* الصفحة القاتمة من تاريخ الشعب الفلسطيني من جهة فإننا أيضاً ننحني أمام الصمود الذي أبداه ابناء المخيم
مرت ثمانية أعوام على " معركة جنين " أو " جنينغراد " كما ستبقى منخرطة في ذاكرتنا الوطنية، ذاك التوغل العسكري الإسرائيلي لمخيم جنين بأبشع صوره وأشكاله، في مواجهة دموية بدأت في مثل هذا اليوم من عام 2002 واستمرت نحو عشرة أيام ، راح ضحيتها العشرات من الفلسطينيين وكما أشارت منظمات حقوق الإنسان ومنظمات دولية أخرى أن القوات الإسرائيلية أثناء إدارة عملياتها في مخيم اللاجئين قامت بإرتكاب أعمال القتل العشوائي، واستخدام الدروع البشرية، والاستخدام الغاشم للقوة، وعمليات الاعتقال التعسفي والتعذيب، ومنع العلاج الطبي والمساعدة الطبية للجرحى والمصابين.
وإذ نستذكر هذه الصفحة القاتمة من تاريخ الشعب الفلسطيني من جهة فإننا أيضاً ننحني أمام الصمود الذي أبداه ابناء المخيم رغم الثمن الباهظ الذي دفعوه من جهة أخرى، وكنا في الحركة العربية للتغيير قد دخلنا المخيم أثناء الاجتياح مما كلفنا رفع حصانتنا البرلمانية، ورأينا مشاهد لا بد أن يُحاسب عليها التاريخ كل من ارتكب هذه الجريمة البشرية، تخليداً لذكرى شهدائها. وقد تشرفت انذاك بتقديم العلاج لعدد من المصابين الابطال.
فتحية إباء لهذا الشعب، ووسام شرف على صدر هذا المخيم ، ونهضة لا بد منها من قلب التراب والرماد والدمار والدم ، كما نرى النهضة والصمود في مدينة جنين اليوم التي تقدم للعالم مثالاً يحتذى به في بناء الذات من جديد، وهكذا سيبقى مخيم جنين سطراً هاماً من سطور تاريخ القضية الفلسطينية يؤكد أنها قضية عادلة يتحمل مسؤوليتها كل العالم بمؤسساته ودوله وأنظمته.