الشيخ خالد مهنا:
لتكن الفتاوى الإسلامية السلاح الأمثل فى مواجهة فتاوى الحاخامات اليهود
إبادة الفلسطينيين واجتثاتهم من أرضهم، ودفعهم لنسيان حقهم، هو حلمٌ إسرائيليٌ قديم، عمل من أجله كل قادة الكيان الصهيوني
بكل الصلف والوقاحة طلع علينا حاخامات يهود بفتوى جديدة قديمة تدعو الى اقامة معسرات ابادة الفلسطينيين ومتذرعين بان التوراة التي حرفتها ايديهم تجيز ذلك باعتبار ان الفلسطينيين أعدى الاغيار ..وهي أقوال بلا شك تتجاوز القوانين الإنسانية وتخالف الرسالات السماوية وما أقرته الأعراف والقوانين الدولية ....
الفتاوى الدينية المتطرفة
ومما لا شك فيه أن الفتاوى الدينية المتطرفة للحاخامات اليهود، أصبحت ركيزة أساسية للعنصرية الصهيونية، بل ويمكن وصفها بأنها المغذي الرئيسي لها؛ ولعل خير دليل على ذلك هو صدور مجموعة فتاوى متلاحقة تنم عن كراهية وحقد دفين وعنصرية عمياء لكل من هو غير يهودي، وبخاصة المسلمين.و أعلن العشرات من الحاخامات أن «فلسطينيي 48» ليسوا أكثر من ضيوف في إسرائيل. وخلال جولة قام بها وفد من الحاخامات أمس في المدن التي يقطنها اليهود والفلسطينيون في شمال إسرائيل، قال الحاخام زلمان ملميد، أحد أبرز المرجعيات الدينية اليهودية في إسرائيل، الذي ترأس الوفد: «إن حرص الفلسطينيين على الوجود في المدن الإسرائيلية يمثل محاولة إرهابية للمس بالحلم الذي راود اليهود منذ ألفي عام». وحذر ملميد من محاولة العرب المس بالهوية اليهودية لإسرائيل، عبر الدعوة لجعل إسرائيل «دولة لكل مواطنيها». واعتبر ملميد أن قيام العرب بشراء أو استئجار منازل يمثل محاولة مكشوفة لتعريب الأحياء اليهودية».
إشعال نار العنصرية الصهيونية
وشدد الحاخامات الذين رافقهم عدد من أعضاء الكنيست من اليمين على دعمهم وتأييدهم للفتوى التي تحظر بيع أو تأجير شقق سكنية للعرب في المدن الإسرائيلية. وقال الحاخام شموئيل إلياهو إن الأغلبية الساحقة من اليهود في إسرائيل تؤيد الفتوى، قائلا: «لا تعبر هذه الفتوى عن العنصرية، بل عن حب إسرائيل، وعلى العرب أن يعلموا أنهم مجرد ضيوف هنا، وفي حال قام أحد بالتآمر على هذه الدولة، فليس له مكان هنا….
فمثل هذه الفتاوي وغيرها من الفتاوي التى تشعل نار العنصرية الصهيونية، ستظل الموجه الرئيسي لقطاع عريض من المجتمع الصهيوني، والأساس الذي عليه تقوم معاملات اليهودي مع من غير اليهود، ويطلق عليهم بالعبرية "الجوييم".
الشعوب غير اليهودية
ويتجاوز تطرف الحاخامات اليهود في فتواهم في كل ما يتعلق بالتعامل مع الآخرين كأغيار- أي كل الشعوب غير اليهودية- كافة الحدود التى لا يمكن تصورها في العنصرية، ولا تضع اعتبار للإنسانية أو العاطفة؛ فهناك فتاوى تحظر مساعدة اليهودية لأي امرأة من ديانة أخرى أثناء الولادة، فيما أفتى حاخام آخر بضرورة قيام اليهودي بتدمير أماكن عبادة الأغيار- المسلمين والمسيحيين وغيرهم- وذلك من أجل استمرار العالم.
