ أليس من الواجب عليهم أن يراقبوا أبنائهم ؟ أليس من المفضل بان يوجهوا أبنائهم , ويحرصوا على أن يتمسكوا بكتبهم بدل إضاعة أوقاتهم وغرس القتل فيهم.
والله من وراء القصد.