الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 14 / نوفمبر 05:02

اخطار تداهم العاملين في الانفاق الغزية بحجة التهريب الارهابي!

أماني حصادية- مراسلة
نُشر: 10/02/10 13:29,  حُتلن: 13:35

* الاستخدام المستهتر في الاونة الاخيرة لهذه الكلمة (الارهاب) يجردها من اي معنى

* الجدار الفولاذي المصري انما غطاء تتدثر بدفئه المكائد الاسرائيلية وتحية ولاء تقدمها مصر الى اسرائيل

استوقفتني مقالة ملؤها الحرقة والغيرة على فلسطينيي غزة المحاصرين, لمراسل الاندبندنت البريطانية في منطقة الشرق الاوسط, روبرت فيسك تنبعث من بين سطورها الهبة مستشيطة تزأر في وجه الظلم العربي المصري المتعاون مع الصهاينة في شد الخناق حتى تكسير اعناق اخوانه وجيرانه من سكان غزة الأبية.

التهريب الارهابي
يكتب فيسك في معرض مقالته معلقا على دور الانفاق في حياة واقتصاد عزة شعبا وحكومة وتداعيات المشاركة المصرية في تكثيف الحصار على القطاع ببناءها "للجدار" الي اعلنت عزمها في بنائه على حدودها مع القطاع منعا لعمليات "التهريب الارهابية". وقد باتت العملة المتداولة في الشرق الاوسط على حد تعبير فيسك هي الجدران الفاصلة الممتدة من كابول مرور ببغداد وانتهاء بالضفة الغربية. اما تعليقه على ما تصفه الحكومة المصرية واسرائيل بـ "عمليات التهريب الارهابية" فحقا يثير الانطباع والاعجاب. يقول, ان الاستخدام المستهتر في الاونة الاخيرة لهذه الكلمة (الارهاب) يجردها من اي معنى, ولكنهم ! –المهربين او العاملين في سوق الانفاق- لحقيقة ابطالا في نظر اخوانهم الفلسطينيين. وافقت معظم منظمات النشاط السلمية الاجنية في الاراضي الفلسطينية على ان الجدار الفولاذي المصري انما غطاء تتدثر بدفئه المكائد الاسرائيلية وتحية ولاء تقدمها مصر الى اسرائيل.

الاوردة الدموية
يردف الكاتب فيقول انه بيد ان الصواريخ والكلاشينكوف والمتفجرات عليها ان تسلك درب الانفاق حتى تصل الى غزة الا ان جل عملها يرتكز على تغذية السوق الغرية واقتصاد هذه البؤرة الصغيرة من الارض التي وقعت تحت الحصار.فعبرها تمر اللحوم الطازجة, والفواكه والخضراوات وحتى سيارات كاملة –مفككة الى اربع قطع- وبطاريات السيارات والشوكولاطة والسجائر والملابس وفساتين الزفاف والالعاب وغيرها. انها الاوردة الدموية الممتدة بين مصر "العربية" وغزة الابية, والتي تمد بالاوكسجين الى اهلها الذين تركوا في دمار حرب يتضورون جوعا.
ان مخاوف اصحاب الانفاق تتعاظم عند الجدار الفولاذي اكثر منه لدى القصف الاسرائيلي لمواقع الحفر والانفاق. اذ يقول احد اصحاب الانفاق في غزة الى فيسك ان القصف الاسرائيلي لم يكن يوما مشكلو او عقبة انما هو مجرد تحد اما الخوف الحقيقي فيهب من الجانب المصري. عندما كان الطيران الاسرائيلي يقصف الانفاق كان من فيها يهرب الى الناحيو المصرية, لان اسرائيل لن تقصف ارضا لمصر على حد تعبيره, ولكن اليوم يصدنا جدار فولاذي عن مثل هذا الخلاص, بل واكثر من ذلك فقد تغرق مصر انفاقهم بالماء فيتهددهم وحش خطر جديد وهو الغرق.

شريان الحياة
وعلى صعيد اخر, يقول فيسك ان الانفاق لتعتبر شريان الحياة الى غزة بعد حمام الدماء العام الماضي بل هو وتجسد النفاق الدولي. فرغم سماح الاتحاد الاوروبي والرباعية لاسرائيل بحصار غزة وعدم سماح مرور الاسمنت اليها بحجة خشية استخدام حماس له بشكل يهدد امن اسرائيل, الا ان حماس بحوزتها ما يكفي ويفيض من الاسمنت. فحماس اكبر مستفيد من الانفاق اذ تجبي 15 المائة من ارباح مدخول الانفاق ما تقدره بعض منظمات السلام الاجنبية بحوالي 350 مليون دولار سنويا. ويسترسل فيسك قائلا, اما فقراء القطاع فتتكفل الامم المتحدة بسد رمقهم اطفاء جوعهم!

خلفية رمادية
ويختم الكاتب مقالته بوصف الافق الممتد امام ناظريه فيقول وفقط على بعد 100 متر تتقدم اسراب صفراء من الاليات المصرية على خلفية رمادية لبدء تدشين الجدار, يرفرف من فوقها العلم المصري, ويقف على ابراج المراقبة جنود مصر العربية – العربية كتبت باحرف كبيرة- يعملون على ضمان بقاء اخوانهم الفلسطينيين العرب- الفلسطينيين العرب كتبت باحرف انجليزية كبيرة كذلك- في مستنقع الحصار في غزة.

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.75
USD
3.96
EUR
4.76
GBP
337603.11
BTC
0.52
CNY
.