زار أصدقاء جمعية "ديرتنا" نهاية الاسبوع الماضي، قرية السنديانة المهجّرة في منطقة الروحة
وشارك في الزيارة أكثر من 30 ناشطاً من مختلف الأطر
يذكر أن جمعية "ديرتنا" تنظم زيارات دورية للقرى المهجرة وذلك في نهاية أول أسبوع من كل شهر
وتهدف هذه الزيارات إلى تقوية المعرفة لمواقع القرى المهجرة ومعالمها
ويقوم الدكتور مصطفى كبها المحاضر في الجامعة المفتوحة وجامعة بئر السبع في إرشاد الجولات حيث تقدم للمشارك أهم المعلومات حول مساحة القرية وامتدادها العمراني، مسميات الأحياء والحارات والمناطق وكذلك نبذه تاريخ القرية المعاصر وخاصة النصف الأول من القرن العشرين
وفي قرية السنديانة قام المشاركون بالجولة بزيارة لموقع مقبرة القرية وموقع المدرسة الابتدائية التي ما زالت تحرسها شجرات السرو التي زرعها تلاميذ المدرسة بالإضافة لبعض بيوت وجهاء القرية ومساطب مقهى القرية والمسجد المهدوم
ويقول الدكتور مصطفى كبها إن بيوت القرية بقيت واقفة في مكانها حتى عام 1968 عندما تم هدمها ،كما يبدو، لمنع سكانها ، الذين تواجدوا في مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية، من زيارتها
تعتبر قرية السنديانة من أهم قرى المنطقة الغربية من بلاد الروحة
بلغ عدد سكانها ،عشية النكبة، قرابة 1550 نسمة ومساحة أراضيها قرابة 15000 دونم
من أشهر عائلاتها البواقنة والنزازلة والسوالمة والزيادنة والسراحنة والجانم وأبو لبدة وعصفور والزيدي والمصاروة
وقد كانت القرية قرية نشطة في ثورة 1936 - 1939 حيث كان منها صبري الحمد عصفور قائد فصائل الثورة في منطقة الروحة وأحد نواب القائد يوسف أبو درة
وأضاف الدكتور كبها أن السنديانة أحتلت من قبل قوات تابعة لمنظمة الإيتسيل في الثاني عشر من أيار 1948 وقد كانت ضمن خمس قرى (السنديانة ، بريكة ، صبّارين ، أم الشوف وخبيزة ) شملتها عملية عسكرية انطلقت من زخرون يعقوب وبنيامينا بهدف إخضاع تلك القرى وتهجير سكانها
لوحظ الانفعال على وجوه المشاركين في الزيارة عندما وقفوا قرب موقع المدرسة ونظروا باتجاه منطقة وادي عارة حيث تظهر بوضوح مدينة أم الفحم وعرعرة ومعاوية وعين السهلة والعريان وكفر قرع وبرطعة وأم القطف
وقالت إخلاص بشر من الفرديس وهي مهجرة من قرية أم الزينات في الكر مل إنها بدأت تفهم ما معنى منطقة الروحة وكيف تترابط البلدات والمواقع مع بعضها البعض
وأوضحت روضة غنايم من باقة الغربية إنه بعد سنوات من الزيارات والبكاء على أطلال القرى المهجرة، قد تمكنت من تجاوز المرحلة العاطفة الوجدانية وأنها تأتي لهذه الزيارات من أجل المعلومات ومن أجل التعرف على القرى بشكل علمي ومفصل
وعبر محمد يونس منظم الزيارات عن ارتياحه لتشكل نواة من المهتمين يشاركون في معظم الزيارات والتي أصبحت تقليداً شهرياً لأصدقاء "ديرتنا"