فيسك:
لن ينجو نظام مبارك من تجدد التظاهرات وقد علت الهبة نيران غضب في الشرق الاوسط اجمع.
تضعضعت ثقة الولايات المتحدة في نظام مبارك وعصبته.
احد مستشاري مبارك قد هرب الى لندن وبحوزته 97 حقيبة مليئة بالنقود.
انما المرء لا يحتاج الى تصفح الجرائد والصحف ليعرف ما آلت اليه البلاد من نتانة الاحياء الفقيرة, من فساد ونصب كل واحد من المكاتب الحكومية دون استثناء, السجون الممتلئة والسلطة المتصلبة.
ان نظام مبارك اكثر دهاء ومكر من نظام بن علي.
نطالع صباح الجمعة مقالة في الاندبندنت البريطانية لكاتبها روبرت فيسك تحت عنوان: "يوم الحساب في مصر". الحق بعنوان اخر قال فيه: لربما لن ينجو نظام مبارك من تجدد التظاهرات وقد علت الهبة نيران غضب في الشرق الاوسط اجمع.
تساءل فيسك في مستهل مقالته اذا ما كان يوم الجمعة يوم صلاة او يوم غضب، ويتبع فيسك بان مصر جمعاء (ناهيك عن حلفاءها اللذين يرتعشون خوفا كاسرائيل والولايات المتحدة) كانت بانتظار اليوم, يوم الجمعة خصوصا بعد ليال طوال من العنف المستمر على شوارعها يستمر رئيسها العجوز بالتمسك والتشبث بالحكم. ليال طوال اسفرت عن تضعضع في ثقة الولايات المتحدة في نظام مبارك وعصبته.
يلخص فيسك اناء الايام الاخيرة وحصيلة القتلى والمصابين والمعتقلين التي جاءت كما يلي: 5 قتلى حتى اليوم, 1000 زجوا في السجون في غضون يومين, اضافة الى الضرب والاعتداء على النساء والرجال على حد سواء، وفوق هذا وذلك ولاول مرة يتم اضرام النيران في نكتب الحزب الحاكم الحزب الوطني الديمقراطي.
تصفح الجرائد والصحف
اما ملخص الشائعات التي تنتشر في شوارع القاهرة فتقول بان احد مستشاري مبارك قد هرب الى لندن وبحوزته 97 حقيبة مليئة بالنقود. واخرى تقول ان الرئيس الغاضب وبخ جنرالات وضباط في عدم تشددهم الكافي في تعاملهم مع المتظاهرين.
كما وقال فيسشك في مقالته ان المتظاهرين حاولوا اقناع رجال الشرطة بالانضمام اليهم بدل هجومهم واعتدائهم عليهم, يسألونهم: كم تتقاضون من اموال؟ كم تعطيكم الحكومة؟ ان الحشود التي خرجت في تظاهرات حاشدة في شتى انحاد البلاد لن تساوم على مطلبها الوحيد وهو خلع الرئيس مبارك من على رمته عرشه الذي اكل عليه الدهر وشرب. في الوقت الذي لا تفعل في الحكومة شيئا تماما كما هي عادتها دائما وعلى مدار العقود الثلاث الفائتة.
الاسلام هو العدو
وعلى الرغم من حديث الكثير عن ثورة الا انه وللاسف ما من شخص معين ينوب عن مبارك فهو لم يعين مرة نائبا له. تقول الولايات المتحدة في حثها لنظام الحاكم بان يستمع الى شعبه ومطالبه, ولكن يتساءل فيسك من هؤلاء ومن قادتهم انهم مجرد مواطنين ضاق بهم الخناق من الفقر والظلم والقهر, مواطنين في جميع ارجاء مصر سئموا من ترشيح العجوز الحاكم نفسه في انتخابات مثيرة للضحك والمهزلة.
وما يثير الضحك ايضا هو التيه الذي دخله رجال وانصار مبارك اذ انهم في صحف حزبهم لا يكرسون اهتماما للمظاهرات التي تصلقت الى العنوانين الرئيسية والصفحات الاولى للصحف العالمية, وانما يذكرون حدوث المظاهرات في اسفل الصفحة وكأنهم ينكرون على حقيقة ما يحدث على الشارع. ولكن يقول لهم فيسك هل تظنون بهذا يمكنكم الغاء ونفي او تفنيد ما يجري على الارض. انما المرء لا يحتاج الى تصفح الجرائد والصحف ليعرف ما آلت اليه البلاد من نتانة الاحياء الفقيرة, من فساد ونصب كل واحد من المكاتب الحكومية دون استثناء, السجون الممتلئة والسلطة المتصلبة للنظام كانها الصرح اخرجت المصرين من بيوتهم الى الشوارع محتجين.
وعلى الرغم من ايحاء الثورة التونسية للشعب المصري الا ان نظام مبارك اكثر دهاء ومكر من نظام بن علي فقد سمح مبارك بقيام "بعض" من المعارضة, فلم يلق بجميع الاخوان في السجون ثم قال للامريكيين ان الاسلام هو العدو وانه وحده الذي يحول بين الارهاب وبينهم الامر الذي استمعت اليه الادارات الامريكية بامعان خلال العقد الاخير.