- نواف زميرو :
وضعنا استرايجية عمل علمية حديثة تعتمد على التركيز بمنح الخدمات والدعم ليس فقط للأطفال المعاقين فقط وإنما لجميع أفراد أسرته ولأفراد المجتمع جميعا
مركز دعم العائلة يركز عمله على اسر الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ويوفر لهم الخدمات المعنوية والمعلوماتية والترفيهية لكافة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم
تعتبر الإعاقة اختبارا من الله عز وجل للمعاق على صبره وثباته وقدرته على تحمل عناءها وشقائها ولكن بنفس الوقت تعتبر إعاقته اختبارا لأسرته ولأفراد حارته ولمجتمعه ولكل فرد أو مسئول في موقعه تجاه هذا المعاق
استضاف مركز سنديان – بيت ايزي شبيرا في قلنسوة مجموعة من أئمة مساجد المثلث الجنوبي ضمن يوما دراسيا بموضوع "عائلات لديها أطفال ذوي احتياجات خاصة" حيث تم تنظيمه من قبل طاقم مركز دعم العائلة في مركز سنديان التابع لبيت ايزي شبيرا بالتعاون وبمشاركة د. زياد أبو مخ مدير الدائرة الإسلامية في وزارة الداخلية.
وقد افتتح اليوم الدراسي عريف اليوم نواف زميرو الذي نيابة عن طاقم وأطفال وأهالي مركز سنديان العلاجي رحب بالضيوف وشكر جهودهم وتلبيتهم للدعوة وأشار إلى أن مشاركتهم في هذا اليوم تدل على حرصهم واهتمامهم البالغ بالإطلاع على قضايا أفراد المجتمع وفحص سبل التعامل السليم معها للوصول إلى الحلول التي تصل بالجميع إلى الهدف المنشود وهو بناء مجتمع مسلم متين، أفراده متمسكين بدينهم وبنهج نبيهم.
اختبارا من الله عز وجل
واضاف نواف زميرو في كلمته الافتتاحية : تعتبر الإعاقة اختبارا من الله عز وجل للمعاق على صبره وثباته وقدرته على تحمل عناءها وشقائها ولكن بنفس الوقت تعتبر إعاقته اختبارا لأسرته ولأفراد حارته ولمجتمعه ولكل فرد أو مسئول في موقعه تجاه هذا المعاق، في تقبله واستيعابه ودمجه وإرشاده نحو المسار السليم ومحاولة تأهيله ليستفيد ويعتمد على نفسه قدر الإمكان وتفجير طاقاته المكبوتة.
منح الدعم والمساعدات
وهنا يأتي دوركم إخواني الأئمة في هذا المعادلة الحياتية فبعد أن لمسنا في مركز سنديان – بيت ايزي شبيرا معاناة واحتياجات أفراد شريحة المعاقين وأسرهم وضعنا استرايجية عمل علمية حديثة تعتمد على التركيز بمنح الخدمات والدعم ليس فقط للأطفال المعاقين فقط وإنما لجميع أفراد أسرته ولأفراد المجتمع جميعا.
وبما أننا نعتبر الأئمة قدوة لجميع أفراد مجتمعنا ووجدنا بهم آذان صاغية ونوايا صادقة لعمل الخير وتوجيه أفراد المجتمع نحو عمل الخير وإتباع ما يجلب لهم النفع والفائدة ورأينا بهم خير وسيط في إرشاد وتوجيه أفراد شريحة المعاقين وأسرهم بخدماتنا المجانية التي تمنحهم تغييرا جوهريا في جودة حياتهم كما وتعمل على تغيير الآراء المسبقة السلبية تجاه المعاقين التي تستفحل في المجتمع. لقد اجتمعنا اليوم لكي تعم الفائدة على الجميع لننتفع وننفع ونستفيد لنفيد ونسمع لنعمل ونرى لننفذ ونمرر للآخرين من إخواننا في المجتمع.
وفي كلمة د. زياد أبو مخ مدير الدائرة الإسلامية في وزارة الداخلية، ذكر أن الإمام هو اقدر الناس على صياغة الناس الصياغة الواعية، فالعمل الدعوي للإمام هو عمل إنساني ولا بد من إعطاء المعاقين الرعاية الإنسانية لأن المعاقين عندهم القدرات التي لا يمكن تجاهلها. ونحن لم نتردد في مشاركتنا للإعداد لهذا اليوم لأهمية الموضوع ولأن من فترة طويلة لم يحظ موضوع المعاقين بأي اهتمام.
