* سيل الإصابات ترك المجال مفتوحاً أمام التكهنات والافتراضات حول مشاركة بعض النجوم الكبار في هذه المأدبة الرياضية العالمية وأثار مخاوف كبيرة في صفوف المشجعين ومحبي كرة القدم
قبل يوم واحد على انطلاق فعاليات كأس العالم لكرة القدم في نسختها التاسعة عشرة والتي تستضيفها قارة أفريقيا للمرة الأولى في تاريخها، يبدو أن لعنة الإصابات التي طاولت عدداً كبيراً من أبرز النجوم العالميين سيكون لها اليد الطولى في إعادة رسم خارطة القوى للمنتخبات المرشحة للظفر بأغلى الكؤوس العالمية.وقد ترك سيل هذه الإصابات المجال مفتوحاً أمام التكهنات والافتراضات حول مشاركة بعض النجوم الكبار في هذه المأدبة الرياضية العالمية وأثار مخاوف كبيرة في صفوف المشجعين ومحبي كرة القدم. وجاءت إصابة مايكل بلاك قائد وصانع ألعاب منتخب ألمانيا وإعلان عدم مشاركته بكأس العالم كــنقطة تحول لتكر سبحة الإصابات بعدها وتحصد عدداً كبيراً من أبرز اللاعبين.
.
هذا ولم يَسلم منتخب نسور أفريقيا من تدحرج كرة الثلج هذه وذلك بعد إصابة لاعب وسطه ونادي تشلسي الإنكليزي جون أوبي ميكيل في ركبته، وإعلانه بأنه لا يريد أن يخاطر ويضع نفسه في مأزق لأن ركبته لم تشفى تماماً بعد الجراحة الأخيرة التي خضع لها. ولم يكن أبطال العالم أوفر حظاً من بقية المنتخبات إذ أن إصابة أندريا بيرلو مهندس خط الوسط في تشكيلة ليبي جاءت لتعقد مهمة الإيطاليين في الدفاع عن لقبهم وتزيدها صعوبةً، علماً أن تشكيلة ليبي تعاني أصلاً من مشاكل جمة أبرزها معدل الأعمار المرتفع وشح ملحوظ في اللاعبين الصاعدين.
إصابات يلزمها وقت للشفاء
وكان بيرلو قد تعرض لتمزق عضلي في ربلة ساقه اليسرى في الثالث من حزيران/يونيو الجاري خلال لقاء منتخب بلاده بنظيره المكسيكي في بروكسل والذي انتهى لمصلحة الأخير (2-1)، وغادر بعدها على وجه السرعة معسكر المنتخب متوجهاً إلى ميلان حيث خضع لبرنامج إعادة تأهيل خاص . والجدير ذكره أن هكذا أنواع من الإصابات يلزمها كمعدل وسطي من 15 إلى 20 يوماً للشفاء. ولم تستطع إنكلترا المرشحة فوق العادة للوصول إلى الأدوار النهائية أن تتجنب التجرع من هذه الكأس المرة فبعد إصابة نجمها الأول ديفيد بيكهام وتأكد غيابه جاءت إصابة كقائدها ريو فرديناد لتلقي بظلالها على المعسكر الإنكليزي.
لاعبين أساسيين
فرديناد البالغ 31 عاماً تعرض لإصابة قوية في ركبته أثناء تمارين منتخب بلاده في جنوب أفريقيا، وبعد خضوعه لسلسلة فحوصات، خرج كابيلو ليؤكد غياب قائد تشكيلته عن جميع المباريات التي ستخوضها إنكلترا في بلاد مانديلا. هذا وتناقلت الصحف السويسرية خبر إصابة ألكسندر فراي قائد منتخبها في كاحله خلال تدريبات يوم الأربعاء الماضي عشية سفر البعثة السويسرية إلى جنوب أفريقيا. ولم يعرف بعد مدى خطورة إصابة فراي الذي يعتبر أحد اللاعبين الأساسيين في صفوف المنتخب السويسري بدليل تسجيله 40 هدفاً في 73 مباراة دولية.
رقصة الموت
وفي حال تواصلت رقصة الإصابات هذه التي وصفتها بعض الصحف العالمية بــ"رقصة الموت" فإنه بات من شبه المؤكد أن يكون وجه مونديال جنوب أفريقيا مختلفاً عن سائر النسخات السابقة حتى وقبل انطلاقه الرسمي بساعات معدودة. ضربة قاضية فيها الكثير من الخبث أسقطت نجوماً من الوزن الثقيل ستتحسر جماهير وعشاق كرة القدم على غيابهم عن كأس العالم في نسختها التاسعة عشرة. فيها الكثير من الخبث، لأن جميع الإصابات التي تعرض لها اللاعبين جاءت كطعنة غدر في مباريات ودية أو تدريبات مقفلة لم يكن ليتوقعها أشد المتشائمين.