نايف صباح في مقاله:
لا شك ان اسرائيل بأجهزتها الامنية والسرية عملت جاهدا لاستهداف ياسر عرفات
أمنَ عرفات وبعده نصرالله ومن بعدهم الرئيس الايراني والسوري ان الدولة العبرية هي مثل خيوط العنكبوت فمن الخارج تراها قوية ومتماسكة, لكن عندما تدخلها تكتشف انها ضعيفة جدا ومتفككة
مع اقتراب الذكرى السادسة لاستشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات (ابو عمار) ما زال يقض مضاجع الاسرائيلين، بدأت الحكاية عام ١٩٦٨ وبالمعنى الاصح في٢١ من اذار من العام ٦٨ فإن معركة الكرامة وقتها ولو القليل من القوة والكرامة والثقة بالنفس للامة العربية بعد النكسة التي المت بهم في عام ٦٧ او ما يسمى (حرب الايام الستة) اذاً معركة الكرامة اعادة ماء الوجه لصاحب القامة القصيرة والبشرة السمراء. هذا الرجل الذي لم يعترف البتة بإسرائيل كدولة عبرية ديمقراطية كان يؤمن بأنة يجب القضاء على اسرائيل عن طريق عاملين: الاول العامل الديموغرافي .. والثاني: عامل المقاومة حتى التحرير.
استهداف ياسر عرفات
لا شك ان اسرائيل بأجهزتها الامنية والسرية عملت جاهدة لاستهداف ياسر عرفات خلال الاجتياح الغاشم على بيروت عام ١٩٨٢ لكنها فشلت في رصده الا انه في يومه الاخير في بيروت حينما كان يستقل سفينة النصر التي اقلته هو والمجاهدين الى تونس .. رصدته حينها بندقية قناص وهو يعتلي السفينة في ميناء بيروت عن بعد١٨٠ مترا ما مكّن الاسرائيليون من استهدافة بشكل مؤكد لكنهم لم يحصلوا على مصادقة قيادة جيش الاركان لتصفيته والتخلص منه للأبد.
خيوط العنكبوت
واكمل عرفات اتفاق اوسلو في الطريق لابادة اسرائيل.. وقام بتبني نضرية (خيوط العنكبوت) قبل السيد حسن نصرالله والرئيس الاسد والان الرئيس الايراني احمدي نجاد وهذه النظرية التي تقول: ان الدولة العبرية هي دولة عظمى من الناحية العسكرية ولكن المجتمع اليهودي لا ينقصه شيء وبالتالي لا يريد خوض الحروب فأن هذا الشعب بموجب النظرية.
فلسطين الارض والمقدسات وحق العودة
أمنَ عرفات وبعده نصرالله ومن بعدهم الرئيس الايراني والسوري ان الدولة العبرية هي مثل خيوط العنكبوت فمن الخارج تراها قوية ومتماسكة, لكن عندما تدخلها تكتشف انها ضعيفة جدا ومتفككة، وبعد هذه النظرية جهاده في فلسطين المحتلة في مقره المحاصر في رام الله ما نسميه نحن (مقر المقاطعة)، وضل على حاله ما يزيد عن سنين اربع يحارب بكل ما أوتيَ له من قوة في مقره المهدوم وعلى ضوء الشموع يطل علينا عبر شاشات الاخبار منهك جسديا لكنه مؤمن بشعبه والقضية الاعظم على مر العصور (فلسطين _الارض والمقدسات_ وحق العودة).
حقوق الشعب
بقي على حاله حتى بدأ وضعه الصحي يسوء ومن سيء الى اسوأ حتى اصبح لا يقدر على الحديث ورأينا هذا على شاشات التلفزيون وبقي حتى ايامه الاخيرة متمسكا بكامل حقوق شعبه من دون أي تنازلات او مساومات تذكر. وفي ايامه الاخيرة قام وفد رفيع المستوى من اطباء عرب واجانب بزيارة عرفات في مقره المحاصر واطلعوا على وضعه الصحي المتردي ونصحوه بالمغادرة الى اوروبا، الى فرنسا تحديدا لتتم معالجته في مشفى عسكري في قلب العاصمة باريس.
اغتيال الختيار الصامد
وهنا حيكت المؤامرة واغتيل الختيار (ياسر عرفات) وانتهت الحكاية. استشهد ولم يرضخ ولم يستسلم للعدو الغاشم. اغتيل الختيار وهو صامد ويعرف ان العالم يكيل بمكيالين وان لاسرائيل التي تدعمها امريكا اليد الطويلة وانتهت حكاية الختيار الفذ.