* نواب الجبهة الأربعة، بركة وسويد وحنين واغبارية يزورون شارع الشهداء ويرافقهم نشيطو "كاسرو الصمت"
* إرهابيو الخليل يرافقون الجولة على طولها ويكيلون الشتائم، ومحاولات الاعتداء الجسدي على النواب ومرافقيهم وقوات الاحتلال تتواطأ وتقول هذه "ديمقراطية"
* ديمقراطية الإرهابيين وصلت إلى حد التهديد بالقتل: "سنعالجكم كما كان في دير ياسين" و"كلنا الوحدة 13 على سفينة مرمرة"
* بركة: هؤلاء المهاويس وجه إسرائيل الرسمية الحقيقي
* سويد: قطعان المستوطنين يعيثون فسادا
* حنين: المستوطنين زُرعوا هنا لغرض الترانسفير ضد العرب
* إغبارية: نقول بألم وغضب الخليل تنافس غزة بحصارها فلكل سجنه ولكل زنزانته
قام نواب كتلة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، في الكنيست، محمد بركة ود. حنا سويد ود. دوف حنين ود. عفو اغبارية بزيارة إلى المنطقة المحتلة من مدينة الخليل، وخاصة إلى شارع الشهداء والشوارع المتصلة به، التي باتت وكرا لارهاب المستوطنين، وقد رافق النواب في الزيارة مسؤولو حركة "كاسرو الصمت" الذين قدموا شرحا عن اجراءات الاحتلال والتنكيل بالأهالي، فيما انفلت المستوطنون الارهابيون بالشتائم على النواب ومرافقيهم، ووصل الامر إلى حد التهديد بالقتل، الذي اعتبرته قوات الاحتلال أنه "ديمقراطية وحرية تعبير"، وقد تصدى النواب لهذا الانفلات العنصري.
شارع السهلة
وقد بدأت الزيارة في نقطة الالتقاء الاولى وهي شارع السهلة، المؤدي إلى الحرم الابراهيمي الشريف، ووصل الوفد اليه عبر بوابات الكترونية احتلالية، حيث جرى الالتقاء مع وفد كاسرو الصمت ووفد من خارج البلاد يرافقهم.
وحركة "كاسرو الصمت" هم من الجنود السابقين في الخليل المحتلة، وتأسست بمبادرة من يهودا شاؤول وهو شاب متدين وجندي احتلال سابق في الخليل، وتسعى الحركة إلى جمع الشهادات الحية من جنود الاحتلال الذين يخدمون في مدينة الخليل المحتلة حول جرائم المستوطنين.
إستفزازات وشتائم
وعند النقطة الاولى كان واضحا أن الاستفزاز مبيتا ومعدا له، إذ كان في مواجهة الوفد، الإرهابي ايتمار بن غفير، وامرأة أخرى، فبدأ يطلق الشتائم تحت سمع وبصر جنود الاحتلال وشرطة الاحتلال، إلا أن أحدا منهم لم يتحرك، ثم انضم اليه من يُعتبر "مسؤول الأمن" في وكر الاستيطان في الخليل ويُدعى عوفر أوحانا الذي كان مزودا بكاميرا فيديو، ولم يكف كزميله عن الشتائم، ثم بدأوا يتكاثروا، حتى انضم اليهم الإرهابي باروخ مارزل.
واستمع الوفد إلى شرح عن شارع السهلة المتصل بشارع الشهداء، وهو ايضا مغلق في وجه الفلسطينيين، ويسمح لبعضهم بالتحرك في اتجاه واحد نحو الحرم الإبراهيمي، إلا أنهم لا يستطيعون ان يعودوا منه إلى بيوتهم.
شارع الشهداء
وتواصلت المسيرة على الرغم من الشتائم ومحاولات عرقلة الزيارة، وقد وصلت الشتائم إلى حد البذاءات العينية، ولم تنفع ملاحظات النواب الأربعة لقائد شرطة الاحتلال الذي تم لفت نظره إلى ما يجري وتحذيره من أن هذا يعتبر عرقلة عمل أعضاء كنيست، إلا أنه اصر على موقفه، وتجاهل حتى محاولات الاعتداء على المرافقين للنواب.
