راسم خمايسي:
اسرائيل تجاهلت التخطيط في القدس الشرقية وركزت على استخدام التخطيط كاداة ضبط وحصر الوجود الفلسطيني
نقوم به الان هو اعداد مخطط تفصيلي والشروع بعملية افراز الا ان هذ المرحلة يشترط نجاحها تعاون اصحاب الاراضي ووجود جسم لقطاع خاص قادر على تولي زمام المبادرة التطويرية
قال البروفسور راسم خمايسي رئيس الطاقم التخطيطي لمركز التعاون والسلام الدولي، مخطط مدن بروفسور في جامعة حيفا ، والذي قام بالتدريس في جامعة لندن وجامعات دولية عديدة ، والدكتور رامي نصرالله رئيس مركز التعاون والسلام الدولي، الحاصل على الدكتورة في تخطيط المدن من جامعة دلفت للتكنولوجيا في هولندا وهو بحث في جامعة كامبردج في بريطانيا وجامعة سنغافورة الوطنية أنه منذ العام 2004 بداء مركز التعاون والسلام الدولي بالعمل على اعداد مخططات تنظمية لبعض احياء القدس الشرقية بهدف منع هدم البيوت بحجة عدم الحصول على الترخيص من قبل السلطات الاسرائيلية، فاكثر من 22000 وحدة سكنيها تعرفها اسرائيل بغير قانونية وتقع معظمها في مناطق لا يوجد فيها مخطط مصادق علية ولا يمكن اصلاا استصدار ترخيص بناء لغياب التخطيط.
تقيد الوجود الفلسطيني
وأكدا:" بأن اسرائيل تجاهلت التخطيط في القدس الشرقية وركزت على استخدام التخطيط كاداة ضبط وحصر الوجود الفلسطيني في نفس الوقت استخدمت التخطيط كاداة لفرض الهيمنية الحيزية من خلال بناء المستوطنات والبنية التحتية المرتبطة بها".
استصدار تراخيص
وأضافا:أن عملية اعداد مخطط استخدامات اراضي للاحياء الفلسطينية بدائت في نهاية الثمانيات وهي لا تشكل مخططات يمكن استصدار تراخيص بناء بموجبها لاشتراط التخطيط التفصيلي والافراز الذي لم تبادر له البلدية وما زال يخضع لاعتبارات تقيد الوجود الفلسطيني في المدينة. خلال الاعوام العشر الماضية قام افراد بمبادرات لاعداد مخططات ضمن رقعة ومساحة صغيرة جدا بهدف انقاض بيوتهم من عملية الهدم الا ان جميع هذه المخططات تم رفضها من قبل البلدية بحجة عدم وجود رؤية تخطيطية لكامل المنطقة. مركز التعاون والسلام الدولي بداء بالعمل على وضع مخططات هيكلية وتفصيلية لبعض الاحياء وكانت اول التجارب حي دير العمود والمنطار شرق صورباهر وضم مساحة تزيد عن 2000 دونم وهي اراضي خضراء يمنع البناء عليها وتقع الى الشرق من شارع الطوق الشرقي المخطط والمصدق على معظم اجزائه، الاجماع الاسائيلي بخصوص هذه المنطقة كان ازالتها بالكامل وتنفيذ امر هدم اكثر من 240 بيت بحجة عدم الترخيص.
منطقة خضراء
وقالا"" بادر مركز التعاون بدعم القنصلية البريطانية في القدس على اعداد تصور لتخطيط المنطقة التي تم اعتبارها منطقة خضراء ضمن المخطط الهيكلي 2000 وتعاون السكان وتفهم احتياجاتهم ضمن مخطط هم واضعي اسسه ويحافظ على اراضيهم وبيوتهم كان شرط اساسي لانجاح التجربية حيث تم تعديل الخارطة الهيكلية 2000 لتضم المناطق التطويرية التي اقترحنها وتخصيص منطقة توسع عماراني لبناء 500 وحدة سكنية اخرى بالاضافة الى الابنية القائمة. هذه التجربة اوجدت الحيز لهامش صغير يجب استغلاله ليس من منطلق تعامل الاهالي مع البلدية والسلطات الاسرائيلية من خلال المبادة لمثل هذه المخططات بل من منطلق الحق في المدينة وصياغة الحيز والتدخل للحد من التدهور الحضري والحيزي الذي تفاقم في القدس بسبب محدودية مناطق البناء والتطوير وتحول معظم الاحياء الفلسطينية الى مناطق فقر ومتردية. فالتخطيط هو احتياج ومصلحة طويلة المدى وغير متعلقة بقصر او طول عمر الاحتلال الاسرائيلي.
