* النائب د. دوف حنين: في إسرائيل عنصرية مفضوحة وعنصرية التفافية خبيثة
* ألنائب د. عفو إغبارية: إسرائيل دولة لا تحترم نفسها بسبب تعاملها العنصري اتجاه مواطنيها
* النائب شلومو ملا: من ينفي وجود العنصرية في إسرائيل فهو أولاً يكذب على نفسه ومن ثم على الآخرين
* جعفر فرح: يجب العمل على تغيير الوضع السياسي في الكنيست واسرائبل لمدى تأثير السياسيين على مدى استفحال العنصرية في الدولة
بدعوة من ألائتلاف لمناهضة العنصرية في إسرائيل و "اللوبي البرلماني ضد العنصرية"، الذي تأسس مؤخّرًا بمبادرة من النائب د. عفو إغبارية من الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة وبمناسبة اليوم العالمي لمكافحة العنصرية، عقد الثلاثاء في الكنيست، المؤتمر لمناهضة العنصرية المستشرية في الشارع الاسرائيلي، حضره رئاسة اللوبي د. عفو إغبارية وشلومو ملا وكذلك أعضاء الكنيست: د. حنا سويد رئيس كتلة الجبهة في الكنيست والنائب د. دوف حنين وإليزابت سميث القنصل السياسي في سفارة جنوب إفريقيا وعضوي الكنيست نيتسان هوروفيتس وأوريت زوآرتس وممثلين عن 17 من الجمعيات والمؤسسات اليهودية والعربية التي تنشط في قضايا مكافحة العنصرية في إسرائيل.
هذا وتولى عرافة المؤتمر الناشطة السياسية عبير قبطي والممثلة من أصل أثيوبي مسكي شبيرو.
في تقديمها للمتحدثين تطرقت قبطي إلى الأبحاث التي نشرت مؤخرًا في الجامعات وفي الشارع الاسرائيلي بشكل عام والتي تشير إلى النزعات المتطرفة لقطاعات واسعة في المجتمع اليهودي بتصويرهم العرب أنهم جهلة ويميلون إلى العنف وليس من حقهم المشاركة في العملية الانتخابية أو أن يمثَّلوا في الكنيست، معربة في ذلك أن هذه الظاهرة خطيرة ويجب معالجتها.
كلمة النائب د. عفو إغبارية
وفي كلمته الافتتاحية رحّب ألنائب د. عفو إغبارية بالحضور وخاصة بضيفة المؤتمر اليزابت سميث القنصل السياسي في سفارة جنوب إفريقيا في البلاد، مؤكدًا أن الشعب في جنوب أفريقيا عانى الأمرين من العنصرية على مدار سنوات طويلة وتمكن في النهاية من القضاء على نظام الأبرتهايد العنصري باستبسال.
وأكد د. إغبارية أن هذه هي المرّة الأولى التي يقام بها لوبي برلماني لمكافحة العنصرية في الكنيست وقد انضم إليه حتى الآن 15 من أعضاء الكنيست.
وقال د. إغبارية إن إسرائيل دولة لا تحترم نفسها بسبب تعاملها الفظّ والعنصري اتجاه مواطنيها عندما تميِّز بشكل سافر بلون البشرة والدين والعرق، فالإنسان هو أرقى القيم في المجتمع وعلى الدولة أن تمنحه الحرية والدمقراطية والحقوق الاجتماعية والسياسية كاملة، أما في إسرائيل فقد شرّعت حكومات إسرائيل المتعاقبة القوانين العنصرية ضاربة بعرض الحائط كل القيم الدمقراطية والأخلاقية.
ثم قال النائب شلومو ملا أن مواطني الدولة عربًا ويهودًا شركاء في المصير الواحد، لكن من ينفي وجود العنصرية في إسرائيل فهو أولاً يكذب على نفسه ومن ثم على الآخرين.
السيدة اليزبيت سميث تطرقت في كلمتها، الى العنصرية التي سادت في جنوب إفريقيا وقالت لم آت الى هنا لتعليمكم وإعطائكم الوصفة الصحيحة لمحاربة العنصرية في اسرائبل، إذ أن لإسرائيل وضعها الخاص كما لكل دولة وإنما سأطلعكم على التجربة الجنوب افريقية في محاربة العنصرية ومنها باستطاعتكم بناء الإستراتيجية التي تلائمكم . واستشهدت بقول القائد نيلسون منديلا حيث قال:"حقيقة توقع الشجاعة منكم في مواجهة المصاعب، تعطيكم القوة على مدى حياتكم في مواجهة مصاعب الحياة".
كلمة النائب د. دوف حنين
ثم تحدث النائب د. دوف حنين من الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة مؤكدًا أن هناك عنصرية مفضوحة وعنصرية التفافية خبيثة، فحكومة إسرائيل تحرم شرائح عديدة في المجتمع من حرية التعبير عن الرأي ومن حقوقهم الإجتماعية والمدنية اليومية، وتكشف عن عورتها عندما تمرِّر القوانين العنصرية الجائرة مثل قانون وقف الميزانيات عن المؤسسات التي تحرض على سياسة الحكومة المنهجية. ومن هذا المنطلق أصبحت العنصرية في إسرائيل تهديدًا استراتيجيًا لجميع مواطني الدولة عربًا ويهودًا على السواء.
