خالد القريناوي في مقاله:
اليوم نعيش حياة قد لا تتلاءم مع ما كان يعيشه أجدادنا وهذا لا شك فيه فلكل جيل ميزاته وخصائصه وثقافته
مجتمعنا اليوم وبكل أسف يعيش في ظل الظروف التي يسود فيها العنف ويتفشى فيه الإجرام بشتى أشكاله وألوانه ونحن نأمل أن تنتهي وتكون من ورائنا
الإنسان أحيانا إذا أراد أن يذهب رحلة إلى منطقة ما وفيها صديق له يخجل أن ينام عنده حياء لعدم مضايقته , فكيف بالذي يخرج من بيته خائفا حاملا همومه وكفنه على أكتافه ويخشى الذهاب إلى العمل لكي يطعم أولاده
لا أنكر أن حياة البداوة لها من مميزات ايجابية ما لها , ولها من الخصائص والطباع التي يريد أن يتذوقها الإنسان دائما, والحياة العشائرية التي كانت تسود في زمن البداوة الأصيلة لها جمالها وطعمها الشهي الذي نتذوقه من رجال ونساء عاشوا فترتها, وفي المقابل فإننا اليوم نعيش حياة قد لا تتلاءم مع ما كان يعيشه أجدادنا, وهذا لا شك فيه فلكل جيل ميزاته وخصائصه وثقافته, نحن نحب تراثنا ويجب أن نتمسك به وأن لا نفرط في أي قطرة ايجابية منه , لكن هل لنا أن نتمسك بخصائص وعادات كانت لربما تسود زمان الجاهلية وأخذ منها الأجداد وتحكم عليهم العيش وفق هذه العادات المأخوذة من عصر ما قبل الإسلام ؟ أم هل لنا كمسلمين وندّعي الإسلام بكل بساطة أن نقدّم العادات والقوانين العشائرية والتقاليد البدوية التي سادت حينئذ على متغيرات هذا الزمان ؟ أم هل لنا على وجه التحديد أن نأخذ بكل عزيمة حكم المشايخ أو الوجهاء ونترك حكم خالقهم ؟ هل لنا أن نجعل نهج حياتهم بعكس النهج الرباني؟
أسئلة أطرحها على كل إنسان , على كل مسلم , على كل شيخ قبيلة وصاحب رأي في عشيرته , وعلى كل أب يعيش مرارة الزمان ويرى ويشاهد عثراته وزلاته ومشاكله التي لم نرى ولم نسمع عن مثلها من قبل.
مجتمعنا يعيش في ظروف العنف
إنّ مجتمعنا اليوم وبكل أسف يعيش في ظل الظروف التي يسود فيها العنف ويتفشى فيه الإجرام بشتى أشكاله وألوانه ونحن نأمل أن تنتهي وتكون من ورائنا لكن الأمر ليس في أيادينا خاصّة وأننا نرى توجّه بعض الشباب المنحرف وقلّة السيطرة عليهم , فلربما أعلّم ابني وأحافظ عليه وأريد أن يصبح أفضل الناس إلا انه أراد أن يختار أن يكون أسوأ الناس دون أن اعلم ما يخفيه, فهل لي أن امنعه من الجريمة بعد وقوعها , لا وألف لا إن المصيبة إذا حلّت فلا نستطيع إرجاعها أو أن نتمنى ألّو استطعنا منعها وإيقافها , الإنسان أصبح لا يأمن ولا يزكي أحد والمصيبة أن القوانين والعادات الجاهلية تحكّم علي أن أرحل من بيتي وأن أغادر لربما بلدي التي نشأت وترعرعت فيها طيلة حياتي أغادرها من أجل ذنب أحد أفراد عائلتي أو بسبب ذنب أحد أقاربي بحكم انه من عائلتي , أنا لا اعرف أين كتب هذا الكلام ؟ أنا لا اعرف إذا كان هذا عدلا؟ أنا لا اعرف هل ديننا يحكم على البريء الذي يجاهد ويكدح طيلة حياته ليطعم أولاده بعرق جبينه أن يغادر بسبب ذنب ارتكبه إنسان لا يخاف الله ولا يعرف العقوبة التي تنتظره , ولا يفكر في أي اتجاه يتجه ؟ إنها أمور في غاية الخطورة ! كان الإنسان البدوي إذا حدثت عندهم عملية قتل ورحل أهل القاتل , كان الأمر لا يأخذ معهم ساعات ويأخذون كل ما يملكون والأرض واسعة فيختار أي قبيلة فيعيش عندها وان كان الأمر ظلما إن هذا الأمر لا يصلح في زماننا أبدا فالحياة تختلف كليّا , من قال هذا , أين أذهب ؟ من يستطيع أن يستوعب عائلة كاملة ؟ والله إن الإنسان أحيانا إذا أراد أن يذهب رحلة إلى منطقة ما وفيها صديق له يخجل أن ينام عنده حياء لعدم مضايقته , فكيف بالذي يخرج من بيته خائفا حاملا همومه وكفنه على أكتافه ويخشى الذهاب إلى العمل لكي يطعم أولاده إنها أمور تجعل الحليم حيرانا , إنها خطيرة وصعبة أسأل الله أن لا يذوقها أحد , فنحن نرى من حصل معهم الأمر وعاش هذه اللحظات المرّة أسال الله أن يصلحهم وان يوفق بينهم ويعيدهم إلى ديارهم وأقول إن هذا ليس في الدين وانه بفتوى العلماء حرام شرعا أن نحاسب أحد بذنب