في اليوم الثامن للحرب الاسرائيلية على لبنان، بدأت تتقلص الحماسة الاعلامية للعملية العسكرية، وخصوصاً إثر إقرار قادة عسكريين باستحالة تحقيق أهدافها، لا سيما القضاء على "حزب الله" وتدمير قدراته
وفي ظل تساؤلات في الصحافة العبرية عن جدوى العملية في ظل "اختفاء مقاتلي حزب الله"، برز الخلاف بين رئيس الحكومة الاسرائيلية إيهود أولمرت ووزيرة خارجيته تسيبي ليفني، على الاتصالات الديبلوماسية لوقف النار
فأولمرت ليس متحمساً لفكرة فتح قناة سياسية بحثاً عن حل للأزمة الناشبة كما تريد ليفني، بل يرى أن من "السابق لأوانه السعي الى تسوية لوقف القتال"، ويميل الى رأي المؤسسة العسكرية القائل بوجوب منح الجيش ما بين 10 و14 يوماً "لتحقيق أهدافه
ومحاولة اغتيال قادة حزب الله"
وقد طرحت تعليقات صحافيين اسرائيليين كبار للمرة الأولى منذ انطلاق العملية، تساؤلات حول جدوى حرب تزرع دماراً ورعباً في اسرائيل ولبنان، ولا تحقق أهدافاً أعلنها قادة الدولة العبرية
ولفتت صحيفة "هآرتس" الى تبدل لهجة الاستقواء والغلو التي رافقت الاعلان عن الحرب، لتستبدل بتصريحات عسكريين عن "وجوب إضعاف حزب الله جدياً"، بعد إقرارهم بأن "القضاء على حركة شعبية ودينية" ليس ممكناً
ووصف المعلق العسكري في صحيفة "يديعوت احرونوت" أليكس فيشمان استهداف اسرائيل البنى التحتية العسكرية للحزب ومحاولات اغتيال قادته بأنها عملية "صيد في الظلام"
وكتب أن ضرب ست منصات اطلاق صواريخ خلال يوم كامل هو "معطى اشكالي"، إذ في حوزة الحزب مئات المنصات، ما يعني أن تدميرها سيستغرق شهوراً
ولم ينجح الجيش الاسرائيلي حتى الآن في توجيه اصابة جدية الى كوادر "حزب الله" الذين "اختفوا"، بحسب المعلق العسكري في "معاريف" عمير راباببورت
كما أن الحزب يواصل عملياته وضرب العمق الاسرائيلي، علاوة على أن ضرب البارجة الاسرائيلية كان "مهيناً وينتقص من الانجازات التي حققناها"
أربعة سيناريوهات لنهاية الحرب
ورجحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أربعة سيناريوهات لنهاية الحرب الحالية هي:
أولاً، اتفاق على وقف النار يشمل إعادة الجنود الأسرى، ووقف الحرب في لبنان وغزة ونشر قوات من الحلف الأطلسي (الناتو) في منطقة عازلة، وإطلاق وزراء "حماس" ونوابها المعتقلين ونزع أسلحة الميليشيات ونشر الجيش اللبناني على الحدود
وثانياً، الغوص في "المستنقع اللبناني"، أي مواصلة الحرب بعد تمسك "حزب الله" بشروطه
وثالثاً، خنوع "حزب الله" من خلال تصفية أمينه العام جسدياً في قصف جوي
ورابعاً، "خطأ قاتل" في قصف اسرائيلي يودي بحياة عشرات الاطفال، ما يُرغم اسرائيل على وقف النار بشروط ليست مريحة مثل اطلاق مئات الاسرى وبالتالي خروج زعيم "حزب الله" منتصراً