تـَمَهَّل ْ قليلا ً وانتظـِرْ
سَتأتي بِكَ الأيام ُ بالخبَر ِ اليَقينْ ،
إنْ كـُنت َ صَبورا ً فاستـَمِع ْ
لِقصًّة ِ جائع ٍ في الوَطـَن ِ الحَزين ْ
في يَوْم ٍ مِن أيام ِ البَرْد ِ الشديد ِ
أحْجَمَتِ الشـَّمْسُ عنِ البُزوغ ِ
وَجَرى النـَّهْرُ بَيْنَ السُّهول ِ
يَجْرُفُ الأشجارَ والأقذارَ
ويُهدِي البَحْرَ أكواما ً
مِن ْ وَحْل ٍ وَطـِين ْ
تـَلَوَّثَ الماء ُ
وَاحمَرَّ وَجْهُ البَحْر ِ
وَهاجَرَت ِ الأسماك ُ بعيدا ً ،
رَمى الصّيادُ شِباكـَه ُ
فـَتـَوَحَّلـَتْ خـِيطانُها
وأوقـَعَتْ في الشـَّرْك ِ صاحِبَها
وَكاد َ أنْ يَلقى الهَلاكْ
نـَجا الصَّيّاد ُ مِن ْ غـَضـَب ِ البَحر ِ
وَعاد َ بائِسا ً يائِسا ً
بِخـُفـَّيِّ حُنـَيْن ْ ،
عادَ يَنـْدُبُ حَظـَّهُ المَشؤومْ ،
يّشـْتـُمُ النـَّهرَ والبَحْرَ
وقـَساوَة َ اليَوم ِ اللعينْ
انتـظرَ الصّيادُ صَفاءَالجَّوِّ
فأشـرَقتِ الشـَّمْسُ وَهَّاجَة ً
وَهَدأ النـَّهْر
وازرَق َّ لـَوْن ُ البَحْرْ
وَهذِهِ المَرَّة
عاوَدَ الصَّيّادُ الكـَرَّة
فـرَمى الشِباكَ في المِياهِ الدَّافِئة
والرِّياح ِ الهادِئَة
فـَاصْطادَ ما يَكفيهِ
وَيَكفي العائِلة
قوت َ يوْم ٍ أو يومَيْنْ
هَرْوَلَ الصَّيّاد ُ الى البَيت ِ مَسْرورا ً
يُغاز ِلُ النـُجومَ
وَيُضاحِكُ النـَّهرَ والبَحْرَ
وَيَحمِدُ اللهَ
باعِثَ الكـَوْن ِ
وَواهِبَ الأرزاق ِ
للناس ِ أجْمَعين ْ