بمناسبة عيد استقلال اسرائيل الذي يصادف اليوم الثلاثاء
رأى الشاعر الفلسطيني ,شاعر العودة ,مروان مخول انه من المناسب إهداء قصيدة شعرية مميزة في هذا اليوم
مروان كان في حيرة من أمره
لكنه أصر في نهاية الأمر تكريم الدولة يوم استقلالها بهذه الكلمات والتي كما ذكرنا حملت عنوان " نشيد الحذاء الوطني وهاكم كلماتها :
رفيقَ دربي يا حذائي
يا يدي اليُمنى
تراكَ قد شَبّثْتَني بالأرضِ يا
أوفى مِنَ التجّارِ يومَ النكبةِ المُرّةْ
معًا
أسيرُ حيثُ تبغي
بَيْدَ أنّي لا أُريدُ المشيَ نحوَ الشّرقِ
قد جرّبتُ أهلَ الضّادِ في الماضي بلا جدوى
وما الجدوى من الماضي سوى درسٍ
يُعيدُ لي صوابي من جَديدٍ، فاغِرٍ
فمَّ الأمامْ؟
لا شرقَ في الشرقِ
أيا نعلي
فلا تمشِ وقِفْ!
يكفيكَ أنّي عارِفٌ كَسري الذي
طيَّبتُهُ، حتّى أُطِل كيفما أريدُ
أو يُريدُ لي
معنى التّمامْ
أرجوكَ لا تفهَمْ ندائي عكسَ ما أعني؛
لا تلتَفتْ للغرب إن شَبَّ الغياب
ها وُجهَتي في أنَّني ابنُ المكانِ قاعِدٌ
دربي ثباتٌ في الخُطى
لا في الكلام
***
رفيقَ دربي يا حذائي
هذهِ الأرضُ التي صارت يتيمَةً، تقولُ لي:
فقدْتُ كلَّ من جرّبتُهم بالأمسِ مرّاتٍ
فلا تقسُ عليّ
دُس فوقَ ظهري
علَّ مِن وقع الخُطى أُحسُّ أنّي
لستُ وحدي ها هُنا
لا يسعِفُ الموّاتَ إلاّ صحوةٌ
تأتيهِ من أيدي طبيبٍ عاطِفيِّ الأصلِ
من أهلي، فلا يُجديكَ
إلاّ أنتَ لا بَدَلَكْ
***
رفيقَ دربي يا حذائي
يا الذي قد علَّمَ الأشعارَ أن تمشي
وأن تمحو الشِّعاراتِ التي أودَتْ
بمن صاحوا سدى
تبًّا! لكلِّ الرّافِعينَ رايَةً بيضاءَ
لا عوْدٌ بلا تيهٍ
ولا شعري نواحٌ مصطفى
***
رفيقَ دربي يا حذائي
يا رؤى ابن غزَّةَ التعبانِ من عطفٍ
بلا معنى، ولا حسٌّ لِمن جرّبتَ عندَ الجدِّ
قد يجديكَ أنَّ الدربَ دوّارٌ
فلا تحزنْ عَليكْ
إنّي أراكَ في حَريقِ الأرضِ
تخبِزُ الرَّغيفَ من رَمادِ بيتِكَ المهدومِ
أنتَ لا سِواكْ
في حلكَةِ الأيام صِح:
يا أيّها الليلُ الغبيُّ
لا تُجَمِّعْ ما لِهذا اليومَ من ساعاتِهِ
في جيبِكَ المفتوحِ
ها لنا غدٌ أمامَ أمسٍ مُفعَمٍ بالشمسِ
أي:
لن أسهَرَكْ
***
رفيقَ دربي يا حذائي
ها هو التاريخُ يطوي صفحَةَ الغيتو
كأنّي صفحَةٌ أخرى
بياضي ناصعٌ
يُغريهِ
كي يكتُبَ ما يَشاءُ عن حالي
بحبرٍ من دَمي
وما دَمي دوني؟
أنا النّابِضُ فيهِ لا سِوايَ
فِيَّ لي قلبٌ بلا ضعفٍ
فلا تكتبْ على نبضي هُراءً
كي تراني دفتَرًا
لن ينفَعَكْ
***
رفيقَ دربي يا حذائي
يا أخي من أمِّيَ الأخرى التي
أسكنْتُها دارَ الثَّباتِ الفذِّ في سقف الجَليلْ
فنارُ عكّا يغمز البحرَ الذي قد هجَّرَ المَنفيَّ
كي يُعطيهِ درسًا في الصّمود
سفينَةُ الماضي لها عينٌ على عكّا
ومرسى، من عِنادي ينتهي فيه العويلْ
عكّا كَيافا، أو كَحيفا؛ أختُها
في اللّفظِ أو في الصبرِ
إن صحَّ الذي قد قاله الجرحُ الجميلْ
غَدي هُنا، لا في مَكانٍ آخرٍ
أمشي وأمسي لا يُباعْ
تيهي هنا
رشدي هنا
بيتي هنا
بابي هنا
سقفي هنا
قبري هنا
أرضي، وأرضُ الكلِّ من حولي فضاءاتٌ
لها أسمى من الأعلى فلا أبكي
ولا كَرْمي مَشاعْ
***
رفيقَ دربي يا حذائي
جولَةٌ في النِتِّ تكفي كي تَرى
ما قد هوى
من كَومَةِ العُرْبِ السُّدى
باللهِ لا تمدَح زَمانًا قد مضى
سيّانِ ما يجري لَنا
وما تفاخرنا بِهِ من نُكتَةٍ
في الأندَلسْ
هذا الزّمانُ ابنُ الزِّنى، لا يُشتَهى
باللهِ موّتني، وَرجّعني إلى حظٍّ سليمٍ
كي أعيشَ مرَّةً أخرى
ولكن!
بعدَ أن يفنى بكاءٌ
صارَ جزءً من تُراثِ النّايِ في أعراسِنا
باللهِ أسمعني كَمنجاتٍ بِها
عزفٌ، على خيطِ الأمل
رقصي أمل
صمتي أمل
أمّي أمل
ابني أمل
غربي أمل
شرقي أمل
فوقي أمل
تحتي أمل
كلّي أمل
كلّي وكلُّ النّاسِ من حولي هُتافاتٌ
إذا ما ضيَّعَتْ أصواتها يومًا
تُسمّى في المدى؛
صوتَ الصدى المبحوحِ بل
تُدعى الأمل