نسبة العرب القتلى بحوادث الطرق 48% من عدد القتلى الإجمالي خلال العقد الأخير
أظهرت أبحاث كثيرة في البلاد أن السكان من غير اليهود أكثر تورطا بحوادث السير من الجمهور اليهودي
بلغت نسبة المصابين بحوادث الطرق في الوسط العربي، خلال العقد الأخير (2000-2009)، 36% من إجمالي الإصابات
بينما بلغت نسبة العرب بين قتلى الحوادث حتى نهاية 2009 حوالي 43%
هذا ما جاء في التقرير الذي أعدته جمعية "أور يروك" المرورية
صورة من الارشيف
هذا، وتبرز مشكلة الوسط العربي بشكل جلي في هذا المجال، على خلفية أن نسبة العرب من إجمالي السكان لا تتجاوز الـ 25%
بالإضافة لذلك، يظهر التقرير صورة مقلقة بشأن إصابة الأطفال: 60% من الأطفال الذين قتلوا بحوادث الطرق خلال العقد الأخير كانوا من غير اليهود، غالبيتهم العظمى (92%) من أبناء الوسط العربي تحديدا
وقد أظهر استطلاع مراقبة أجري عام 2007 بأن غالبية الأطفال العرب يلعبون في الشوارع، ساحات وقوف السيارات، على الأرصفة وفي ساحات البيوت التي تقف فيها سيارات الأهل، بدل أن يلعبوا في ساحات آمنة مخصصة للعب
كذلك، أظهر التقرير أن أكثر من 50% من الأطفال يلعبون بمحاذاة السيارات (المسافرة والمتوقفة) دون مراقبة تذكر
أما من بين الأطفال الذين قتلوا بحوادث الطرق كمشاة، فتبرز الفئة العمرية (0-4)، حيث يقتل غالبيتهم بحوادث الدهس بساحة المنزل
ففي حين قتل 10 أطفال يهود في ساحات منازلهم بين 2003 و 2009، قتل خلال نفس الفترة ما لا يقل عن 73 طفلا من نفس الفئة العمرية في الوسط العربي
وقد كان بحث أجري في بداية العقد المنصرم أشار إلى هذه المشكلة في الوسط العربي، ولكن أحدا لم يهتم بإيجاد الحلول
العرب أكثر تورطاً بحوادث السير!
وقد عقب "شموئيل أفوف"، مدير عام جمعية "أور يروك" المرورية على الموضوع قائلا: "أظهرت أبحاث كثيرة في البلاد أن السكان من غير اليهود أكثر تورطا بحوادث السير من الجمهور اليهودي
هذا الواقع الصعب ليس بالأمر الجديد، ومع ذلك فإن الحكومات الإسرائيلية لم تستطع أن تحدث التغيير الذي سيخفض مستويات الإصابة إلى مستوى لا يتجاوز نسبة الإصابة في الوسط اليهودي على الأقل
لقد تم تشخيص المشاكل الخاصة بالوسط العربي في هذا المجال منذ مدة طويلة
أما اليوم، فإن كل المعطيات المطلوبة من أجل علاج هذه المشكلة باتت متوفرة، على مستوى البنية التحتية، التربية وحتى تطبيق القانون
ليس هنالك أي سبب لبقاء الحال على ما هو عليه"
كما يتضح من التقرير أن انخفاض عدد القتلى في حوادث الطرق في الوسط العربي أبطأ من الانخفاض الحاصل في المجتمع اليهودي: خلال الفترة الممتدة من 2003-2009، انخفض عدد القتلى بشكل عام بنحو 28%
من 480 قتيلا عام 2003 إلى 346 عام 2009
خلال هذه السنوات، كانت نسبة الانخفاض لدى العرب 13% فقط، من 170 قتيلا عام 2003 إلى 149 قتيلا عام 2009
البلدات العربية في رأس قائمة حوادث الطرق
بالإضافة لما ذكر حتى الآن، يتبين من التقرير أن احتمال تورط السائق غير اليهودي بحادث طرق هو أكبر بثلاثة أضعاف من احتمال تورط السائق اليهودي بحادث من هذا النوع
وإذا لم يكن ما قيل حتى الآن كافيا، فإن التقرير يؤكد أن البلدات التي تتصدر قائمة الإصابات بحوادث الطرق، هي بلدات عربية
فقد اظهر فحص عدد المصابين لكل ألف مواطن نشط في البلدة أن من بين البلدات العشر التي كانت صاحبة أعلى معدل، هنالك ست بلدات عربية: سخنين، أم الفحم، شفاعمرو، باقة جت، الناصرة والطيرة
وقال أفوف: "إن مشكلة الإصابة بحوادث الطرق في الوسط العربي، هي مشكلة قديمة ومتواصلة، وتحتاج لعلاج جذري وفوري، وعلى مختلف المستويات: البنية التحتية، العامل البشري والسيارة
يجب بذل الكثير من الجهود من أجل تطبيق قوانين السير في البلدات العربية
ولكن بالإضافة لتطبيق القانون يجب إعداد خطة لزيادة الوعي بين أفراد المجتمع العربي، خصوصا الأهل الذين لا بد من الشرح لهم عن المخاطر المحيطة بأبنائهم في ساحات المنزل وما حوله
ومن المفترض أيضا إيجاد مناطق لإيقاف السيارات الكبيرة (الشاحنات)، بناء ملاعب وساحات للعب الأطفال، وخلق فصل كامل وواضح بين الشارع والمناطق المخصصة للسير على الأقدام، وذلك من أجل منع الاحتكاك المباشر بين السيارات والمشاة"