الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 13 / نوفمبر 01:02

الإنسان لا يولد مجرما بقلم الأستاذ خالد القريناوي

كل العرب
نُشر: 21/02/11 21:31,  حُتلن: 08:06

خالد القريناوي:

لزام وواجب علينا أن نحاول تصليح البيئة قدر المستطاع وان كان في الأمر مشقة لكنه بالإمكان فعل ذلك والأمر يحتاج إلى وقت

من المؤسف أن الأمهات والآباء يشاهدون مع أبنائهم لا بل يرون أبنائهم يشاهدون مثل هذه الأفلام والمسلسلات التي نراها في هذا الزمان لوحدهم

 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.وبعد:-

يقول علماء الاجتماع بأنّ الإنسان عندما يخلق يخلق كصفحة بيضاء نقي لا نقاط سود على هذه الصفحة, وهذه حقيقة تثبتها كل العلوم والأديان وتصدقها الأذهان ويقول بها كل عاقل , لقد بين ذلك النبي عليه أفضل الصلاة والسلام في الحديث الشريف بقوله :" كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه ....".
يؤسفنا أن نسمع ونرى في مجتمعنا الطاهر النقي والمتكافل ما يجرح ويحزن القلوب ويبكي العيون وتستغرب لسماعه الآذان, وتشيب منه الولدان, أصبحنا نعيش ثقافة ما أنزل الله بها من سلطان إنها ثقافة فتاكة للمجتمعات , ثقافة مريرة تجعل من الصديق عدوا ومن القريب بعيدا ومن الجار ظالما... إن من ظلم الإنسان لنفسه ومن ظلم الوالدين لأولادهم أن نعرف أسباب العنف وموارده الكثيرة التي يدفع من اجلها الأموال الطائلة لكي يزرعوا عند أولادنا وشبابنا العنف بشتى ألوانه وبكافة أشكاله المتوحشة والمتعجرفة.

إجرام وعنف
إن الإجرام والعنف له أسباب عدة ليس المجال هنا تفصيلها اجمع إلا أنني أود أن أتطرق إلى بعض أسبابها بشكل سريع بهدف محاولة وضع حلول وليس القراءة فحسب:
- السبب الأول اكتساب العنف عن طريق الإعلام : حيث يعتبر اكبر وسيلة إعلام مؤثرة وأسرعها انتشارا للأمور السلبية والايجابية ومن أسوأ سلبياته زرع العنف والإجرام عند مشاهديه ففي الإعلام نجد مثلا البطل الذي يقتل جاره وزميله ,نرى صفات الوحشية التي نسمع وبكل أسف الأولاد في المدارس والشوارع يتلفظون بها بشكل غير مباشر ماذا يحدث في المسلسلات والأفلام من فنون قتالية إجرامية ويقولون لبعضهم أرأيتم ماذا فعل البطل بذلك الرجل أرأيتم كيف قتله وشنقه ... ومن العبارات والجمل الكثيرة وكلها تنمي وتكسب هذا الولد الإجرام بكل معانيه , وقد يكون هؤلاء الأولاد ينظرون إلى هذه المسلسلات والأفلام ربما بهدف المتعة الإعلامية وقضاء الوقت لكن هذا الأمر ينبت ويزرع عندهم العنف دون أن يلقي له بال ويظهر هذا بالتأثير السلبي في سلوكيات الفرد وهذا قد يظهر على الولد بعد حين.

تنشئة الفرد
إن من المؤسف أن الأمهات والآباء يشاهدون مع أبنائهم لا بل يرون أبنائهم يشاهدون مثل هذه الأفلام والمسلسلات التي نراها في هذا الزمان لوحدهم فقد استطاعت أن تؤثر في شبابنا وأولادنا ,يحاول الابن والشاب أن يقلد بطل المسلسل ربما عن طريق السخرية أو التمثيل إلا انه قد يودي به إلى استعمال ذلك حقا أثناء الغضب.
فيا ليت الآباء والأمهات أن يراقبوا أبنائهم لما يشاهدونه من مسلسلات وأفلام ليس من ورائها إلا الهدم والعنف وتفكيك الشعوب.
- السبب الثاني فهو البيئة:- وهي من الأمور الأكثر كسبا وغرسا في نفسية وتنشئة الفرد فقد يكون الولد من خيرة الأولاد فيتغلب علية تأثير بيئته سواء البيئة البيتية من جيران وأهل وأقرباء أو البيئة الصفية والأصحاب , وها نحن نسمع في الأخبار المؤلمة التي تحصل في مجتمعنا كيفية تأثير الصاحب على صاحبه وكما قالوا "الصاحب ساحب".

المشكلة الأكبر
وهنا تقع المشكلة الأكبر , لأنه باستطاعتنا تجنب الجانب الإعلامي السلبي ومراقبته لكن من الصعب جدا تغيير البيئة , فلن تتغير إلا إذا تغيرت ثقافتنا من ثقافة الكراهية إلى ثقافة المحبة ومن التفرقة إلى التكاتف والألفة ومن البغضاء إلى الاحترام ومن غرس الصفات السلبية إلى غرس القيم الحسنة والاجتماعية في نفوس الأبناء والانطلاق بحديث النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام :" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".
ومن هنا لزاما وواجبا علينا أن نحاول تصليح البيئة قدر المستطاع وان كان في الأمر مشقة لكنه بالإمكان فعل ذلك والأمر يحتاج إلى وقت ...

مقالات متعلقة

.