الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 01:01

ميتشيل يسلم الرئيس الأسد خريطة انسحاب اسرائيلية من الجولان بتوقيع نتنياهو

كل العرب
نُشر: 16/09/10 17:00,  حُتلن: 23:49

خريطة "ديبكا فايل" الحصرية خطوط الانسحاب المقترحة من جانب نتنياهو بمصطلحات إقليمية

ميتشل يحمل معه للرئيس السوري بشار الأسد خريطة مفصلة أعدها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتمثيل انسحاب إسرائيلي مقترح

 هوف هو الدبلوماسي الأميركي الرفيع الرتبة الذي ارسل إلى الأسد ليحذر من عواقب خطيرة لو افسح المجال أمام حزب الله ومنظمات فلسطينية مثل "حماس" لتنفيذ هجمات ضد أهداف اسرائيلية

ذكر موقع "ديبكا" الالكتروني الاسرائيلي القريب من الاستخبارات الاسرائيلية أنه في أعقاب اللقاءات الفلسطينية- الإسرائيلية المباشرة التي أشرفت عليها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون خلال اليومين الماضيين كان المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل يعد لاختراق دبلوماسي أميركي كبير خلال زيارته إلى دمشق اليوم الخميس: وهو إمكانية إعادة إحياء محادثات السلام السورية – الإسرائيلية. ويحمل ميتشل معه للرئيس السوري بشار الأسد خريطة مفصلة أعدها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتمثيل انسحاب إسرائيلي مقترح من الكثير من أراضي الجولان.

وبينما يرفق نتنياهو اقتراحه بالشروط الاسرائيلية المعهودة التي ترفضها دمشق عادةً، أوضحت مصادر سورية واسعة الاطلاع ان "دمشق لن تباشر بالتعاون مع أية جهود لا تضمن اعترافا إسرائيليا معلنا بعودة الجولان المحتل كاملا إلى سوريا"، وذلك مع اشتراط وجود ضمانات بتحـقق هذه العودة.
وقالت وكالة "شام برس" السورية الخاصة ان ثمة نقطة ثانية مرتبطة بما توصلت إليه المحادثات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل، وذلك في الساعات الأخيرة من نهاية كانون الأول العام 2008، حين وعد الجانب الإسرائيلي بتقديم جواب حول النقاط الست لترسيم خط الرابع من حزيران (يونيو) العام 1967 الذي طالبت به دمشق عبر أنقرة، فجاء الجواب الإسرائيلي عبر العدوان على غزة.
وتشدد المصادر السورية على أن استئناف العملية السلمية يجب أن يكون من النقطة التي توقفت عندها تلك المحادثات، وأيا كانت الظروف "لا عودة للمربع الأول"، وبعد حسم هذه المسألة يمكن بحث القضايا الأخرى المتشعبة عنها.

ممنوع التطرق للحدود الاسرائيلية !!
وذكر موقع "ديبكا" الاسرائيلي اليوم الخميس ان نتنياهو رفض التطرق للحدود بين إسرائيل والدولة الفلسطينية المستقبلية في المحادثات التي عقدها مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في شرم الشيخ يوم الثلاثاء الموافق 13 ايلول (سبتمبر) الجاري. فقد أراد في البداية التعامل مع قضايا أخرى مثل الأمن.
لكن تكتيكه مختلف مع سوريا. فقبل ثلاثة أشهر، عرض نتنياهو على الرئيس الأميركي باراك أوباما خرائط مفصلة للجولان تظهر المدى الذي ينوي ان تنسحب إليه القوات الإسرائيلية، في حال سار الأسد على خطى الرئيس المصري الراحل أنور السادات الذي زار القدس في تشرين الثاني عام 1977 وتمت مكافأته باتفاق سلام دائم مع إسرائيل واستعادة كامل شبه جزيرة سيناء مع نزع السلاح منها.

شرطان لسوريا
والشرط الإسرائيلي الثاني للتفاوض على ميثاق سلام وانسحاب هو قطع العلاقات الاستراتيجية والعسكرية التي تربط نظام الأسد بإيران وإنهاء دعمه لحزب الله و"حماس" و"الجهاد الإسلامي" و(انهاء) استضافة المنظمات الفلسطينية التي تعتبرها إسرائيل "إرهابية" والتي "تتمتع بالملاذ والضيافة" في سوريا.
وحين زار نتنياهو البيت الأبيض في السادس من تموز (يوليو)، قدم خطته لأوباما باعتبارها هدفه النهائي. لكن مصادر "ديبكا" في واشنطن ذكرت أن الرئيس الأميركي و(وزيرة الخارجية) هيلاري كلينتون وميتشل اعتبروا انها تعطيهم منفذاً كافياً لجذب الأسد إلى دبلوماسية السلام مع انخراط اميركي مباشر في العملية.

مبادرات نتنياهو السلمية للتداول
وأضافت المصادر أن فرنسا قد تم ضمها إلى المبادرة. وحين رأى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خريطة نتنياهو، عين الدبلوماسي جان-كلود كوسيران مبعوثا خاصا للترويج لاتفاق سلام سوري- إسرائيلي. وكان كوسيران يوم الاثنين الماضي في دمشق حيث تحدث مع الاسد على انفراد. وبعد ذلك اللقاء فورا، قام الإليزيه بابلاغ البيت الأبيض وهيلاري كلينتون بأن الباب مفتوح أمام ميتشل لتقديم اقتراحات نتنياهو وخريطته.
وأطلقت إدارة اوباما هذا الاسبوع مشروعين ديبلوماسيين كبيرين في الشرق الأوسط على أمل الحصول على نتائج جيدة في أحدهما على الاقل، ويمكن لوسطائها أن يحفزوا الثاني.
ولاحظت مصادر "ديبكا فايل" في اسرائيل أنه بينما كان رئيسا الولايات المتحدة وفرنسا مطلعين على مبادرات نتنياهو السلمية وخرائطها، فان رئيس الوزراء الاسرائيلي لم يظهرها لحكومته مطلقا، ولا لمجلسه الوزاري ولا لهيئة الوزراء السبعة الداخلية- ولم يطلع عليها سوى وزير الدفاع ايهود باراك.