لا فرص للسلام في المنطقة
فكل هذه الفتاوى الخرقاء قد يهزأ البعض منها، لكنها أصبحت بالنسبة للصهاينة العقيدة التى يسيرون على نهجهها والسياسة التى يخططون بها لمستقبلهم، ولا عجب أن اكتسب الحاخامات اليهود داخل الكيان الصهيوني مكانة مرموقة، وسطوة مطلقة في تحديد الحكومات الصهيونية ورسم هويتها، إلا من خلال فتواهم العنصرية، فكلما أصدر حاخامًا ما فتاوى أكثر تشددًا كلما زادت شعبيته، واتسعت قاعدة مريديه ومؤيديه،. و التاريخ اليهودي ـ يذخر بزخم من عمليات القتل الوحشي الذي يمارسه الجنود الإسرائيليون ضد العرب عامة، وضد الفلسطينيين خاصة، ، وهو ما يفسر اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين والاستيلاء على أملاكهم، في ظل حماية القوات الإسرائيلية ودعمها للمعتدي، حيث صار استخدام القوة من قِبل الأفراد هو القانون الحاكم في العلاقة مع العرب سواء عرب الداخل أو عرب الضفة الغربية وقطاع غزة, وإذا كانت مصادر الفكر اليهودي في عصور السلف تتمثَّل في نص العهد القديم باعتباره الكتاب الأساس للديانة اليهودية، بالإضافة لمصادر أخرى تتمثل في نصوص المشناو والجمارا والتلمود، فان أن المحرك لجموع المتطرفين من الجماعات اليهودية هو فتاوى الحاخامات، والتي تتمتع بقوة وتأثير داخل المجتمع الإسرائيلي تفوقان قوة وتأثير قوانين الدولة، وهو الأمر الذي يؤثر بشكل كبير على أي فرص للسلام في المنطقة.
قتل الفلسطينيين
إبادة الفلسطينيين واجتثاتهم من أرضهم، ودفعهم لنسيان حقهم، هو حلمٌ إسرائيليٌ قديم، عمل من أجله كل قادة الكيان الصهيوني، الذين أمعنوا في قتل الفلسطينيين، وارتكبوا في حقه أبشع المجازر، ولعل آخرهم كان أرئيل شارون الذي حاول أن يجتث الفلسطينيين من أرضهم، ولكنه ذهب آيةً للذكرى وثبت الفلسطينيون على حقهم في أرضهم، فالفلسطيني باقٍ رغم المجازر، ثابتٌ على حقه رغم مساعي الإبادة المتكررة، والتحريض الديني المتعصب المقيت ضده، ولن يقوَ الإسرائيليون وغيرهم، أن يقهروا هذا الشعب أو يبيدوه، مهما بلغت قوتهم، وتعاظمت آلة القتل لديهم، إذ ستبقى أجيالٌ فلسطينية تتوالى وتتابع، تتواصى بالأمانة والعهد، وتحمل معها جيلاً بعد جيل، أن هذه أرضنا، وهذه مقدساتنا، وإليها يوماً ما سنعود، مهما تطرف الإسرائيليون وخرف الحاخامات والمتدينون.
الصراع بين العرب والكيان الصهيوني
وهو ما يؤكد على أن الصراع بين العرب والكيان الصهيوني هو صراع ديني بحت وليس سياسيًّا أو عسكريًا، كما يحاول البعض دفعه نحو هذا المجال؛ وكيف لا يكون هذا ونحن نجد إحدى فتاوى الحاخامات اليهود تقول إنه ليس هناك للمسجد الإسلامي قداسة، بل تعتبر المسجد مكان غير لائق؛ وذلك لأن الإسلام يوصف بأنه ديانة مستحدثة على حد زعم الحاخام موشيه بن ميمون، الذي له فتوى أخرى يذهب فيها لاعتبار النصارنية ديانة وثنية، وهو أمر يزعمه حاخام آخر يدعى عوزئيل إلياهو ويحرم فيه على اليهود حضور حفل زواج في الكنيسة، محرِّمًا الأكل والشرب هناك بل والتأثر بجمال المكان.
توحيد الكلمة
مقابل ذلك يتعين على العرب، لاسيما رموزهم الدينية، توحيد كلمتهم وفتواهم الدينية في كل ما يتعلق بالحفاظ على مقداستنا الدينية، وحماية إخواننا المسلمين في فلسطين، من خلال إصدار الفتاوى الدينية التى تحض على دعمهم ومساندتهم في مواجهة العربدة الصهيونية، دون أن نضع في الاعتبار اتهام أصحاب هذه الفتاوى بالمعاداة للسامية. ولتكن الفتاوى الإسلامية السلاح الأمثل في مواجهة فتاوى الحاخامات اليهود.