وفي كلمة ممثلة جمعية بيت ايزي شبيرا السيدة شوش كمينسكي شكرت بها الحضور على دعمهم ومشاركتهم وأشارت للرسالة الشريفة للأئمة وللقيادات الدينية في احتضان المعاقين.
توفير الخدمات العلاجية والتأهيلية والتعليمية
وأولى برامج اليوم كانت عرض محوسب ألقاه نواف زميرو شرح به باختصار عن دور مركز سنديان في دعمه وتقديمه وتوفيره للخدمات العلاجية والتأهيلية والتعليمية وعن مركز دعم العائلة الذي يركز عمله على اسر الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ويوفر لهم الخدمات المعنوية والمعلوماتية والترفيهية لكافة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم من المثلث الجنوبي ومن أهم المشاريع به فعاليات لتغيير الافكار المسبقة والخط الاستشاري المجاني الذي يتلقى به المتصلين خدمات معلوماتية عن الحقوق التي تستحقها الأسرة في كافة الدوائر الرسمية.
وفي المحاضرة الرئيسية لليوم بعنوان منزلة الطفل المعاق في الإسلام التي ألقاها الشيخ عبد الحكيم اسعد إمام مسجد صلاح الدين في جت أشار إلى أن الإنسان المعاق في الإسلام هو في درجة عالية جدا في الإسلام فهو آية من آيات الله تعالى وهو اختبار الهي للعائلة والأصل في التعامل معه أن يكون تعاملا إنسانيا.
دمجهم في المجتمع دون تمييز
وذكر الشيخ أن في عصر الخليفة عمر بن عبدالعزيز أصدر الخليفة قرارا بتعيين شخص مرافق لكل صاحب إعاقة كما انه في العصر الأموي أقيمت المعاهد والمؤسسات لرعاية شئون المعاقين وصرف معاشات للموظفين وهذه المعاملة نبعت من توجهات الإسلام في كسب الأجر على الصبر على البلاء وعلى الوقفة الصادقة مع المصابين.
وقد ذكر الشيخ عبد الحكيم النصوص الكثيرة من القران والسنة النبوية التي تدل على إعطاء الإسلام الرعاية والحماية للمصابين وعلى دمجهم في المجتمع دون تمييز أو تفريق بالمعاملة.
والفقرة التالية كانت مكونة من لقاءين لأفراد عائلتين لديها ذوي احتياجات خاصة حيث تضمنت مضامين مؤثرة لا تستطيع الكلمات بوصفها وأوضحت للحضور مدى التضحية والتغييرات الجوهرية التي تمر بالأسر وبجودة حياة أفرادها عند وجود شخص معاق بها. فصبية لا يتعدى سنها الخامسة عشرة أصبحت أماً قبل أوانها بعد مساعدة الأم في العناية بابنتها المعاقة ابنة الواحدة والعشرين. والأب الذي فقد عمله ليريح زوجته في المكوث بالمستشفى أثناء فترة علاج طفلته المعاقة.
وقد طلب الوالدين من الأئمة بالوقوف إلى جانب الأسر التي لديها أطفال ذوي إعاقة للتخفيف عنهم ومساعدتهم بإزالة الأفكار المسبقة تجاه أطفالهم ورفع نسبة الوعي لدى أفراد المجتمع.
والفقرة الأخيرة كانت إلقاء خطبة في موضوع الإعاقة أعدها الشيخ سامي جبارة حيث ستلقى هذه الخطبة في صلاة الجمعة في الأسبوع الثاني لشهر رمضان المبارك في جميع مساجد المثلث الجنوبي.
وفي الختام وبعد تلخيص اليوم الدراسي والخروج بتوصيات وبرامج عمل مستقبلية طرحها الأئمة شكر نواف زميرو جميع المساهمين بإخراج هذا اليوم إلى حيز التنفيذ وخص بالذكر الدكتور زياد أبو مخ مدير الدائرة الإسلامية في وزارة الداخلية الذي لم يتردد للحظة في المشاركة ودعم فكرة اليوم الدراسي كما توجه بالشكر الجزيل لأئمة مساجد قلنسوة (الشيخ أبو الرائد، الشيخ جمال، الشيخ محمد، الشيخ ابو اوس) الذين واكبوا الفكرة منذ بزوغها وساهموا في وضع مضامين هذا اليوم. كما وحيى وشكر الآباء جمال تاية وصالح رعد وابنته بيان على حسن تجاوبهم وتعاونهم التام.
وقدم شكره الخاص لطاقم مركز سنديان على العون والمساعدة وللشاب احمد يونس راس على مساعدته وتطوعه.