كهانا عاد الى البلاد لإقناع العرب بترك اراضيهم والسفر بعيداً الى الخارج
خلال سنوات حياته قام بحملات تحريضية ضخمة ضد العرب والفلسطينيين في الولايات المتحدة ودول الغرب
بعد سنوات من مقتله على يد المصري سيد نصير قتل ابنه وزوجته في عملية نفذتها المقاومة الفلسطينية قرب نابلس
مئير كهانا طالب بحل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني، والقضية الفلسطينية نهائياً عن طريق الترانسفير (ترحيل المواطنين العرب الى الدول العربية في المنطقة)، كي تصبح اسرائيل دولة يهودية نظيفة وطاهرة من العرب
يحيي المتطرفون والعنصريون اليهود اليوم الثلاثاء، ذكرى مقتل اليميني المتطرف مئير كهانا مؤسس الحركة السياسية والحزبية "كاخ" التي حملت في جعبتها، اسساً عنصرية ضد العرب في اسرائيل، ومن ابرزها الدعوة لحل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني، والقضية الفلسطينية نهائياً عن طريق الترانسفير (ترحيل المواطنين العرب الى الدول العربية في المنطقة)، كي تصبح اسرائيل دولة يهودية نظيفة وطاهرة من العرب "على حد تعبيره".
مئير كهانا
هذا ومن المتوقع ان ينظم حفل كبير لذكراه في قلوب العنصريين، وذلك في احد الفنادق في مدينة القدس، بمشاركة اعضاء كنيست متطرفين، ابرزهم ميخائيل بن آري، وباروخ مارزل، اتباع كهانا اللذين يقضيان جل وقتهما في تنغيص حياة العرب في البلاد، بينما سيشاركان في تظاهرة استفزازية متطرفة غداً الاربعاء في مدينة ام الفحم، سيرفعون خلالها الاعلام الاسلامية امام مكاتب الحركة الاسلامية في المدينة، كما هو متوقع.
كهانا صدق!
ومع اقتراب يوم الذكرى العشرين على مقتله، بدى واضحاً قيام اليمين بشن حملة "مثيرة للإشمئزاز" ضد العرب، بقيامهم بكتابة عبارات "كهانا تساداك" - اي "كهانا صدق وكان على حق في قضية ترحيل العرب! - الامر الذي اثار استنكار المواطنين العرب، الذي عبروا عن سخطهم من مثل هذه الكتابات"
مارتن ديفد بات مئير كهانا
مئير كهانا اسمه الأصلي مارتن ديفد ولد عام 1932 في نيويورك، ودرس في معاهدها الدينية اليهودية، وعين حاخاما للجالية اليهودية فيها. انضم إلى حركات (بيتار) و(بني عكيفا)، ثم أسس (اللجنة لحماية اليهودية) عام 1968 في الولايات المتحدة، التي جعلت هدفها السعي لمواجهة الدعوات اللاسامية من جهة ومساعدة اليهود من جهة أخرى في مواجهة أي هجوم يتعرضون له.
وقد ألقت الشرطة الفدرالية الأميركية القبض على كهانا عام 1971 بسبب وجود سلاح غير مرخص في حوزته، وأطلق سراحه بكفالة من أحد زعماء المافيا في نيويورك، ما أثار الشبهات حول علاقته مع المافيا.
حملات لإقناع عرب اسرائيل بترك البلاد
وهاجر إلى إسرائيل عام 1972 وبدأ بحملات إقناع عرب إسرائيل والضفة الغربية بترك البلاد، ونجح في الوصول إلى الكنيست في الدورة الـ11 بعد أن فشلت الدورات الانتخابية السابقة. (الثامنة والتاسعة والعاشرة). وكان كهانا قد أسس حركة سياسية وحزبية باسم (كاخ) وضع في بيانها التأسيسي أسسا عنصرية ضد العرب في اسرائيل، ومن أبرزها دعوته إلى الترانسفير (الترحيل).
حملة التحريض ضد العرب والفلسطينيين
وأعلنت المحكمة العليا في إسرائيل عن رفضها قبول تسجيل قائمة (كاخ) رسميا لخوض انتخابات الكنيست الـ12، فعاد كهانا إلى نشاطه غير البرلماني في نيويورك محرضا ضد العرب والفلسطينيين، إلى أن اغتيل عام 1990 في نيويورك على يد المواطن الامريكي من الاصول المصرية سيد نصير، أثناء مشاركته في إحدى الندوات في أحد الفنادق في الولايات المتحدة، أما حركته كاخ فلا زالت تعمل رغم عدم اعتبار القانون لها.
وبعد أعوام من مقتل الحاخام كهانا قُتل ابنه في عملية نفذها مسلحون فلسطينيون على الطريق بين نابلس ورام الله خلال انتفاضة الأقصى وقُتلت زوجة الابن أيضاً في العملية نفسها.
النائب حنين زعبي: نحن نناضل بأسم كل مواطن يؤمن بصدق القيم الديمقراطية، والعدالة، وليس فقط بأسم الفلسطينيين في البلاد
وذكرت عضو الكنيست حنين زعبي، متطرقة الى المؤتمر المزمع عقده خلال الساعات القريبة، قائلة: في البداية نحن نتحدث عن استغلال حتى الحد الاقصى للثقافة السياسية، سعياً لإستيعاب مثل هذه المؤامرات، مع العلم اننا نشهد وقد شهدنا سابقاً، سلسلة من المؤتمرات المماثلة ان كانت في نتسريت عيليت، وصفد وعكا، وغيرها، والآن في مدينة القدس".
واكدت النائب حنين زعبي ان المشكلة في مثل هذه المؤتمرات، تكمن في كونها تعقد في جو من الصمت الكامل عليها، مضيفة:"ان السكون هو عملياً، اشبه بالقبول من قبل التيار السياسي المركزي في اسرائيل، وهذا ان دل على شيء فيدل بالتأكيد، على اننا لا نتحدث عن ثقافة سياسية هامشية، كما اننا لا نتحدث عن هامش الخارطة السياسية، بل نتحدث عن قيم مركزية في الثقافة السياسية في اسرائيل".
واضافت زعبي:"كما بدأ مؤتمر لمكافحة العنصرية في الكنيست منذ اسبوع، وهو مؤتمر شاركت فيه قوى أو أعضاء كنيست يختلفون في قضايا سياسية مركزية، الا ان بعضهم يجمع على خطورة هذه الموجة العنصرية، وضرورة النضال ضدها، وهذا النضال من الممكن ان يكون من خلال العمل العربي المشترك داخل البرلمان، والنضال الجماهيري وتعبئة الشارع، وسط المطالبة بحقوقنا، وهذه هي الطريقة الوحيدة لذلك".
وانهت حديثها:"نحن نناضل بأسم كل مواطن يؤمن بصدق القيم الديمقراطية، والعدالة، وليس فقط بأسم الفلسطينيين في البلاد".