الدكتور فارس سعيد:

ما يجري التداول به بين قيادات الرابع عشر من آذار، هو أفكار عن رؤية القوى الإستقلالية لمرحلة ما بعد القرار الظنّي

ردّة فعل قوى الرابع عشر من آذار، تجاه ما سوف يقوم به "حزب الله" وحلفائه السياسيين في قوى الثامن من آذار، سوف تنحصر في الإطار السلمي

---

تسارعت خطوات المشاورات الداخلية، مع عودة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إلى بيروت، وسيكثّف الرئيس ميشال سليمان، مباحثاته مع أقطاب الحوار اللبناني، من أجل الوصول إلى مخارج، تقي لبنان شرّ الإقتتال الداخلي، خصوصا في ضوء جرعات الأمل، التي بدأت المشاورات السعودية-السورية تضخّها من جديد، بعدما تسرّبت في الأيام القليلة الماضية، معلومات عن وجود فتور في العلاقة بين البلدين، وهو ما رفع من منسوب الخطاب السياسي بين القوى المتخاصمة، وأعاد الأمور إلى المربّع الأول، أي ملف "شهود الزور" الذي كان الشعرة التي فجّرت الوضع الداخلي، بعد الهدوء الذي شهدته البلاد، لا سيّما بعد القمّة الثلاثية التي عقدت في القصر الجمهوري، قبل أربعة أشهر ونيّف، وضمّت كل من رئيس الجمهورية اللبناني العماد ميشال سليمان، الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز، والرئيس السوري بشّار الأسد

حسن نصرالله

وشكّل افتتاح رئيس الجمهورية اللبناني ميشال سليمان أمس للسنة القضائية الجديدة، مناسبة، ليؤكد فيها الرئيس اللبناني، ضرورة عودة الفرقاء اللبنانيين إلى الحوار، والتشاور من أجل إخراج البلاد من حالة المراحة التي تعيشها، جرّاء الخلاف المستفحل، بين فريقي الثامن والرابع عشر من آذار، وفي هذا الإطار تشير المعلومات المتوافرة، إلى أنّ الرئيس سليمان، الذي كان التقى أمس رئيس اللقاء الديمقراطي، ضمن جولة مشاوراته مع أقطاب هيئة الحوار الوطني، تباحث والرئيس سعد الحريري، في اتصال هاتفي، في مجمل القضايا، لا سيّما ملف "شهود الزور"، وقد اتفق الفريقان على تحديد موعد لانعقاد جلسة حكومية قريبا جدّا، لإعادة إحياء عمل المؤسسات الدستورية، لكن وفق المعلومات أيضا، فإنه من المستبعد التئام مجلس الوزراء في خلال هذا الأسبوع

استفحال الخلاف
وفي ضوء استفحال الخلاف، بين قوى الثامن من آذار، والرابع عشر من آذار، حول المحكمة الدولية، والقرار الظنّي الذي سوف يصدر عنها، سيكون لرئيس كتلة الوفاء المقاومة النائب محمد رعد، مؤتمر صحافي غدا، سوف يتناول فيه موقف "حزب الله" من القرار الظنّي، الذي بات قاب قوسين أو أدنى، وفي هذا الإطار فإنّ مصادر نواب "حزب الله"، تكشف لـ "الخيمة" عن أنّ النائب رعد سوف يكشف عن أمور في غاية الأهمية، تؤكد صحّة ما نشره موقع "ويكليكس" بشأن الجهات الضالعة في جريمة اغتيال رئيس حكومة لبنان الأسبق رفيق الحريري

وترفض المصادر إعطاء مزيد من التفاصيل بشأن ما يقوله رعد، مشيرة إلى أنها تلتزم بعدم البوح بأكثر من ذلك، وترك التفاصيل لمؤتمر النائب رعد الصحافي

إعداد قوى الرابع عشر من آذار
في المقابل كان لافتا ما أعلنه، منسّق الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد، بشأن إعداد قوى الرابع عشر من آذار، وثيقة سياسية، تتضمّن خطوات قوى الرابع عشر من آذار، ما بعد القرار الظنّي، وفي هذا الإطار لفت سعيد إلى أنّ ما يجري التداول به بين قيادات الرابع عشر من آذار، هو أفكار عن رؤية القوى الإستقلالية لمرحلة ما بعد القرار الظنّي "خصوصا في ضوء المعلومات التي تكشف عن استعدادات قوى الثامن من آذار لا سيما "حزب الله" لاستخدام السلاح، لتغيير موازين القوى السياسية، بعد صدور القرار الظنّي"، ويلفت سعيد إلى أنّ "ردّة فعل قوى الرابع عشر من آذار، تجاه ما سوف يقوم به "حزب الله" وحلفائه السياسيين في قوى الثامن من آذار، سوف تنحصر في الإطار السلمي، وكيفية حماية المؤسسات الدستورية، من أية محاولات انقلابية"

موقف سياسي
إلى ذلك من المرتقب أن يكون لأمين عام "حزب الله" السيّد حسن نصرالله، أكثر من موقف سياسي، في خلال مجالس عشورائية، سوف يجدد فيها تمسّكه بالتقارب السعودي-السوري، من أجل حماية لبنان، ومن جهة أخرى، سوف يؤكد مواقف الحزب تجاه ملف "شهود الزور" وأهمية بتّه ولو بالتصويت في مجلس الوزراء، إضافة إلى رفض الحزب أي قرار ظنّي يتهم عناصر "حزب الله" في جريمة اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري، ووفق المعلومات المتوافرة حالياً، فإنّ السيّد نصرالله، سوف يكشف عن معطيات جديدة في جريمة اغتيال الحريري، سوف يكون لها الأثر البالغ على الساحة السياسية، وعلى مجريات التحقيق الدولي