زهير أندراوس
أعتذر مسبقًا عن المشاركة في مباراة العنصرية الإسرائيلية، لأننّي سأكون الخاسر حتمًا حتى قبل أنْ تبدأ
السيّد بركائي، على ما يبدو، ما زال غاضبًا منّي، لأنّه خلال الحرب على لبنان في صيف العام 2006 قلت له بالحرف الواحد خلال لقاء أجراه معي في نفس البرنامج، إنّ هذه ليست حربًا، إنمّا عدوانًا إسرائيليًا على لبنان
في إطار حملته العنصرية المستشرية ضدّ الفلسطينيين في مناطق الـ48 يواصل الإعلام العبري في إسرائيل التحريض الهستيري على كل عربيّ من الداخل الفلسطيني يجرؤ على التعبير عن رأيه في الأمور السياسية والاجتماعية والأخرى، ويوم الأربعاء من هذا الأسبوع، الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، خصصت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي في برنامجها الصباحي (ما بوعير) الذي يُقدّمه الصحافي المخضرم، رازي بركائي، نصف ساعة لمناقشة قضية العنصرية المتفشية بمدينة صفد، والفتاوى الدينية التي يًصدرها حاخامات المدينة والتي تنص على منع اليهود الذين يقطنون في المدينة من تأجير البيوت للطلاب العرب
وقد استضاف بركائي في برنامجه المذكور، الحاخام الرئيسي لمدينة صفد، المدعو شموئيل إلياهو، والذي يُدير الحملة العنصرية ضدّ العرب في المدينة، وخلال الحديث الذي أدلى به إلياهو تطرق إلى الإعلامي العربيّ، زهير أندراوس، ابن قرية ترشيحا في الجليل الأعلى، داخل ما يُسمى بالخط الأخضر، وقال إلياهو إنّ أندراوس هو عنصري بامتياز، لافتًا إلى مقال كان قد نشره أندراوس قبل أسبوع في صحيفة (هآرتس) العبرية، أكد فيه على أنّ العرب الذين يبيعون الأرض لليهود هم بمثابة خونة وعملاء، وهم على استعداد لبيع الأرض مقابلة حفنة من الأموال، وبحسب الحاخام، كما قال في حديثه الإذاعي، فإنّ هذه الأقوال تؤكد على أنّ الإعلامي أندراوس هو إنسان عنصري، ولم يتوقف التحريض عند هذا الحد، بل انضم إلى الجوقة مقدّم البرنامج، بركائي، الذي ردّ على تفوهات الحاخام بالقول إنّ أقوال أندراوس هي أكثر من عنصرية
يُشار إلى أنّ الإذاعة لم تتوجه إلى الإعلامي العربيّ للحصول على ردّ فعله
زهير اندراوس
وعقب أندراوس على تصرف الحاخام وإذاعة الجيش بالقول:"أعتذر مسبقًا عن المشاركة في مباراة العنصرية الإسرائيلية، لأننّي سأكون الخاسر حتمًا حتى قبل أنْ تبدأ، وأربأ عن الانحدار إلى درك الحاخامات اليهود"
أمّا بالنسبة لإذاعة الجيش فقال أندراوس: "الإعلام العبري بات أكثر تطرفًا من حكومة نتنياهو-ليبرمان، ومن حاخامات اليهود في الدولة العبرية، الذين يُطلقون الفريات الدموية ضدّ العرب
فهذا الإعلام كان صحافة بلاط، أمّا الآن، وتماشيًا مع التطرف العنصري الذي يُميّز السواد الأعظم من المجتمع الإسرائيلي، فإنّه تطوع لتأليب الرأي العام اليهودي، المؤلب أصلاً، ضدّ كل ناطق بالضاد"
وتابع أندراوس قائلاً: "السيّد بركائي، على ما يبدو، ما زال غاضبًا منّي، لأنّه خلال الحرب على لبنان في صيف العام 2006 قلت له بالحرف الواحد خلال لقاء أجراه معي في نفس البرنامج، إنّ هذه ليست حربًا، إنمّا عدوانًا إسرائيليًا على لبنان، كما أنّه ما زال غاضبًا، لأننّي أكدت له خلال اللقاء المذكور على أنّ العرب الفلسطينيين، الذين قتلوا في حرب لبنان، بفعل صواريخ حزب الله، يعتبرون بنظري شهداء
وربمّا هذا هو السبب الذي دفع هذه الإذاعة مشكورةً إلى التوقف، عن استضافتي في برامجها"، قال أندراوس
جدير بالذكر أنّ ملف التحقيق ضدّ أندراوس بتهمة التحريض على قتل جنود الاحتلال في المناطق المحتلة ما زال قيد البحث لدى المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية