نافذ عزام:
الانتفاضة كرست خيار المقاومة من جديد وبينت هشاشة الاتفاقيات الموقعة مع العدو الصهيوني
الحديث عن خسائر بشرية أو اقتصادية على الجانب الفلسطيني لا يقلل من الإيجابيات التي حققتها الانتفاضة
محمود الزهار:
المقاومة باتت الخيار الأفضل للفلسطينيين
سنوات طوال من المفاوضات لم تعيد الحد الأدنى المقبول فلسطينياً
رغم مرور 10 سنوات على انطلاق انتفاضة الأقصى التي غلب عليها طابع المقاومة المسلحة، إلا أن الجدل حول استخدام الأسلوب الأفضل في مقاومة الجيش الإسرائيلي ما زال قائماً بين الفلسطينيين سواء على المستوى الحزبي أو الشعبي.
يأتي هذا الخلاف في الوقت الذي تباينت فيه التقديرات الفلسطينية حول إيجابيات وسلبيات الانتفاضة، بينما يبدو فيه المزاج الفلسطيني العام غير مهيأ، بحسب كثيرين، لاندلاع أي مواجهات عنيفة مجدداً، رغم حديث البعض عن أن اندلاع انتفاضة ثالثة يمكن أن يحدث في الأفق بصرف النظر عن حجم الخسائر التي لحقت بالفلسطينيين خلال السنوات العشر الماضية.
الحق الفلسطيني في المقاومة
بيد أن القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" نافذ عزام أكد أن الحديث عن خسائر بشرية أو اقتصادية على الجانب الفلسطيني لا يقلل من الإيجابيات التي حققتها الانتفاضة، خصوصاً على صعيد إعادة القضية إلى الصدارة من جديد، وتأكيد الحق الفلسطيني في المقاومة والأرض والمقدسات.
وقال: "الانتفاضة كرست خيار المقاومة من جديد وبينت هشاشة الاتفاقيات الموقعة مع العدو الصهيوني، كما أنها أعادت منظومة قيم الكفاح والمقاومة والتضحية للشعب الفلسطيني". وأضاف: "لم يكن مطلوب من الانتفاضة تحقيق هزيمة شاملة في إسرائيل، بقدر ما هو الحفاظ على القضية حية".
وشدد عزام على أن خيار المقاومة المسلحة بات هو الخيار الأصوب لمواجهة إسرائيل، لافتاً إلى انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة تحت ضربات المقاومة.
ولم يستبعد اندلاع انتفاضة جديدة إذا ما كانت الظروف الفلسطينية أكثر تماسكاً، وأقدمت إسرائيل على عمل "أحمق" ضد المقدسات.
مواجهات في الضفة الغربية وقطاع غزة
واندلعت الانتفاضة الثانية التي أصبحت تعرف بانتفاضة الأقصى في 28 أيلول (سبتمبر) 2000، عندما زار رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أرائيل شارون باحات المسجد الأقصى وتصدى له الفلسطينيون في القدس، ثم اندلعت مواجهات في الضفة الغربية وقطاع غزة ومناطق الـ 48.
واعتبر القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل المجدلاوي أن أبرز النتائج الإيجابية للانتفاضة الثانية أنها جعلت من قيام الدولة الفلسطينية واقعاً يطلبه العالم بأسره، وفي مقدمته إسرائيل والولايات المتحدة وأوروبا، لافتاً إلى التناسب في حجم الخسائر البشرية بين الفلسطينيين والإسرائيليين في السنوات الثلاث الأولى من الانتفاضة.
الخيار الأفضل
من جانبه شدد عضو المكتب السياسي في حركة "حماس" الدكتور محمود الزهار على أن المقاومة باتت الخيار الأفضل للفلسطينيين، خصوصاً وأن سنوات طوال من المفاوضات لم تعيد الحد الأدنى المقبول فلسطينياً، لافتاً إلى أن ذلك لا يعني الاستغناء عن العمل السياسي.
ودعا إلى انتفاضة جديدة في الضفة الغربية مع استمرار المقاومة في القطاع، من أجل الضغط على الاحتلال الإسرائيلي للانسحاب من الأراضي الفلسطينية، لافتاً إلى أن النهوض بالواقع الفلسطيني يحتاج إلى وحدة الصف وعدم إسقاط خيار المقاومة والتوافق على برنامج وطني للتحرير.
استراتيجية الحركة للتحرير
في المقابل فإن النائب عن حركة "فتح" محمد أبو شهلا أكد أن اللجوء إلى التسوية السلمية لم يعد خياراً فلسطينياً فحسب لكنه خيار عربي ودولي، لافتاً إلى أن موافقة القيادة الفلسطينية الدخول في مفاوضات مباشرة جاء وفق معطيات دولية معينة.
ورغم تأكيده أن السلام خيار حركة "فتح"، إلا أن أبو شهلا أوضح أن المقاومة أيضاً كانت جزءاً أساسياً من استراتيجية الحركة للتحرير والاستقلال الوطني وفق ما جاء في مؤتمرها السادس الذي عقد في بيت لحم. وشهدت انتفاضة الأقصى استشهاد وإصابة عشرات آلاف الفلسطينيين، خصوصاً خلال اجتياحها الواسع لأراضي الضفة الغربية في ما آنذاك بعملية "السور الواقي".