* إيريس هيفيتس :
- رحلت من إسرائيل منذ ثماني سنوات لرفضي المشاركة في الجرم الموجه ضد الفلسطينيين
- إسرائيل مطالبة بالاندماج في المنطقة المحيطة بها وعلى مواطنيها تعلم العربية لأنها لغة جيرانهم وليس لاستخدامها لأغراض عسكرية
محيط - رغم أن الشعب الألماني طالما التزم الصمت تجاه جرائم إسرائيل بسبب ما يسمى عقدة الذنب تجاه "الهولوكست" ، إلا أن مجزرة أسطول الحرية حركت المياه الراكدة في هذا الصدد وسرعان ما خرج أقرب حلفاء تل أبيب ليتنصلون صراحة من ممارساتها .
ففي 5 يوليو / تموز ، فاجأ المجلس المركزي لليهود في ألمانيا والذي يعتبر أكبر منظمة يهودية في البلاد ويعرف بأنه ذراع إسرائيل في تلك الدولة الأوروبية الجميع بالنأي بنفسه لأول مرة عن السياسات الإسرائيلية ، مطالبا بعدم ربط الجالية اليهودية في ألمانيا بممارسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين.
ولم يقف الأمر عند ما سبق ، حيث اعتبر السكرتير العام للمجلس المركزي لليهود في ألمانيا شتيفان كراما في مقابلة مع صحيفة "تاجستسايتونج " الألمانية أن ما يجري في إسرائيل يهدد بتحولها إلى دولة للقوى الأصولية والقومية اليهودية المتطرفة ، منتقدا هجوم الجيش الإسرائيلي نهاية مايو/أيار الماضي على قافلة سفن أسطول الحرية لإغاثة قطاع غزة الذي ذهب ضحيته تسعة متضامنين كانوا على متن السفينة التركية مرمرة.
انتقادات للسياسة الإسرائيلية
ورغم أن ما سبق يعتبر تغييرا كبيرا في موقف تلك المنظمة اليهودية التي طالما بررت عجزها عن توجيه انتقادات للسياسة الإسرائيلية بأنها تعتبر إسرائيل هوية بديلة لهم لأنهم يشعرون بالغربة في المجتمع الألماني ، إلا أن إيريس هيفيتس القيادية بمنظمة "الصوت اليهودي لسلام عادل في الشرق الأوسط" المناهضة للصهيونية واصلت خلال مقابلة مع الصحيفة ذاتها الهجوم على موقف المجلس المركزي لليهود في ألمانيا ، مؤكدة أن المجلس المركزي يمثل امتدادا لإسرائيل في ألمانيا ولا يعبر عن الجالية اليهودية مثلما لا تمثل إسرائيل كل يهود العالم.
وأشارت هيفتس إلى تأييد المجلس لكل العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين وآخرها الحرب على غزة ، قائلة :" رحلت من إسرائيل منذ ثماني سنوات لرفضي المشاركة في الجرم الموجه ضد الفلسطينيين ولعدم تقبلي نشأة أطفالي في أجواء من الخوف المستمر تهدف لإشعارهم بأن الجميع ضدهم ويرغبون في إبادتهم".
وأضافت الناشطة الحقوقية اليهودية أن إسرائيل لا مستقبل لها إذا لم تتخل عن سياستها الاستعمارية واعتبرت أنها لا يمكنها أن تكون ديمقراطية ويهودية ، فإن أرادت أن تصبح يهودية فمن المستحيل أن تكون ديمقراطية والعكس صحيح.
وتابعت " إسرائيل مطالبة بالاندماج في المنطقة المحيطة بها وعلى مواطنيها تعلم العربية لأنها لغة جيرانهم وليس لاستخدامها لأغراض عسكرية ، يتعلم الهولنديون لغة جيرانهم الألمان ، في حين يحتقر الإسرائيليون الثقافة العربية رغم جهلهم بها ويبجلون الثقافة الألمانية التي أبادتهم وهذا أعده جنونا".
واختتمت هيفتس تصريحاتها بدعوة الإسرائيليين إلى الاعتراف بأنهم جاءوا إلى أرض غير أرضهم والإقرار بأن دولتهم بنيت على حساب معاناة الفلسطينيين .