* عادل صبري صاحب متجر في الناصرة موجها الكلام لكم احبائي :" تعالوا زرونا"
تجولت في سوق الناصرة عليّ أجد من يحدثني عن فرحة العيد وبهجته ، فرغم الاوضاع الصعبة التي يمر بها رب العائلة الا انه يجد نفسه مجبراً على تحقيق طلبات عائلته واطفاله ليرسم البسمة على محياهم ويشعرهم بفرحة عيد الاضحى المبارك. دخلت السوق القديم في الناصرة من منطقة الكازانوفا.
لاكون عند اول محل تجاري في السوق فقابلت كامل خمايسي صاحب بوتيك السنابل في السوق فعندما رأني امسك الة التصوير والتقط الصور تعجب وضحك فشدتني هذه الابتسامة لكي ادخل اليه واسأله عن سر ابتسامته فقال:" ابتسم لانني قمت بتخفيض الاسعار الى الحد الادنى وكما ترى فلا يوجد زبائن ولكن الحمد لله فان هذا العيد افضل من الذي سبقه من ناحية مشتريات، وانا اشعر مع زبائني فالوضع الاقتصادي مزري ولكن ما باليد حيلة قرب العائلة يجب ان يقوم بشراء ولو الشيء القليل ليفرح قلب طفله وبيته ".
اكتفيت بهذا القدر من الحديث مع خمايسي ولكن لم اكتفي بالتجوال في السوق وبين المحلات ولكني لمست روح الهجرة والوحدة عند اصحاب المحلات فكنت ارى اصحاب المحلات وقد جلسوا امام متاجرهم يضربون كف بكف وينتظرون الفرج ، فقد مررت امام متجر عادل صبري وقد وجدته قد جلس على مدخل المحل ويدخن سيجارته بتروي وصبر فلم اعر الامر اهتماماً واكملت مسيري ولكني ومن طبيعت عملي فحب الاستطلاع قد شدني للرجوع اليه بع حوالي الربع ساعة لاجده على نفس الجلسة فسألته عن الوضع الاقتصادي فقال صبري:" الوضع الاقتصادي صعب جداّ، وكلنا يعلم ان جنين والخليل قد فتحت ابوابها وكل الزبائن يتقون الى جنين لكي يقومون بجولة شرائية من هناك". بدأت علامات الاحباط ترتسم على وجهي من هذا الكلام الذي اسمعه من تجار سوق الناصرة صاحب التاريخ العريق ، لكنني لم ايأس واكملت تجوالي فقال لي احد المارة ويدعى محمد ابو الحلو :" ماذا تصور فالوضع الاقتصادي تعبان". وابتسم ابتسامة صفراء تدل على مدى حزنه على هذا الوضع الكئيب ولكنني اكملت تصويري لترون اعزائي وضع سوق الناصرة عشية عيد الاضحى وكما قال عادل صبري صاحب متجر في الناصرة موجها الكلام لكم احبائي :" تعالوا زرونا".
الشارع الرئيسي في الناصرة: تفاؤل حذر
في الشارع الرئيسي كانت المتاجر ومحلات الألبسة والأحذية مزينة لاستقبال العيد. ومن خلال تجوالي ودخولي عدد من المحلات أخذت انطباعا بأن قسما من التجار ما زال متفائلا بأن تكون الحركة التجارية في العيد نشطة. وقد قال لي أحدهم:" لقد استعدينا بالشكل الملائم وأحضرنا كل أنواع البضائع واعتقد اننا كتجار وفرنا كل ما يلزم للمحتفلين بالعيد".
صاحب ملحمة في الناصرة قال لي إن اللحوم الطازجة هي أهم ما يبحث عنه المحتفلون بالعيد في يومنا، قبل الملابس والاحذية والهدايا والأغراض الاخرى. " سأبيع لزبائني لحما طازجا لأن العيد ومائدته والاحتفال على طاولة واحدة في أجواء من الألفة والمحبة والمودة لا تجمعنا كثيرا في هذا الزمان هو أهم شيء برأيي" يقول صاحب الملحمة. أما بالنسبة لتوقعاته فقال:" أتوقع ان يكون العيد في هذا العام أفضل من العام الماضي على جميع المستويات. فالتجارة تحسنت في الناصرة والسياحة في ارتفاع ".