ابرز ما جاء في المقالة:
الرئيس الفرنسي ابقى على محاباته لنظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي على الرغم من جميع أخطاءه
الانظمة التعسفية الدكتاتوية كنظام الرئيس التونسي المخلوع يتسبب بتقوية ودعم المجموعات المناصرة للقاعدة
يكتب مراسل صحيفة الاندبندنت في باريس, جون ليتشفيلد مقالة صباح الخميس تحت عنوان: فرنسا تفضل الدكتاتورية (في البلدان العربية) لاعتبارها حصنا منيعا في وجه "الاسلام المتطرف".
يوقل الكاتب في مستهل مقالته ان فرنسا التي خضعت تونس تحت سيطرتها الاستعمارية في السابق والتي تعتبر اقرب حليف اوروبي لتونس تعاني كثيرا في التأقلم لما تخمضت عنه التظاهرات الشعبية في الشوارع التونسية خلال الاسابيع القليلة الماضية. فمن الناحية الرسمية تنادي فرنسا بالديمقراطية غير انها في عتمة ازقتها ودهاليز حكوماتها فانها تفضل لو تبقي على انظمة الحكم الدكتاتورية الفردوية في البلدان العربية. تحسبا من انتشار العدوى التونسية الى جاراتها الجزائرية والمغربية فتكون ارضا خصبا لنبات انظمة حكم اسلامية متطرفة على عتبة البوابة الاوروبية الجنوبية.
خلع الرئيس التونسي
فقد تلقت وزيرة الخارجية الفرنسية, ميشيل اليوت ماري انتقادا لاذعا في الصحف الفرنسية ومن قبل برلمانيين في المعارضة اثر ردها غير المحنك ازاء المتظاهرات التونسية. اذ انها سارعت بالطلب من البرلمان ارسال قوات من الشرطة الى تونس تساعد في كبح جماح المظاهرات التي عمت شوارع المدن التونسية الكبرى.
كما والقت باللوم على واشنطن لاستثناء باريس من البؤرة المصغرة وعدم اطلاعها على المستجدات بهذا الخصوص وانها (واشنطن) حرضت الجيش التونسي على خلع الرئيس التونسي خارج البلاد.
مناصرة للحكم الفردي
فبحسب ما جاء في المقالة فان ساركوزي الرئيس الفرنسي ابقى على محاباته لنظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي على الرغم من جميع أخطاءه وعيوبه الا انه كان يعتبره حصنا رادعا في وجه صعود الاسلام المتطرف الى الحكم. موقفا متضاربا لذلك الذي تعتمد الولايات المتحدة, التي باعتقادها ان انظمة تعسفية دكتاتوية كنظام الرئيس التونسي المخلوع يتسبب بتقوية ودعم المجموعات المناصرة للقاعدة.
وحتى اللحظة الاخيرة اطلعت البرقيات التليغرافية التي ارسلها سفير فرنسا لدى تونس بان الرئيس بن علي "يسطر على الوضع تماما". ولحظة سقوط الرئيس المخلوع اعلنت فرنسا بعدم استعدادها استقباله وانه غير مرحب به على اراضيها, خشية ان يقال عنها مجددا انها مناصرة للحكم الفردي المطلق او الدكتاتوري.
غير انها تخشى اكثر ما تخشى انتشار العدوى التونسية الى الجزائر المحاذية والتي بحسب اعتقادها سيفوز الاسلام المتطرف بالسيطرة عليها في حال سقوط النظام الحالي.