أما المحامية تامي كتسبيان من "تمورا" فتحدثت نيابة عن الائتلاف ضد العنصرية فاقترحت اتباع أساليب نضالية مؤثرة ضد العنصرية المتفشية في إسرائيل بكافة الطرق القضائية والاجتماعية والسياسية، إلى جانب البرامج التثقيفية التوعوية بين الجمهور، من خلال التركيز على الدور الذي ممكن أن تلعبه وزارة التربية والتعليم في هذا المجال.
كما وتحدث ألباحث علاء حمدان من جمعية "سيكوي" عن الدور الذي ممكن أن تلعبه المؤسسات الفاعلة في الشارع الإسرائيلي في مواجهة العنصرية، مؤكدًا أهمية التواصل مع اللوبي البرلماني ضد العنصرية.
ألجلسة الثانية تحت عنوان: "ماذا يمكن ان نعمل لمحاربة العنصرية؟"
هذا وتواصلت الجلسة الثانية من المؤتمر حتى ساعات المساء وكانت عبارة عن جلسة نقاش ومداخلات تحت عنوان "ماذا يمكن ان نعمل لمحاربة العنصرية؟" شارك فيها الكاتب والأديب سلمان ناطور، حيث أكد على مدى تأثير الكلمة واللغة في الحد من العنصرية أو انتشارها وتطرق للبحث والكتاب الذي أصدره في سنوات ال90 عن اليهود الشرقيين والذي يؤكد أهمية الخطاب واللغة في تصميم وبناء المواقف بموضوع العنصرية. ود.هاني زوبيدة من القوس الدمقراطي الشرقي تحدث قائلا:"ثقتي بالقضاء الإسرائيلي ليست كبيرة وقد تزعزعت، إذ أن المحاكم الإسرائيلية لا تتمتع بالاستقلالية التامة وإنما تنجر وراء الجمهور الإسرائيلي وتتأثر بشكل كبير من أرائه.
وأنا اعتبر أن قرار تعويض الطلاب الأثيوبيين على إخراجهم من الروضة فقط لكونهم أثيوبيين يعتبر وصمة عار في جبين دولة إسرائيل". وجعفر فرح ، مدير مركز مساواة لحقوق المواطنين العرب، شدد على أهمية العمل المشترك وعدم رفع الراية البيضاء وأكد على ضرورة العمل على تغيير الوضع السياسي في الكنيست لمدى تأثير السياسيين على مدى استفحال العنصرية في الدولة وأضاف أن المجموعات الأساسية التي تعاني من العنصرية تشك سويا اكثرية واضحة في الدولة وبقي أن نجيد توحيدها كمجموعة مؤثرة . والمحامية عينات هوربيتس، مركز التعددية اليهودية قالت :" العمل لمكافحة العنصرية ضد الأقلية العربية في إسرائيل هي واجبنا جميعا ويجب أن لا تقتصر على المؤسسات العربية ونحن نعمل بشراكة مع مؤسسات عربية لمكافحة ومناهضة التمييز والعنصرية". والمحامي ايتسيك ديسي، مدير مركز طيبكا قانون وعدل ليهود أثيوبيا أكد على أهمية العمل المشترك وان على المؤسسات الناشطة عدم التزام الصمت حيال أي عنصرية اتجاه أي من المجموعات والأقليات في إسرائيل. وهداس زيف، مديرة عام أطباء لحقوق الإنسان قالت:" رغم أن الجهاز الصحي ليس هو الجهاز الأكثر عنصرية في الدولة، الا انه جزء من النظام العنصري، إذ لسنوات طويلة امتنع هذا الجهاز عن فتح عيادات طبية في القرى البدوية الغير معترف فيها في النقب ولم يتغير الوضع لولا توجه الجمعيات الناشطة في المجال لمحكمة العدل العليا التي قررت أن مسألة الصحة فوق مسألة التخطيط والبناء". والمحامية راوية ابو ربيعة من النقب من جمعية حقوق الإنسان في إسرائيل أكدت أن المواطين العرب في النقب يعانون من سياسة نشل وسرقة أراضيهم وحقوقهم برعاية القانون الجائر وهذه سياسة عنصرية وعدم مساواة متواصلة". والمحامي حاتم عياط من جمعية جدار التي تعنى بقضايا توحيد العائلات ولم الشمل، تحدث عن معاناته الشخصية جراء تعديل قانون المواطنة بمنع توحيد العائلات عندما يكون احد الزوجين من سكان الضفة وقطاع غزة.
وتولى عرافة الجلسة، المحامي نضال عثمان مركز عمل الائتلاف ضد العنصرية. ثم اختتم المؤتمر بالتلخيص من قبل أعضاء الكنيست ممثلي اللوبي البرلماني وممثلة الائتلاف د. استر إيلام من المؤسسة النسوية "أحوتي" ممثلة الائتلاف ضد العنصرية قالت في تلخيصها للأبحاث: هذا المؤتمر يشكل نقطة انطلاق تاريخية وذلك بالإعلان عن إقامة اللوبي البرلماني لمناهضة العنصرية لأول مرة في الكنيست وكذلك بخلق نموذج للتعاون القوي بين مؤسسات ومنظمات ناشطة بين الناس والتي تنظمت ضمن الائتلاف لمناهضة.