* الامسية تضمنت فقرات فنية وأغاني تراثية شعبية رائعة أضفت رونقا شعبيا عرقيا على أجواء الامسية
* ضيفة الشرف في الأمسية عضو الكنيست حنين زعبي وعدد من النساء العاملات في مجال حقوق المرأة
* النكبة هدمت مجتمع وبنت دولة على أنقاض شعب ونحن نحاول ان نعيد بناء هذا المجتمع من خلال نضال مثمر وناجع ووطني المرأة والام هي جزء لا يتجزأ من هذا النضال
بمناسبة عيد الأم ويوم المرأة العالمي نظم التجمع الوطني الديمقراطي، في باقة الغربية واتحاد المرأة التقدمي مساء أمس الأحد في قاعة ليالينا في باقة الغربية، أمسية ثقافية شعبية شملت العديد من الفقرات والحلقات بمشاركة المئات من الأمهات من مدينة الغربية والمنطقة.
وقد تحولت ساحة الاحتفال إلى باحة بكاء من قبل المشاركات والأمهات وذلك اشتياقا لأبنائهن وأقربائهن الشهداء والأسرى، وذلك خلال فقرة تكريم عائلات شهداء هبة القدس والأقصى في مستهل الأمسية.
حيث تم تكريم أمهات الأسرى الأربعة من باقة الغربية الذين يقبعون خلف القضبان منذ حوالي 27 عاما، بالإضافة إلى تكريم والدة الشهيد رامي حاتم غرة من قرية جت الذي استشهد في انتفاضة الأقصى في إحداث أكتوبر من عام 2000. وقد انهمرت الدموع من أعين أمهات الأسرى والشهداء لفترة طويلة استمرت حتى نهاية الحفل اشتياقا وحزنا وألما على الفراق.
وكانت ضيفة الشرف في الأمسية عضو الكنيست حنين زعبي وعدد من النساء العاملات في مجال حقوق المرأة، حيث هنأت زعبي في كلمتها جميع الأمهات بهذه المناسبة مشددة على أن الأم والمرأة يجب أن تأخذ كامل حقوقها كأي فرد في المجتمع، لأنها تشكل نصف المجتمع.
المرأة هي جزء لا يتجزأ من النضال
وتوجهت زعبي خلال كلمتها إلى امهات الشهداء والأسرى بالصبر والثبات على الحق والثبات على نصرة القضية الفلسطينية وعدم الاستسلام رغم فقدان فلذات الأكباد.
وقالت عضو الكنيست حنين زعبي عن الأمهات :"هنّ الأم الحنون، والمرشد المشكور هنّ العزّةُ للوطن والفخر للأمّة والتاج على الرّؤوس، وألف ألف كلمة شكر لا تفيهنّ حقهنّ، في يوم الأم، لا بد من الإضاءة على دورها وأثره في المجتمع الذي لا يصلح إلا بصلاحها.
ان النكبة هدمت مجتمع وبنت دولة على أنقاض شعب ونحن نحاول ان نعيد بناء هذا المجتمع من خلال نضال مثمر وناجع ووطني المرأة والام هي جزء لا يتجزأ من هذا النضال وهذا التحدي من خلال تربية جيل مكافح مثابر لنيل حقوقه وبناء وطنه".
أما الحاجة فريدة دقة أم الأسير وليد دقة فقد قالت لموقع العرب وهي تبكي وعيناها تدمع :"بدمعة الأم التي تشتكي فيها إلى ابنها بجروح القلب المثقل بالوجع والأنين بطول الفراق وفقدان الأحبة، بالصبر الذي رافقني منذ أكثر من 27 عاما وأنا أرى ابني الأسير وليد من وراء الزجاج انه شعور لا أتمناه لأي أم انه الشعور بالألم والحزن والفراق بالرغم من أنني أراه من وراء الزجاج لكن طمعي وحلمي أن المسه واحضنه وأعطيه حناني الذي طالما غاب عنه منذ سنوات عدة بدون أي ذنب ارتكبه، إنني فخورة به وبأمثاله وهو رمز للقيادة ورمز للتضحية والعطاء انه ابني الأسير وليد دقة الذي دائما وأبدا صورته أمامي ". واضافت:" لست من الذين يربطون طاعة الأم بالمناسبات، لأن الأم أعظم من أن يخصص لها يوم للطاعة، لكني لا أنكر أن يحتفل الأبناء بأمهاتهم في عيد الأم ، وأن يعبروا لهن عن فرحتهم بهذا اليوم بهدية بسيطة، بقبلة حب أبدي، برسالة عرفان بخط الأبناء والبنات". وتابعت:"جميل أن تشعر الأم بأن لها عيد يحتفل به العالم كله، والأجمل أن تكون الأم في مقدمة اهتمام الأبناء والبنات في كل الأيام لكن هذا الاهتمام وهذه الفرحة غائبة مني بغياب الاسير وليد الموجود وراء القبضان في السجون وهو ليس إلى جانبي من هنا انا جدا حزينة ومتألمة في هذا اليوم الذي يحتفل الابناء مع امهاتهم في عيدهن السنوي لكن غياب وبعد وليد عني يجعلني احن الى حنين الام وحب الابن للام هذا الغياب لوليد عني يجعلني حزينة في هذا اليوم ولست سعيدة مثلما تراني اليوم ابكي واعينني تردف دمعا وقلبي موجوع وحزين ببعد وليد عني".
الشهداء قدموا لأمهاتهم دية لا يبليها الزمن
اما ام الشهيد رامي غرة من قرية جت والتي صعدت للتكريم على منصة الاحتفال ونزلت عنها والدموع لا تفارقها وهي تذرفها على فراقها ابنها الشهيد رامي غرة والذي كان شهيد انتفاضة الاقصى 2000، وقالت بعينين باكيتين لمراسل موقع العرب وصحيفة كل العرب، في كلام حزين ومجروح :" إنني فخورة بأبني رامي غرة وبكل الشهداء الأبرار الذين قتلوا بدم بارد فقط لأنهم حاولوا أن يسمعوا صوتهم وان يدافعوا عن قضيتهم وحريتهم وعدم الاعتداء على مقدساتهم اقول في هذا اليوم الذي انا محرومة فيه من تهنئة بعيد الام من رامي، وحنين الام لابنها في عيد الام اقول، فكل الأبناء يقدمون لأمهاتهم هدايا قابلة للاستهلاك، إلا ابنك فقد قدم لي هدية خالدة لا يبليها زمان ولا يستهلكها إنسان ، قدم لي هدية غير كل الهدايا، روحه الطاهرة تخلدني معه في الفردوس الأعلى ، وتجعلني قدوة لكل الأمهات الصابرات في الدنيا والآخرة.
فلكل امهات الشهداء اقول، لكن جميعا يا صابرات يا ما قدمت ابنائكن في سبيل مجتمعنا ووطننا وقضيتنا لكن من كل الأمهات جميع الورود والزهور بكل ألوانها وعطورها، ولكن من كل الآباء التعظيم والتقدير والعرفان، ولكن من الوطن الخلود في تاريخ الأبدي، ولكن من الله جزاء الشهداء يا أم الشهيد".
كما وتضمنت الامسية فقرات فنية وأغاني تراثية شعبية رائعة أضفت رونقا شعبيا عرقيا على أجواء الامسية.