* تعامل المجتمع العربي مع ظاهرة الاعتداءات الجنسية داخل العائلة يعكس قيما اجتماعية ومعتقدات هامشية
* ضحايا الاعتداءات الجنسية في العائلة يعانين من الم مضاعف؛ ألم الاعتداء عليهن، وكون المعتدي شخصا من نفس العائلة
في إطار مناقشاتها المستمرة التي تبحث في الاعتداءات الجسدية والجنسية بحق جمهور النساء في المجتمع الإسرائيلي، وتشريع قوانين تساهم في الحد منها ومعالجتها، ونظراً للأهمية الكبيرة في وضع هذه القضايا على الأجندة الجماهيرية في البلاد، عبر جهور المشرّعين القادر على المساهمة في مساندة تشريع قوانين وضوابط تشريعية للحد من ظواهر العنف بحق النساء، تعقد اللجنة البرلمانية للنهوض بمكانة المرأة، في مبنى الكنيست، اليوم، نقاشا حول ظاهرة الاعتداءات الجنسية داخل العائلة، بمشاركة أعضاء لجنة النهوض بمكانة المرأة، ومندوبي الجمعيات النسوية ومراكز مساعدة ضحايا العنف الجنسي والجسدي في البلاد.
صورة توضيحية فقط!
هذا وتشارك جمعية "نساء ضد العنف" في نقاش اليوم ممثلة بمديرة مركز ضحايا العنف الجنسي والجسدي، العاملة الاجتماعية ليندا خوالد، التي تقدم ورقة عمل تشمل معطيات وافية عن حجم انتشار الظاهرة في المجتمع العربي، والصعوبات النفسية والاجتماعية التي تواجهها المتعرضات للاعتداءات الجنسية داخل العائلة في المجتمع العربي.
وتشير ورقة العمل المقدّمة من "نساء ضد العنف" الى أن الاعتداءات الجنسية داخل العائلة لا تزال من المواضيع المعدود في إطار المحظور/ التابو الاجتماعي، وان تعامل المجتمع العربي مع ظاهرة الاعتداءات الجنسية داخل العائلة يعكس قيما اجتماعية ومعتقدات هامشية، ويشبه الى حد كبير تعامل المجتمع مع كل ظاهرة الاعتداءات، بما فيها الجنسية، رغم ان الضحايا في هذه الحالة يعانين من الم مضاعف؛ ألم الاعتداء عليهن، وكون المعتدي شخصا من نفس العائلة.
طرق العلاج
ويُظهر البحث الذي اجرته "نساء ضد العنف" الاختلافات بين طرق العلاج المرجوّة في حالات اعتداء جنسي من شخص غريب، مقابل اعتداءات جنسية من شخص من العائلة. وتظهر معطيات السنوات الثلاث الأخيرة ان قرابة ربع المتوجهات لمركز مساعدة ضحايا العنف الجنسي والجسدي تعرضن لعنف جسدي داخل العائلة.فبين 291 امرأة اشرن الى توجهن لمركز المساعدة بسبب تعرضهن لاعتداء جنسي عام 2008، 24% منهنّ أشرن لتعرضهنّ لاعتداء جنسي داخل العائلة.وبلغ عدد المتوجهات عام 2009 للمركز 299 امرأة وفتاة أفدن أنهن تعرضن لاعتداءات جنسية، كان 23% منهنّ تعرضن لاعتداءات جنسية داخل العائلة. كما شهد العام الحالي 2010 ، بين كانون الثاني وايار منه، توجه 96 امرأة بسبب تعرضهنّ لاعتداءات جنسية، 12% منهن أشرن أنهن تعرضن لاعتداءات جنسية داخل العائلة.
المنزل.. المكان الآمن والداعم!
ويتضح من هذه المعلومات ان البيت الذي من المفترض ان يشكّل المكان الآمن والداعم هو مكان تحدث فيه اعمال عنف جنسي واعتداءات، وهو ما يضاعف ألم الاعتداء نفسه لأنه يحدث في المحيط الأقرب الى الضحايا.
ويشير التقرير كذلك الى النواقص المهنية في مجال تقديم الدعم للمتعرضات للاعتداءات الجنسية داخل العائلة، حيث تعاني الشرطة من نفص في عدد المحققات العربيات في قضايا العنف، عامةً، وفي قضايا الاعتداءات الجنسية بشكل خاص، حيث لا يوجد سوى 5-6 محققات عربيات في كل جهاز الشرطة. بالإضافة يشير التقرير الى النقص الكبير في الملكات لوظائف المستشارين التربويين في المدارس العربية الذين يمكنهم مساعدة ضحايا الاعتداءات الجنسية في اطار العائلة.