يأخذني الشرود في النهر
وتأخذني الأشجار إلى هناك
حيث توقف بي الزمان
وأرجع كما ذهبت
لأسمع صمت المكان
واسمع صمتا في داخلي
يناديني...
اعرف اني أشبه هذه
الأشجار
وتشبهني أغصانها
اخرج من لغتي
وتهجرني الكلمات
وصوتي يخذلني
وأنا اقص حكايتي للنهر
اعرف أني لن أكون هنا مرتين
واني لن أرى النهر في ضوء القمر
واعرف أن السكون
في هذا المكان
يذيب زبد البحر
واعرف أني سأخرج من هنا غريبة
كما دخلت.
واعرف أن أشجار ألكينا
ستذكر أني يوما مضيت
وسيذكرني تراب المكان
وستذكرني الأوراق المتساقطة
لا بد.. لا بد..
وستذكرني تلك البطات
التي سبحت أمام ناظري
والتي كسرت شرودا يداهمني
التفت خلفي لأتذكر المكان
احفر صورته في عيني
وأتذكر...
اني كنت وحدي
انا... والنهر.