انسحاب اسرائيل لخط السلسلة الجبلية
وتمثل خريطة "ديبكا فايل" الحصرية خطوط الانسحاب المقترحة من جانب نتنياهو بمصطلحات إقليمية: اذ ستنسحب اسرائيل وجيشها إلى ما يعرف بخط السلسلة الجبلية، وبالتالي ستسلم لسوريا هضبة الجولان بكاملها مع معظم التجمعات السكانية التي تعيش فيها. وبتعبيرات عسكرية، فستترك اسرائيل مع خيار مريح يمكنها من استعادة السيطرة على المنطقة إذا انهارت اتفاقات السلام.
ومن الناحية الجغرافية، تبلغ ساحة هضبة الجولان 1،800 كيلومتر مربع. وتسيطر سوريا على ثلثها، بينما تسيطر اسرائيل على حوالي 1،200 كيل متر مربع منها. ويبعد خط انسحاب نتنياهو المقترح كيلومترين ونصف كيلومتر عن نهر الأردن. وهو يشكل آخر مساحة مرتفعة قبل أن تبدأ الأراضي الواقعة في السفح الغربي من الجولان في الانحدار بقوة نحو نهر الاردن ووادي الحولة وبحيرة طبريا.
وحتى بعد إعادة معظم الأراضي إلى سوريا، سيتيح خط السلسلة الجبلية لاسرائيل ميزتين رئيسيتين مقارنة بالانسحاب الكامل حتى نهر الأردن.

بنود المبادرة السلمية:
1 - تحتفظ اسرائيل بالسيطرة على الضفتين الشرقية والغربية لنهر الأردن، وهو مصدر مهم للمياه بالنسبة اليها. ومن شأن وجود جنود على الضفتين أن يسهل عودة القوات العسكرية إلى هضبة الجولان في حالة حدوث حرب.
2- يصبح خط التلال حاجزا طبيعيا للعابرين من هضبة وإليها – ومن شأن ذلك أن يعطي المراكز السكنية في سهل الحولة ومحيط بحيرة طبرية جدارا ناريا عسكريا اسرائيليا ضد هجمات اطلاق النار السورية التي كانت بمثابة وباء عليهم قبل حرب عام 1967، وأن تضع عقبة في وجه الدبابات السورية التي تحاول الخروج من الجولان إلى منخفضات شمال شرق إسرائيل.
وحسب مصاد "ديبكا"، فإن نتنياهو سعى لمدة 3 أشهر أن يقنع أوباما بوضع مسار السلام السوري قبل العملية الفلسطينية الفاقدة للأمل. وأظهر للرئيس مدى استعداد اسرائيل للتتخلى عن الأراضي من أجل جذب الأسد إلى طاولة المفاوضات.
واعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي ان خطته مشابهة، باستثناء بعض الفروقات الصغيرة، للخطة التي تقدم بها فريدريك هوف، الخبير في الشؤون السورية في فريق ميتشيل، والتي تقترح انسحابا اسرائيليا على مرحتلين من خط سلسلة التلال.

سلام على مرحلتين
المرحلة الأولى: بعد الانسحاب إلى وسط الجولان، تحتفظ اسرائيل بمحطات الانذار المبكر الخاصة بها ومنصات المراقبة على جبل الشيخ وبذلك تسيطر على المشهد من الجولان إلى دمشق التي تبعد 40 كيلومترا. وستسيطر اسرائيل كذلك على الضفتين الشرقية والغربية من نهر الأردن، الأمر الذي يسهل إعادة نشر الجنود على الجولان في حالة الحرب.
المرحلة الثانية: تستمر اسرائيل في الاحتفاظ بحافة كافة السفوح الصخرية التي تنحدر باتجاه نهري الاردن واليرموك وهي سفوح لا تستطيع الوحدات المدرعة المرور عبرها. ومن شأن هذا أن يمثل جدارا ضد هجمات اطلاق النار السورية التي كانت بمثابة وباء على إسرائيل بين عام 1948 الى حين احتلال بالجولان عام 1967 وبمثابة حاجز ضد الدبابات السورية التي تخرج إلى منخفضات شمال شرقي إسرائيل.

تهديد اسرائيلي لسوريا بوساطة امريكية
ولن يتوجب على إسرائيل الانسحاب إلى غرب الأردن لسنوات عدة – حتى تثبت سوريا التزامها بالسلام، وتقول مصادر "ديبكا" إن نتنياهو جاهز للقبول بخطة هوف بعد التعديلات الضرورية.
وقالت "ديبكا" ان هوف هو الدبلوماسي الأميركي الرفيع الرتبة الذي ارسل إلى الأسد ليحذر من عواقب خطيرة لو افسح المجال أمام حزب الله ومنظمات فلسطينية مثل "حماس" لتنفيذ هجمات ضد أهداف اسرائيلية بهدف تقويض المحادثات الاسرائيلية -الفلسطينية المباشرة.
وأرسل الدبلوماسي نفسه إلى بيروت في الشهر الماضي مع انذار من واشنطن بأن المواجهة النارية التي اثارها جنود لبنانيون مع وحدة حدود اسرائيلية يوم 3 آب سينتج عنه مسح الجيش الاسرائيلي للجيش اللبناني خلال 4 ساعات.
 

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.75
USD
4.02
EUR
4.84
GBP
288429.89
BTC
0.52
CNY
.