الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 14 / نوفمبر 04:01

عسكرتاريا... مخابرتاريا... دولة - بقلم: سهيل صليبي – ابو ناجي

كل العرب
نُشر: 09/06/10 08:46,  حُتلن: 16:15

- سهيل صليبي:

* العنصريون والفاشيون وبرامجهم المشبعة بالحقد والكراهية أمسوا أصحاب القرار

* أحداث أسطول الحرية الأخيرة وما تلاها وهجمة ال "عَليهُم" ومشتقاتها تُشير بوضوح بأنّ هذه المؤسسة تتعامل مع جماهير شعبنا الفلسطيني في الداخل

تتصاعد في الأونة الأخيرة حدة التحريض العنصري من قبل المؤسسة الإسرائيلية بكافة أذرعها ومكوناتها وتنضم إليها ما يسمى بالسلطة الرابعة من الاعلام المرئي والمكتوب والمسموع وتكتمل مع تحريض المجتمع الشعبوي اليهودي بشبه اجماع كامل..
العنصريون والفاشيون وبرامجهم المشبعة بالحقد والكراهية أمسوا أصحاب القرار وقادة المؤسسة بعد أن كانوا في الماضي القريب ممنوعون من المشاركة بها، والتحريض الإعلامي اليومي يتنامى ولم نعد نرى أو نسمع سوى صوت التحريض الدموي، وممارسات أوباش الصهاينة في الناصرة وحيفا ويافا والقدس وغيرها تتزايد دون رقيب أو حسيب بل وبدعم وحماية رسمية.

طبيعة الكيان الغاصب والمحتل
إن فهمنا لطبيعة هذا الكيان الغاصب المحتل والذي يُعرّف نفسه بأنه "دولة اليهود" مما يعني نفي وجودنا في وطننا وحرمان شعبنا الفلسطيني بمهجريه ولاجئيه من استرداد حقوقه، لم يوهمنا يومًا بأنه سوف يصبح "دولة طبيعية" تستحق الحياة والاستمرار والاستقرار بل لم يكن في أفضل أحلامنا الوردية بصيص أمل في التحول إلى حياة طبيعية مستقرة ومواطنة ومساواة ورفاهية في خضم هذه المؤسسة، بل هو السراب ذاته الذي لا يمكن بتاتًا أن يكون ماء.
إنّ سياسة هذه الحكومة كسابقاتها والقوانين العنصرية المتنامية والمتزايدة تُزيل الغبار وتزيح الغمامة عن أعين البشرية لتؤكد للإنسانية جمعاء طبيعة النظام العنصري المحتل لأرض فلسطين.

هجمة الـ عليهم
إنّ أحداث أسطول الحرية الأخيرة وما تلاها وهجمة ال "عَليهُم" ومشتقاتها، وما سبقها من ملفات الملاحقات السياسية، وخاصة بعد حرب 2006، تُشير بوضوح بأنّ هذه المؤسسة تتعامل مع جماهير شعبنا الفلسطيني في الداخل، كما في كل مكان، من المنظور العسكري والمخابراتي..

ملاحقون أو مُهددون
أجهزة المخابرات جاهزة بتلفيق "التهم الأمنية" للناشطين السياسيين والقيادة، هذا ما لمسناه ونلمسه من ملفات أمير مخول ود. عمر سعيد، وأعضاء البرلمان الذين "يتمتعون بالحصانة"!! - عزمي بشارة، محمد بركة، سعيد نفاع، حنين زعبي، أحمد طيبي، طلب الصانع - جميعهم دون استثناء إما ملاحقين أو مُهددين، والمضايقات ضد الشيخ رائد صلاح ومحاولة اغتياله وتصفيته جسديًا، وأوامر المنع بحق محمد كناعنة – أبو أسعد المتجددة دائمًا، والتحقيقات مع عشرات الشباب ورسائل التهديد والوعيد أو التخابر والتعامل معهم.

جرائم ووسائل قمع...
أما التعامل مع الحراك الجماهيري في المظاهرات المنددة بالجرائم أو ضد سياسة الهدم فيتم استقدام وحدات خاصة عسكرية أكثر منها شُرطية، تمارس أبشع وسائل القمع والاعتداء حتى لو كان هذا الحراك قانونيًا وإن كُنا لا نحتاج لقوانينهم للدفاع عن أنفسنا وعن حقوقنا المكفولة بالشرائع الدينية والدنيوية، وإن كنا ندرك أيضًا أنهم يدوسون على قوانينهم حين يتعلق الأمر بنا، كما صرح رئيس جهاز المخابرات.
وحين نبحث تحت الركام وبين الرماد ونشد جفون أعيننا علَّنا نجد بصيص أمل لما يُسمى "باليسار" نجدهم مدافعين عن العسكر والجيش والمخابرات أكثر ممن يشهرون عُنصريتهم وفاشيتهم اللهم إلاّ من قلة قليلة لا تُذكر خارج الفكر والإجماع الصهيوني.

فشل محاولة إغتيال الشيخ رائد صلاح
إنّ مُخطط اغتيال الشيخ رائد صلاح في عرض البحر على أسطول الحرية وفشل المحاولة، لا يعني انتهائها عند هذا الحد، بل هي مؤشر إلى ما نحن مُقبلين عليه، وحتمًا ستكون محاولات أُخرى في مكان آخر وبحق أناس آخرين، وأذكر هذا ليس بهدف الترهيب والترويع، بل من أجل أن نكون أشد حذرًا وأكثر جاهزية لمواجهة أشرس سياسة عنصرية فاشية، ولنكن قدر المسؤولية في قرع جدران الخزان عاليًا لنسمع صوتنا للعالم أجمع وتحميله مسؤولية حياتنا ومستقبلنا، فلن نحمل هذه الحكومة وهذه المؤسسة مسؤولية فاشيتها وعنصريتها - عسكريتاتيا... مخابرتاتيا... دولة – بل وجَهتنا نحو أمتنا العربية وأنصار الحق والانسانية في العالم.. كذلك من أجل تكاتفنا ووحدتنا في صد هذه الهجمة حتى لا يندم أحدنا في وقت لا ينفع الندم ويردد "أكلت يوم أكل الثور الأسود"..
هذا حالنا، وهذا ما نحن مُقبلين عليه، وعلى قيادة هذه الجماهير، رفع جاهزيتها ووضع برامج سياسية ونضالية وطرق جميع الأبواب إقليميًا ودوليًا لضمان حماية جماهيرها..

معًا على الدرب
سهيل صليبي – ابو ناجي
نائب الأمين العام لحركة أبناء البلد

مقالات متعلقة

.