وقد اتسع تجمهر المستوطنين في شارع الشهداء، وتم استدعاء أطفال المستوطنين الذين انفلتوا بين اعضاء الوفد يشتمون ويهددون بالقتل، وكان "حصة" مميزة لمؤسس كاسرو الصمت يهودا شاؤول، الذي تلقى تهديدات كثيرة بالقتل وشتائم نابية لا يمكن نقلها نظرا لبذاءتها.
إعتداء جسدي
وفي مرحلة ما جرت محاولة اعتداء جسدي على النواب محمد بركة وحنا سويد وعفو اغبارية، من خلال وقوف مارزل في طريقهما، واهتم الارهابيون بشتم النواب الاربعة كل واحد باسمه، مع تركيز خاص على النائب دوف حنين، الذي صد هو ايضا هجمات عليه.
التهديدات بالقتل
وانضم إلى قطيع المستوطنين قطيع من الكلاب التي يستخدمها المستوطنين من خلال نشرها في شارع الشهداء، الذي تنتشر فيه قوات كبيرة من جيش الاحتلال، وجاءت مجموعة أخرى من الارهابيين، وبحوزتها مكبرات صوت، وبدأت التهديدات بالقتل الوضاح مثل: "سنعالجكم بشكل ديمقراطي تماما كما كان في دير ياسين"، و "نحن كلنا الوحدة 13 على سفينة مرمرة"، بقصد وحدة قوات الاحتلال التي نفذت مجزرة اسطول الحرية، و"ليسن قانون الإعدام للخونة"، وغيرها من التهديدات.
وقال أحد الإرهابيين: "بركة أنت تعرف اننا نعرف كيف نعالج أمركم وسنعالج أمركم"، وسأله أحد، وكيف ستعالج أمره فأجاب، "نحن نتبع الأساليب الديمقراطية فقط الديمقراطية، هل سمعت عن دير ياسين".
وتلقى الوفد معلومات مثيرة للغضب حول ظروف الفلسطينيين في شارع الشهداء، فهم محرومون بالمرور منه، ومن بيته عند حافة الشارع، محظور عليه أن تطأ قدمه عتبه البيت، وكما يبدو فإن أصحاب البيوت يتنقلون ويدخلون إلى بيوتهم من خلال أسطح المنازل، وعلى طول الشارع كانت عشرات المحال التجارية مغلقة كليا منذ سنوات طوال، في حين أظهرت الصور أن هذا الشارع كان شريان حياة مركزي في مدينة الخليل القديمة، وتعج فيه الحركة طوال اليوم دون توقف.
شارع الشلالة
واستمرت الزيارة إلى شارع الشلالة المتصل، وهناك الوضع ليس بأفضل، ولكنه اقرب للبيوت الفلسطينية المأهولة، الذين يحظر عليهم التحرك بحرية في الحي، كما يحظر عليهم إدخال سياراتهم إلى الحي، وكل حركة منهم يجب ان تحظى بموافقة احد جنود الاحتلال.
وسائل التنكيل وظروف الحياة الصعبة
واشار يهودا شاؤول، إلى كاميرا ضخمة نصبها جيش الاحتلال وحينما تبين ان الكاميرا باتت تلتقط صور جرائم المستوطنين، اصدر الحاكم العسكري في المدينة المحتلة أمرا يحظر استخدام الصور الملتقطة فيها، كي لا تكون مستندا ضد المستوطنين.
وفي أعالي شارع الشلالة دخل الوفد ومرافقوهم إلى بيت المناضل الفلسطيني محمد حامد أبو عيشة، وهو رجل متقدم في السن، ويعيش في ظروف حصار هو وعائلته، ويحظر عليه استقبال الزوار، وكما قالت زوجته، إن السجناء يحظون بزيارات في السجون، ونحن في سجن عزل محظور علينا استقبال أحد.
وشرح أصحاب البيت عن وسائل التنكيل وظروف الحياة الصعبة، في حين ان عصابات المستوطنين تضغط من اجل تهجير العائلة من بيتها، وهي تصر على الصمود فيه وعدم مغادرته.
