* بركة يشارك في مهرجان القوى الوطنية الحاشد في قرية العارور قضاء رام الله
* قادة فصائل فلسطينية يؤكدون على أهمية الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء
شارك النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، مساء الثلاثاء، في مهرجان القوى الوطنية، في قرية عارورة قضاء رام الله، في اطار الحملة الوطنية من أجل تحرير جثامين الشهداء الذين تحتجزهم قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ عشرات السنوات، وأكد بركة في كلمته، إن هذا النهج يعكس مدى القباحة والانحطاط الخلقي عند الاحتلال.
وشارك في المهرجان عدد من قيادات فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وتزامن موعد انعقاد المهرجان، بالذكرى الـ 34 للعملية التي سقط فيها مشهور طلب العاروري ابن القرية، وهو من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وما تزال قوات الاحتلال على احتجاز جثمانه، رغم صدور قرارين للمحكمة العليا الإسرائيلية لتسليم الجثمان إلى عائلته، التي كانت حاضرة في المهرجان، وفي مقدمة أفراد العائلة والدي الشهيد، وهما في سن متقدم، تجاوز الثمانين من عمريهما، وكل ما يتمنونه هو أن يزفوا ابنهم شهيدا ليوارى الثرى بموجب الشريعة والتقاليد.
وكان أول المتكلمين، سالم خلّي، رئيس اللجنة الوطنية لحملة استرداد جثامين الشهداء، ثم القى الأمين العام لحركة "فدا" صالح رأفت، كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ، مؤكدا على أن هذه القضية وضعت على رأس جدول أعمال منظمة التحرير إلى جانب القضايا الحساسة الأخرى.
وقال نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق عبد الرحيم ملوح، إنه يجب عدم الاستهانة بأهمية استرداد كافة جثامين شهداء شعبنا، مؤكدا أن هؤلاء الشهداء دفعوا حياتهم ثمنا من أجل شعبهم وحرية شعبهم، وعلينا أن نكون مخلصين وأوفياء لهم، بالنضال من أجل استرداد جثامينهم من المحتل الغاشم.
وفي كلمته استذكر الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني الرفيق بسام الصالحي اليوم الذي سقط فيها الشهيد مشهور العاروري على مذبح الاحتلال، إذ كان على مقاعد الدراسة الثانوية مع شقيق الشهيد، ربحي، ثم تواصلت الزمالة على مقاعد الجامعة، وأكد أن والد الشهيد، طلب العاروري، حمل الهم منذ الايام الأولى لسقوط ابنه، وحتى اليوم، مناضلا ومطالبا من أجل استرداد جثمان ابنه ليواريه الثرى في رقيته ومسقط رأسه.
وفي كلمته، أكد الصالحي أن القضية الأهم التي نواجهها في هذه المرحلة هي وحدة شعبنا الفلسطيني، لأن حالة الانقسام والتشرذم تعرقل المسيرة النضالية، وتضعف المقاومة الشعبية، فمثل هذه القضية التي نجتمع اليوم من أجلها، قضية جثامين الشهداء، هي أيضا بحاجة إلى وحدة وطنية واسعة، لتعطي زخما قويا للنضال.
وكانت الكلمة للنائب محمد بركة، إن قباحة الاحتلال وشراسته نراها أيضا في هذه القضية، فالاحتلال ينتقم من الشهداء حتى بعد أن فقدوا حياتهم، ويختار أن ينتقم من جثامينهم، وينكل بعائلاتهم بمنعها من القيام بواجبها تجاه فلذات اكبادها، وقال، إن هذا الاحتلال يحتجز كل شيء انساني طالما انه يعترض معه، فهو الاحتلال ذاته، الذي منع مفكرا مثل نوعم خومسكي، من دخول الضفة الغربية لأنه يصرخ في وجه الاحتلال، وهو الذين منع ممثلا اسبانيا من الوصول إلى رام الله، لأنه مناهض للاحتلال، هذا احتلال منحط اخلاقيا.
وتابع بركة قائلا، إن الشهداء الآن في مقابر الارقام، فعلى كل قبر لوحة تحمل رقم، دون أي اسم للشهيد، والشهداء ليسوا فلسطينيين فقط، بل أيضا هناك شهداء عرب ويجب أن يكونوا ضمن الاحصائيات التي نتداولها، وأن نطالب بتحرير جثامينهم هم أيضا.
وقال بركة، إن اليهود يجب ان يكونوا أكثر من لديه حساسية من مسألة الارقام، فهم كانوا أرقاما في عهد النازية وجرائمها، ومنهم من دمغ رقمه على يده، وما يزال يحمله، فكيف من الممكن ان يقبلوا بحالة كهذه.
وقال نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الرفيق عبد الكريم قيس أبو ليلى، إن إحياء ذكرى احتجاز جثمان الشهيد العاروري يأتي في سياق تأكيد الحق في استرداد جثامين كافة الشهداء المحتجزة، موضحا أن تم العمل بكافة المجالات للإفراج عنه.
وأشار أبو ليلى إلى أن بنود معاهدة جنيف الثالثة، وقوانين الحرب الدولية، تؤكد على حق تسليم جثمان الشهيد لذويه، والعمل على دفنه بشكل لائق، مؤكدا أن عدم مراعاة إسرائيل للقوانين ليس مجرد انتهاك، وإنما جريمة ينبغي أن تعاقب عليها.
وطالب شقيق الشهيد شاهر العاروري، بالعمل لكافة المؤسسات الحقوقية الدولية للضغط على إسرائيل، لأن احتجاز جثامين الشهداء يعتبر وفق اعتراف القضاء الإسرائيلي قضية غير أخلاقية، داعيا إلى العمل على إنهاء الانقسام بسرعة.