د. محمود دلاشة: منذ عشرات السنين، لم يجر أي تقدّم في قضية الاختصاصات بعلاج الأسنان والفم

د. إغبارية: 70% من الأطباء الأخصائيين في الدولة هم في مركز البلاد، بينما يعاني الوسط العربي وضواحي البلاد من النقص الشديد بالأخصائيين

بمبادرة من ألنائب د. عفو إغبارية (ألجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة)، عقدت لجنة الصحة البرلمانية اليوم الثلاثاء، جلسة خاصة لبحث النقص الحاد بأطباء الأسنان الأخصائيين في الدولة. وعدم قيام وزارة الصحة بتخصيص ملاكات كافية لاختصاصات علاج الأسنان والفم المختلفة.

وحضر الجلسة كل من رئيس جمعية ألأطباء العرب في إسرائيل د. محمود دلاشة، طبيب الأسنان سمير خطيب، طبيب الأسنان وائل جهشان، أعضاء الكنيست سعيد نفاع وأحمد الطيبي، ممثل عن المجلس العلمي في إسرائيل، ممثلين عن عدد من المستشفيات وصناديق المرضى، ممثل عن هستدروت الأطباء وممثلين عن وزارة الصحة ووزارة المالية.

النقص الشديد
إفتتح الجلسة ألنائب د. عفو إغبارية عضو لجنة الصحة البرلمانية وشرح بشكل مفصّل عن مبادرته لتخصيص الجلسة حول النقص الشديد بالأخصائيين في علاج الأسنان بشكل عام وفي ضواحي البلاد والوسط العربي بشكل خاص.

طلب الدعم الحكومي
وقال د. إغبارية: "بعد أن قمنا بدورنا الفاعل في إدخال علاج الأسنان المجاني للأطفال حتى جيل 8 سنوات إلى السلة الطبية في تموز 2010، نسعى اليوم من أجل طلب الدعم الحكومي وأن تأخذ وزارة الصحة دورها بتوظيف الميزانيات لتأهيل أطباء أسنان إختصاصيين للتغلب على الأزمة".

تخصيص ميزانية
وطالب د. إغبارية وزارة الصحة أن تخصص ميزانية (أربعة ملايين و 125 ألف شاقل)، لزيادة عدد الأطباء الاختصاصيين، ضمن الخطة الإصلاحية التي أعدتها وزارة الصحة لتحسين خدمات علاج الأسنان للأطفال والتي خصصت لها 200 مليون شاقل. وبحسب هذا الاقتراح القريب من برنامج وزارة الصحة، يمكن إضافة 32 أخصائي أسنان جديد للأطفال وتسعة أخصائيين لطب الفم.

أغلبية الاطباء في مركز البلاد
وأكد د. إغبارية أن 70% من الأطباء الأخصائيين في الدولة هم في مركز البلاد، بينما يعاني الوسط العربي وضواحي البلاد من النقص الشديد بالأخصائيين، ولذلك على وزارة الصحة أن تعدّ توزيعة عادلة لتقليص الفجوة بين مركز البلاد وضواحيها، من خلال تخصيص الميزانيات لتسهيل التخصص وزيادة عدد الملاكات، أو نقل أخصائيين من منطقة إلى أخرى لخدمة كافة شرائح المجتمع في الدولة، علمًا بأن مناطق ضواحي البلاد والوسط العربي تحتاج أكثر من غيرها لخدمات علاج الأسنان، بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها المواطنون، حيث تعتبر هذه القضية بالنسبة لهم ضرورة مركزية في حياتهم.

علاج الاسنان
أما د. محمود دلاشة فقال في كلمته: " منذ عشرات السنين، لم يجر أي تقدّم في قضية الاختصاصات بعلاج الأسنان والفم. ولم تقدِّم الدولة أي تمويل لتحفيز أطباء الأسنان للاختصاص، حيث يتطلب من الطبيب أن يدرس للاختصاص خمسة أيام في الأسبوع، على حساب عمله ومصدر رزقه، إلى جانب التكلفة الباهضة.

صعوبة استيعاب الاطباء
وتطرق دلاشة إلى الأطباء الذين يدرسون الاختصاص خارج البلاد ويواجهون صعوبة في استيعابهم ويرغمون على تقديم امتحان التخصص من جديد، إضافة إلى فترة عمل إلزامي (ستاج). وأعطى دلاشة مثالاً على ذلك عن أحد الأطباء الأخصائيين الذي كان محاضرًا باختصاصه في ألمانيا، وتخرّج عنده العديد من الأخصائيين المشهورين في إسرائيل. وعند عودته للعمل في البلاد واجه صعوبة كبيرة في استيعابه وأرغم على تقديم إمتحان بالتخصص.

طبيب الأسنان سمير خطيب أكد على أهمية تكثيف الجهود البرلمانية لإجراء إصلاحات تضمن زيادة عدد الاختصاصات في الوسط العربي بشكل خاص وتجاوز مشكلة تركيز الأطباء الأخصائيين في مركز البلاد.

النقص بالاطباء
هذا وأجمعت لجنة الصحة البرلمانية على عدة توصيات لوضعها على طاولة وزارة الصحة من أجل إدخالها ضمن برنامجها الإصلاحي في موضوع علاج الأسنان والفم، منها أن النقص بأطباء الأسنان الأخصائيين هو ناتج عن عدم وجود مؤسسات تأهيل كافية، إضافة إلى العدد المحدود لقبول الأطباء، بسبب إنعدام الميزانيات المخصصة لذلك، ولعدم دعم الحكومة لاختصاصات علاج الأسنان، كما هو الحال في الاختصاصات الطبية الأخرى.

خطة مستقبلية
ولذلك على وزارة الصحة أن تعتمد خطة مستقبلية مدروسة للسنوات القريبة، لزيادة عدد الأخصائيين في علاج الفم وتقويم الاسنان وعلاج اللثة وجراحة الأسنان ورصد الميزانيات الملائمة لذلك، من أجل زيادة عدد الأخصائيين في ضواحي الدولة والوسط العربي، وإقامة مؤسسات التأهيل الكافية. كما وتركّز التلخيص على أهمية تطوير العلاقة بين وزارة الصحة والمجلس العلمي وهستدروت أطباء الأسنان والمستشفيات وصناديق المرضى، من أجل اتخاذ موقف منسق وموحد لحل مشكلة النقص بالاختصاصات. وفي نهاية الجلسة أكد د. إغبارية أنه سيطرح هذا الموضوع بتفاصيله في هيئة الكنيست العامة مساء اليوم من خلال اقتراح مستعجل تقدّم به.