بركة: مدينة فلسطينية مستقبلها لأهلها
وقال النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، إن ما لمسناه اليوم هو ما نعرفه منذ زمن، أن قوات الاحتلال تتواطأ بشكل مفضوح مع عصابات المستوطنين، فحتى التهديد بالقتل يعتبر عندهم حرية تعبير، وقال، إن هذه المدينة فلسطينية راسخة، وهؤلاء المستوطنين المهاويس هم وجه إسرائيل الرسمية، ولا بد أن ينقلعوا من هنا، لأن الأرض والتراب الفلسطيني لن يقبلهم ولن يتحملهم أكثر، وأن ينقلع الاحتلال برمته.
وحذر بركة من استمرار هذه الممارسات الإجرامية والإرهابية التي تتم بإيعاز من حكومة الاحتلال، وقال إن على العالم ان يعرف وجه حكومات إسرائيل كلها، بما فيها الحالية، من خلال الاطلاع على ما تعانيه الخليل.
سويد: آن الأوان لكنس الاحتلال
وقال النائب د. حنا سويد، رئيس كتلة الجبهة البرلمانية، لقد أثبتت هذه الزيارة بشكل قاطع الممارسات الاحتلالية العنصرية بحق الخليل وشوارعها وأهاليها، والتي تتمثل بمحاصرة المدينة برمتها وأحيائها وحتى بيوتها ومنع اهلها من ممارسة حياتهم العادية، وكل ذلك بواسطة قطعان المستوطنين الذين يعيثون فسادا في هذه المدينة، وهم بالاساس ذراع الاحتلال الآخر، عدا جيش الاحتلال، والانطباع الأساسي من الزيارة، أنه آن الأوان لكنس الاحتلال وموبقاته وبأسرع وقت ممكن.
حنين: ليس غريبا أن تحمي قوات الاحتلال المستوطنين
وقال النائب د. دوف حنين، لقد اثبت أهالي الخليل أنهم ابطال، فكل الأحاديث والتقارير لا يمكنها أن تعكس واقع الحياة الذي لمسناه من خلال هذه الزيارة، ولكن مما لا شك فيه أن المعاناة لدى الأهالي هي أكبر.
وتابع حنين قائلا، إن هؤلاء المستوطنين زرعوا هنا لغرض الترانفسير ضد العرب، وتهديداتهم وشتائمهم تعكس حقيقتهم، وليس غريبا ان قوات الاحتلال تدافع عنهم.
اغبارية: وكر ارهاب وحصار جائر
وقال النائب د. عفو اغبارية، إن الخليل بمآسيها، ونقولها بألم وغضب "تنافس" قطاع غزة بحصاره، فهناك سجن كبير محاصر، وهنا الحصار يحول كل بيت إلى زنزانة منفردة، يتحكم فيها السجان بقلمة الخبز وشكل الحركة وممارسة الحياة، فلكل سجنه ولكل زنزانته.
إصرار في التمسك بالأرض والبيت والحياة
وتابع اغبارية قائلا، إن ما رأيناه اليوم وكر ارهاب صهيوني، وبطولة الأهالي الفلسطينيين تسجل بأحرف من ذهب، فعلى الرغم من أن الاحتلال وعصابات المستوطنين حولوا حياتهم إلى كابوس إلا ان يصرون على التمسك بالأرض والبيت والحياة في المكان.
هذا ووجهت كتلة الجبهة تحياتها لأهالي الخليل على صمودهم، كما عبرت تقديرها لحركة كاسرو الصمت على ما يقومون به، وعلى تحديهم لما يواجهونه حينما يتجولون في الأحياء الاستيطانية في الخليل.
ضيوف على بلدية الخليل
وانتقل نواب كتلة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة إلى بلدية الخليل، ليحلوا ضيوفا على رئيسها خالد عسلية، وعدد من شخصيات المدينة، فجرى استقبال واسع، سينشر عنه تقرير لاحق، وقدم عسلية شرحا عن ظروف القسم المحتل من المدينة، وأكد أن 110 حواجز ونقاط احتلالية وبوابات الكترونية تنتشر في منطقة الخليل.
ومن جهة أخرى قد عسلية شرحا عن المشاريع العمرانية التي تشهدها المدينة، وتجول الوفد في بعض منها.