الدكتور سليمان اغبارية رئيس جمعية اعمار للتنمية والتطوير الاقتصادي :
-الشباب العربي فرصة حقيقية إلا أنها في نفس الوقت معاناة حقيقة, يقال أن الخريج العربي في هذه البلاد يخرج بشهادتين, شهادة جامعية وشهادة عاطل عن العمل
- المشروعات الصغيرة مساهمة كبيرة في التنمية الاقتصادية كونها تشكل مصدر تشغيل ورافعة لتحسين الأوضاع الاقتصادية وبتكلفة غير مرتفعة
-هنالك تمييز واضح من قبل الحكومات الإسرائيلية تجاه المبادر وصاحب الأعمال العربي
-الأوضاع الصعبة والتمييز المجحف وغياب التحفيز والتشجيع والدعم أدت إلى غياب روح المبادرة الاقتصادية عند جيل الشباب وعزوفهم عن المشروعات ذات الطابع الريادي والإنتاجي والتصنيعي والتوجه إلى العمل كأجير في سوق العمل اليهودي
أعلنت جمعية إعمار للتنمية والتطوير الاقتصادي في مؤتمر صحفي أقامته يوم الأربعاء في مكاتبها في مدينة الناصرة عن إطلاق "صندوق إعمار لدعم المشروعات الصغيرة للمبادرين الشباب" كأول صندوق عربي موجه لشريحة الشباب في مجتمعنا الفلسطيني في الداخل.
لقد جاء هذا الصندوق وهذا المشروع الكبير ليضاف إلى سلسلة من المشروعات التي تقدمها إعمار في سبيل تنمية وتطوير المجتمع العربي اقتصاديا, فقد سبقه قبل أشهر قليلة معرض المنتجات العربية "معرض صنع في بلدي الأول" والذي هدف إلى تشجيع المنتج العربي والترويج له كبديل, كما وكانت أيضا حملة "أنا مقاطع" لمقاطعة منتجات المستوطنات, الحملة التي تؤكد إعمار أنها ما زالت مستمرة وأنه سيكون لها برامج ونشاطات جديدة قريبا.
الهدف من تأسيس هذا الصندوق
وفي حديث مع الدكتور سليمان اغبارية رئيس جمعية اعمار للتنمية والتطوير الاقتصادي قال:" الشباب العربي فرصة حقيقية إلا أنها في نفس الوقت معاناة حقيقة, يقال أن الخريج العربي في هذه البلاد يخرج بشهادتين, شهادة جامعية وشهادة عاطل عن العمل, المطلوب فعلا الانتقال بهذا الشاب من باحث عن العمل إلى مشغل لنفسه ولغيره, الانتقال بهذا الشاب من باحث عن من يقدم له سمكة ليأكلها إلى صياد للسمك, الصندوق سيقدم له الدعم لشراء صنارة الصيد وسيعلمه الصيد وسيرافقه في أولى رحلاته للصيد, نعم سنقدم التمويل لصاحب المشروع ونقدم له دورة تدريبية مجانية وسنرافقه في البداية مرافقة مهنية.
المشكلة ليست في الطاقات فهي موجودة والتاريخ البعيد والقريب أثبت ذلك, المطلوب رعاية وبيئة حاضنة , وهذا ما سنقدمه في صندوق إعمار لشبابنا العرب في الداخل.
صعوبات في تجنيد رأس المال
واضاف الدكتور سليمان :"تشير الأبحاث إلى أن ما يزيد عن 72% من المبادرين العرب واجهوا صعوبات في تجنيد رأس المال والحصول على التمويل المطلوب مقابل 35% عند المبادرين اليهود, كما وتشير الأبحاث إلى أن 69% من المبادرين العرب هم من الذين استطاعوا تمويل مبادراتهم ذاتيا وبمساعدة من أهاليهم, بينما نجح فقط 14% منهم في الحصول على تمويل بنكي بسبب التعقيدات والشروط البنكية الصعبة التي تضع أمام المبادر العربي والتي تنظر إليه بعين الريبة.
