- بروفيسور أبو بكر:
* التغييرات "أدّت إلى انخراط النساء في التعليم والعمل وقبول مشاركتهن السياسية كناخبات
* على الأقلية العربية الفلسطينية إتباع وسيلتيّ عمل تسيران معًا: أولاً، الاستمرار بمطالبة الدولة بكامل الحقوق كمواطنين شرعيين متساوين؛ وثانيًا، بناء مشاريع خاصة، لا تعتمد على الدولة
"يعيش المجتمع العربي مرحلة تغيير لم يطلبها، ويبدو أنه لم يكن جاهزًا لها، وإنما أملتها عليه ظروف سياسية وتاريخية عالمية ومحلية، كان أولها النكبة وقيام دولة ذات منحى ثقافي وسياسي غربي وآخرها فرض أيديولوجيا وسياسة العولمة".
هذا ما قالته أستاذة العلوم السلوكية المتخصّصة في الصحة النفسية للمرأة والأسرة، البروفيسور خولة أبو بكر، في حوار خاص وموسَّع ينشر في العدد الثاني من "كتاب دراسات"، كتاب الأبحاث السنوي الصادر مؤخرًا عن مركز دراسات – المركز العربي للحقوق والسياسات.
واعتبرت بروفيسور أبو بكر أن تلك التغييرات "أدّت إلى انخراط النساء في التعليم والعمل وقبول مشاركتهن السياسية كناخبات. ولكن ما زال البطريرك الفردي أو الجمعي في حياة المرأة يناقش سلوك المرأة يوميًا في كل واحد من هذه المجالات الثلاثة. وتدلل الدراسات الأكاديمية المتتالية على وجود حواجز تحدّ من حق المرأة في صنع القرار في المجالات المذكورة بشكل مستقل، أي دون العودة للبطريرك الذي يقرّر لها، وبناءً على متغيرات لديه هو، وعلى الإطار الذي يتوقع منها أن تتحرّك ضمنه".
وردًا على سؤال حول أكاديمية النساء العربيات الفلسطينيات في البلاد، والتماهي بين هوية الباحثة الجندرية وموضوع بحثها، قالت بروفيسور أبو بكر: تعلـّمنا من تجارب رعيل الباحثات الأول في مجتمعاتهن العربية أن عليهنّ ملاءمة موضوع البحث للأطر التي يُسمح لهنّ بالتحرك فيها بحرية ودون وساطة. مضيفة أنه "يجب النظر إلى هذه المواضيع على أنها تكمّل المشهد الذي يبحثها الرجل ويتركز بها غالبًا على فئات ذكورية".
كما تطرّق الحوار إلى كتاب "الجيل المنتصب" الذي يتحدث عن الجيل الثالث للنكبة، والمآخذ عليه، لا سيما عدم إيفاء الجيلين الأول الثاني جقهما، فأكدت البرفيسور أبو بكر أن النخب الفلسطينية كانت دائمًا متميّزة وكل منها قام بواجب سيزيفي جبار ومتميز واستعملت أحيانًا وسائل إبداعية غير عادية لتقديم الخدمة اللازمة للجمهور، وأن كل جيل ركّز اهتمامه بإعادة ترميم مرحلة من الحاجات الفلسطينية التي قامت الدولة الناشئة بتدميرها، وأسهم في ترسيخ بناء قاعدة القيادة وتوسيعها، فجاء الجيل التالي ليقف على منصة أكثر ثباتًا وارتفاعًا من تلك التي وقف عليها جيل القيادة الذي سبقه.
وردًا على سؤال حول رؤيتها لمستقبل العلاقة بين الأقلية العربية الفلسطينية وبين الدولة، رأت الباحثة أن على الأقلية العربية الفلسطينية إتباع وسيلتيّ عمل تسيران معًا: أولاً، الاستمرار بمطالبة الدولة بكامل الحقوق كمواطنين شرعيين متساوين؛ وثانيًا، بناء مشاريع خاصة، لا تعتمد على الدولة، لسدّ الفجوات الراهنة وبناء أسس الحراك الاجتماعي الذي يكفل الانتقال من حال النكوص كأقلية قومية مهمشة ومنكوبة لحال أقلية قومية متميزة.