لا ندري كم منا شعر بطعم عيد الأضحى المبارك ؟؟!!
ربما الأطفال
ربما
لسنا متأكدين
فالأيام التي من المفروض أن تكون احتفالا سماويا – أرضيا مشتركا، تسمو فيها الروح، وتشرق فيها النفس، ويتألق فيها الوجدان، وتنشط فيها الهِمَّةُ، وتنفتح فيها أبواب الأمل على مرحلة جديدة تتغير فيها الأحوال، وتتبدل فيها الأوضاع
طبعا إلى الأحسن
تحولت إلى أيام حداد ونكد ومآسي، لا بسبب عدو ماكر أوقع بنا في لحظة غفلة، ولكن لأننا أصبحنا أعداء لأنفسنا وبامتياز
كنا نعتقد أن أيام العيد ستكون فترة استراحة حتى لأولئك الذين مَرَدُوا على الإجرام والخيانة لكل القيم والأخلاق والأعراف والمبادئ من شباب مجتمعنا ، فَلَمّا لم يفعلوا ، وأصروا على أن يكونوا سببا في افتتاح عدد من ( بيوت الأجر ) في أنحاء متفرقة من مجتمعنا ، عُدْنا – نحن العقلاء – إلى أنفسنا نُحَوْقِلُ ( نقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ) ، وَنَسْتَرْجِعُ ( نقول : إنا لله وإنا إليه راجعون )
وطبعا لم ننس ، من باب القيام بالواجب ، أن نَخِفَّ سِراعا زرافات وَِوِحْدَانا للقيام بما تفرضه علينا ( وحدتنا الوطنية !!! )، و( تكافلنا الاجتماعي !!!) ، و( ضمائرنا الحية !!! ) ، من ( طقوس !!! ) تقديم العزاء في بيوت افتُتِحَتْ كُرْهاً ، لا قضاء وقدرا ، ولكن بفعل ( مجرم ) " معتد أثيم ، عُتُلٍّ ( فاحش لئيم ) بعد ذلك زَنيم ( دعي وشرير ) " ، قرر أن يرتكب جريمته في يوم العيد
لا أكثر ولا أقل
في يوم العيد بالذات ، لا قبله ولا بعده
فَسَوَّلَتْ له نفسه الأمارة بالسوء فأطلق الرصاص الجبان من مخبئه ، فأزهق روحا بريئة ، وسفك دما زكيا ، ونسي قول الله تعالى : ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها ، وغضب الله عليه ، ولعنه وأعد له عذابا عظيما ) ، ونسي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق ،ولو أن أهل سماواته وأهل أرضه اشتركوا في دم مؤمن لأدخلهم الله النار )
المجرمون في مجتمعنا حرماننا حتى فرحة العيد، وبذلوا في سبيل ذلك الغالي والرخيص تفكيرا وتخطيطا وتنفيذا وتمويلا
نجحوا في أن يفرضوا علينا أجندتهم حتى في أكثر أيامنا فرحة، أو هكذا يجب أن تكون، فهل وقف الأمر عند هذا الحد
أولئك استلوا مسدساتهم ( سيوف العز في الماضي ) ، فقتلوا واستباحوا الدماء ، فماذا يفعل آخرون وقد استلوا خناجر غرائزهم وعنجهيتهم وكبرياءهم وعنادهم واعتدادهم برأيهم ، فحزوا بها أو يكادون عنق مؤسساتنا التمثيلية ، ونحروها من الوريد إلى الوريد على مذبح المصالح الصغيرة والأهواء العابرة مهما حاولوا إلباسها مسوح البراءة ، وَيُخْفُوا بشاعتها بأطنان الأصباغ ومساحيق التجميل
لنكن صريحين أكثر
فلطالما اتهمنا إسرائيل وحكوماتها بممارسة الظلم والقهر ضد جماهيرنا العربية ، وهذا – والله العظيم – حق لا جدال فيه ، ولكن كيف لنا أن نتهم الحكومة الإسرائيلية بحل بلدية طمرة مثلا أو المجلس المحلي عرعرة / عارة ظلما وعدوانا ، إن فشلت فيها القوى السياسية المتناحرة أن تصادق على الميزانية ضمن المدة القانونية المحددة ؟؟!! وكيف للجنة شعبية يمكن أن تقوم بعد حل البلديات التوجه إلى النواب العرب لمطالبتهم بالضغط على الحكومة لإنهاء عمل اللجان المعينة ، وإجراء الانتخابات الديمقراطية في هذه البلدات العربية ؟؟؟!!! ألن نصبح أضحوكة في أعين الآخرين ؟؟!! هذا ما سيكون على وجه التحقيق إن فشلت القوى السياسية في طمرة وعرعرة / عارة في تجاوز الأزمة الحالية ، والاتفاق على عملية إنقاذ لبلدياتهم قبل أن يقدموهما على طبق من ذهب لتجار وزارة الداخلية وأزلامها
من غير أن نعقد أية مقارنة بين الحالتين ، لنا أن نسأل : إذا كان أولئك ( الزعران !! ) من أبنائنا قد ارتكبوا الجرائم ضد أبرياء محددين في قرانا ومدننا، ألا يجب أن تخجل قوانا السياسية وهم الطليعة العاقلة في كل مجتمع أن تكون سببا في ( قتل !!! ) بلد بأكملها بسبب عناد أجوف يمنع من اتفاق يجنب بلدياتنا الحل ، ويمنع استجلاب ( حكام عسكريين !! ) لحكمنا من جديد ؟؟!! أليس فينا يا عرب رجل رشيد ؟؟!!!