كما وتشير الأبحاث إلى الفرص الضائعة التي كان من الممكن أن تساهم في نمو وتطور المبادرات العربية لو أنها حصلت على التمويل المطلوب في البداية.وهنالك تمييز واضح من قبل الحكومات الإسرائيلية تجاه المبادر وصاحب الأعمال العربي, فبحسب تقرير وزارة الصناعة والتجارة فإن نسبة ما حصل عليها أصحاب الأعمال والمبادرين العرب من القروض الحكومية وصلت إلى 9% فقط. لذلك وعلى قاعدة "ما بحك جلدك مثل ظفرك" كان لا بد من تأسيس صندوق عربي موجه للشباب العربي".
المشروعات الصغيرة وللمبادرات الشبابية
واكمل الدكتور سليمان اغبارية :"لقد ثبت محليا وعالميا أن للمشروعات الصغيرة مساهمة كبيرة في التنمية الاقتصادية كونها تشكل مصدر تشغيل ورافعة لتحسين الأوضاع الاقتصادية وبتكلفة غير مرتفعة, فلقد استوعبت المشروعات الصغيرة في إسرائيل 60% من مجمل المشتغلين وشكلت قرابة ال- 90% من المشروعات في البلاد وبمساهمة اقتصادية وصلت إلى قرابة ال- 50% من الناتج القومي الإسرائيلي. كما وتبرز مساهمة المشروعات الصغيرة أكثر في مجتمعات ضعيفة اقتصادية كمجتمعنا الفلسطيني في الداخل".
مبادرات شبابية
واضاف :"الأوضاع الصعبة والتمييز المجحف وغياب التحفيز والتشجيع والدعم أدت إلى غياب روح المبادرة الاقتصادية عند جيل الشباب وعزوفهم عن المشروعات ذات الطابع الريادي والإنتاجي والتصنيعي والتوجه إلى العمل كأجير في سوق العمل اليهودي, الأمر الذي انعكس أيضا في الموضوعات الجامعية التي يتوجه إليها الشاب العربي. إلا أن مجتمعنا الفلسطيني في الداخل يعتبر مجتمعا شابا 73% من أبنائه هم دون جيل ال- 35 عاما مقابل 56% عند المجتمع اليهودي, كما وتخرجت شريحة واسعة من الشباب العربي الجامعي ممن تعلموا موضوعات يمكن استثمارها مباشرة في سبيل إحداث تنمية اقتصادية , ولعلّ خريجي موضوعات "الهايتك" العرب خير مثال على ذلك.المشكلة ليست في الطاقات فهي موجودة بكل تأكيد المطلوب رعاية ودعم وبيئة حاضنة .
قيمة القرض
واضاف :"بعيدا عن التعقيدات والشروط التي تضعها البنوك والصناديق الأخرى فإننا في صندوق إعمار سنقدم قروضا بقيمة 50,000 شيكل بدون ربا (فائدة) ولمدة تصل إلى 5 سنوات لكل من يقدم خطة لمبادرة ذات جدوى اقتصادية تفحص بواسطة مهنيين. الجديد في صندوق إعمار أنه وبالاضافة للقرض سيعطى للمبادر دورة مجانية يتدرب من خلالها على تأسيس وتطوير مشروعه, كما وسيمنحه الصندوق مرافقة مهنية من قبل مستشار اقتصادي يرافقه في أولى خطواته في عالم الأعمال. ستعطى الأولوية للخريجين ولأصحاب المبادرات الريادية وذات الطابع التشغيلي والإنتاجي".
تجنيد رأس مال الصندوق
واختتم الدكتور سليمان اغبارية :"لقد عملنا على مدار سنة ونصف من أجل تجنيد رأس المال للصندوق, توجهنا لجمعيات ولمؤسسات ووقفيات ورجال أعمال من عالمنا العربي والإسلامي, وهي فرصة للتوجه لرجال الأعمال العرب في مجتمعنا لتقديمهم الدعم لهذا الصندوق الذي سيعود بالفائدة العامة على المجتمع, وسنكون في جمعية إعمار ضامنين لرجل الأعمال باسترداد أمواله من الصندوق متى شاء".