- أديب جهشان:
* مسرحية "ملثمون" التي تعري الانحلال الأخلاقي وعدم الوعي لدى المتعاونين مع الاحتلال وإظهار عمق المأساة وصمود الشعب الفلسطيني
* هذا التلاحم الإبداعي لم يكن من الممكن أن يتحقق دون المشاركة بين العناصر الشابة والفاعلة من مقهى وكتاب يافا وإدارة وعناصر مسرح السرايا العربي يافا
تاريخ 23 و 24 تموز كان يوما تاريخيا في حياة يافا الثقافية والفنية. يومها افتتح مسرح السرايا أسبوع الثقافة والتراث الفلسطيني، ولهذا يأتي عنوان المقال – يافا عودة الروح مستوحى من كتاب "يافا عطر مدينة" للمرحوم البروفيسور هشام شرابي ابن يافا، ويأتي مهرجان التراث والفن الفلسطيني في يافا في البلدة القديمة، وفي مسرح السرايا ما هو إلا امتداد لحضارة عصرية مفعمة بالفن والأدب.
المئات حضروا ليشاركوا في فعاليات ونشاطات المهرجان لمشاهدة المسرحيات الملتزمة والدبكة الفلسطينية إضافة للأعمال اليدوية والأطعمة الشعبية وخاصة غرفة التراث ومشاهدة الفيلم الوثائقي التاريخي جافا (JAFFA) الذي يروي تاريخ يافا المعاصر عبر برتقالها. كل هذا أشعل نار التاريخ ليجمع الماضي مع الحاضر، الصغير مع الكبير من خلال جسر التواصل الثقافي والفن الإبداعي ليؤكد مكانة الشعب بالحضارة والفن.
لم يكن اختيار مسرحية "كبوتشينو في رام الله" صدفة، بل نسيج معاصر للعلاقة التي تربط شعبنا محليا وعالميا عاملا على إزالة الحواجز والأسوار العالية، ولربط مدينة يافا بأهلها وزائريها من خلال حكاية السيدة المقيمة في رام الله، مع الفضاء الواسع الذي يجعل الإنسان الفلسطيني يمتد بجذوره ليلامس الطبيعة والحياة والوجود. وكان الإبداع الفني والجمالية المسرحية لفنانة قديرة متمثلة في شخصية سلوى نقارة بتقديمها هذا العرض المسرحي المميز.
وكان لقاء مجدد مع الجمهور من خلال مشاهدة مسرحية "ملثمون" التي تعري الانحلال الأخلاقي وعدم الوعي لدى المتعاونين مع الاحتلال وإظهار عمق المأساة وصمود الشعب الفلسطيني أمام المد والجزر والعواصف التي تعبث في حياة شعبنا، كل ذلك من خلال الأداء المبهر للعناصر الفنية في المسرحية، عماد جبارين، موسى زحالقة وجورج إسكندر.
وكما هو متبع في المهرجانات الفنية الملتزمة هناك ربط بين الإبداع الموسيقي الشرقي للفنان إلياس وكيلة بمرافقة المطربة الواعدة نوران مسعود إضافة إلى معرض الرسومات لفنانين شباب ولمعرض الكتاب للصغار والكبار لإثراء شعبنا بألوان الآداب الفلسطينية والعربية والعالمية.
هذا التلاحم الإبداعي لم يكن من الممكن أن يتحقق دون المشاركة بين العناصر الشابة والفاعلة من مقهى وكتاب يافا وإدارة وعناصر مسرح السرايا العربي يافا. حيث أنار هذا المهرجان مصابيح الفن على أزقة وأبنية الحياة المظلمة لتبعث نور الأمل إلى المجتمع اليافي ومحيطنا العربي عاملا متفاعلا لعودة الروح إلى يافا. وكما كان عليه في التاريخ العابر نرى اليوم في مدينة يافا عاصمة للفن والثقافة الفلسطينية وهذه المدينة كوحدة مترابطة لها الحق أن تكون كذلك.
هنا كان الإبداع
هنا كانت الصحافة
هنا كان الفن
هنا كانت الحياة
هنا يبدأ وينتهي الوجود
وكل هذا ليكون داعما لعودة الروح إلى يافا – يافا المدينة – يافا التاريخ- يافا الناس والبرتقال- يافا الفردوس المفقود.
أيلول 2010 يافا أديب جهشان – المدير الفني لمسرح السرايا