تخطيط الأحياء والحيز الفلسطيني
وأكدا:" بأن هذه التجربة الناجحة لا تعني ان هنالك تغيير ذهني وعقلاني لدى الطرف الاسرائيلي الذي ما زال يستخدم مقولة ان العرب في القدس لا يريدون التخطيط ولا يستطيعون تنظيم انفسهم كحجة للابقاء على واقع الضبط والحصر للوجود الفلسطيني كما هو عليه. فالمعيقات كبيرة وما زالت المؤسسة الاسرائيلية قائمة على فلسفة الضبط السكاني والمكاني للفلسطنين في القدس حيث تقوم إسرائيل وبلدية القدس باستخدام التخطيط الحضري الهيكلي والتفصيلي كأداة جيدة بأيديهم لأجل حصر ومنع التطور الفلسطيني في القدس وان مواجهة هذه السياسية يجب أن تعتمد على إعداد تخطيط بديل يشكل أداة مواجهة مدنية وتحدي للمخططات الإسرائيلية من جهة ويلبي الاحتياجات الفلسطينية الحالية والمستقبلية.
وأضافا:" ان زيادة الوعي لدى المواطنين بأهمية التخطيط الحضري والذي يشمل الحيز الخاص والعام يشكل لبنة أساسية للمبادرة لتخطيط مختلف وبديل لما قامت وتقوم به البلدية،ى ونحن لا نسعى فقط لاستخدام التخطيط للدفاع على بيت هنا أو بيت هناك بل نعمل لإعداد مخططات لتحافظ على مجمل البيوت وتخصص أراضي إضافية للبناء والمرافق العامة وهي أمور ربما لم يتعود عليها جزء من المواطنين الذين عانوا من سياسات التخطيط الإسرائيلية المجحفة لذلك فإننا نقوم بإعداد تخطيط توعية السكان إشراكهم في عملية التخطيط معتمدين مبدأ إعداد مخططات مع السكان.
إعداد التخطيط
كما اضافا باننا نقوم باستحداث وتطوير أدوات تخطيط جديدة آخذة بعين الاعتبار السياق المقدسي وحالة ومكانة المواطنين ولكن هذه الأدوات التخطيطية تأخذ بعين الاعتبار نمط السلوك الفلسطيني والثقافة الفلسطينية لأجل تخطيط مخططات يمكن انجازها ولا تواجه معارضات كثيرة. إن ما نقوم به من عملية تخطيط ومحاولة مواجهة وتحدي مؤسسات التخطيط الإسرائيلية وبالمقابل تطوير وتمكين المجتمع المحلي وتنظيمه وهي مهمة ليست سهلة خاصة على خلفية هيمنة التخطيط الإسرائيلي وتخوف بعض أصحاب الأراضي من تخصيص جزء من أراضيهم للمرافق العامة. يجب أن نعي أن التخطيط الحضري يشكل أساس للتنمية والتطوير ولا يمكن إجراء تطوير بدون تخطيط ولذلك فهو شرط أساسي يجب انجازه بالإضافة للشروط الأخرى. وإن إعداد التخطيط لا يقف عند هذه المرحلة بل يعد للمرحلة المقبلة وان التخطيط لا يمنح أي شرعيات بل يسعى إلى توفير حقوق وتحقيق تنمية لأجل تامين وإحقاق الحق الفلسطيني في المدينة.
وأكدا الاصرار الاسرائيلي على الاستمرار في سياستها الحالية يجب ان لا تحبطنا من قدرتنا على تغيير هذا الواقع فالغاء مخطط بناء حي فلسطيني في جنوب القدس تقدمنا ببرنامج تخطيطي حظي على قبول الجسم التخطيطي في جهاز البلدية وتم تحويل الارض المقترحة لاقامته من ارض خضراء الى ارض تطوير سرعان ما تم الغائه بضغط جهات رسمية واللوبي الاستيطاني اليهودي في القدس الذي يحظى بتفوذ واسع وسط البلدية والحكومة الاسرائيلية.