* الكاتب : تركيا تعتمد سياسة طامعة ممتعضة وساخطة في ان واحد مع اوروبا العلمانية الرافضة لانضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي
* انتقد اردغان مواقف الرئيس الفرنسي ساركوزي اثر اعتراضه انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي
تحدث مراسل صحيفة الغارديان في اسطنبول, روبرت تيات عن سياسة الخارجية التركية المزودجة شطرها الاول يعنى بالغرب والاخر بالشرق. وذهب الكاتب في غمار خلاصة تحليله الى ان حكومة اوردغان الاسلامية تعتمد سياسة المحاباة والصداقة صوب الشرق وبالاخص جمهورية ايران الاسلامية ورئيسها احمدي نجاد الذي جاء وصف اوردغان له بالصديق الحميم ليؤكد طيب العلاقات التركية الايرانية. في النفس الوقت, يقول الكاتب ان تركيا تعتمد سياسة طامعة ممتعضة وساخطة في ان واحد مع اوروبا العلمانية الرافضة لانضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي.
يقول الكاتب ان تصريحات اوردغان المستمرة منذ الاشهر الستة الماضية التي تصف احمدي النجاد بالصديق لاقت تجهما ودهشة في صفوف كثير من القادة والساسة الاوروبيين الا ان الامر كان متوقعا لدى الفئة العلمانية المعارضة في تركيا لقيادة حزب العدل والتطوير الاسلامي لزمام الحكم في تركيا. فهؤلاء وصفوا اوردغان واحمدي النجاد على انهما متشابهان فكلاهما من خلفية متدينة بسيطة (فقيرة) استقطبوا الدعم والشعبية لمقدرتهما الحديث بلغة الشارع البسيطة. ولطالما حذرت المعارضة العلمانية في تركيا من ان جذور اوردغان الاسلامية ومحبته للشرق كانت اساس سياسته الخارجية.
اعرب الكاتب دهشته بطريق تهكمية لدى وصف رئيس الوزراء التركي احمدي النجاد الذي يراه معظم قادة الدول الغربية على انه محط اهتمام وريبة, بالصديق, فيما انتقد اردغان مواقف الرئيس الفرنسي ساركوزي اثر اعتراضه انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي. فقال ان تركيا كانت تتمتع بعلاقات طيبة مع فرنسا في ظل حكم الرئيس السابق شيراك غير ان الحال تبدل في عهد ساركوزي.
قال اوردغان ان الاتحاد الاوروبي شجب قوانينه ومبادئه التي وضعها برفضه لانضمام تركيا. وان تركيا كانت تهدف من وراء انضمامها الى الاتحاد الى بناء جسور من العلاقات الطيبة تربط العالم الغربي الاوروبي بالعالم الاسلامي لتعكس محاسن ومناقب هذه الامة الحنيفة التي يعتمدها 1.5 مليون مسلم في انحاء العالم.
يركز الكاتب على صداقة تركيا وايران قائلا ان المعاملات التجارية بين البلدين لعام 2007 تلخصت بما يقارب 5.5 مليار استرليني وان طيب العلاقات بين البلدين تجلى من خلال مسارعة الجانب التركي على راسه اوردغان والرئيس التركي عبدالله غول في تقديم التبريكات لاحمدي النجاد فور الاعلان عن فوزه في الانتخابات الرئاسية الاخيرة, يونيو الماضي. علما بالاحداث المضطربة وتظاهر المعارضة وقلق الجانب الغربي من نزاهة الانتخابات ومن سوء معاملة المعارضين.
كما واشار اوردغان ان موضوع الانتخابات الاخيرة ونتائجها لن تكون على جدول اعمال زيارته الى طهران هذا الاسبوع لان ذلك يشكل "تدخلا" في شؤون طهران الداخلية ما لا يحق لغيرها.
اما على الصعيد النووي فقد نفى اوردغان ان تكون ايران تسعى الى تطوير قنبلة نووية انما بجهودها الى تخصيب اليورانيوم ترمي الى تطوير الطاقة النووية فحسب.
من جانب اخر, تثار شكوك في احتمال تدهور العلاقات التركية بالولايات المتحدة في اعقاب منعها اسرائيل من المشاركة في تدريبات حلف الناتو التي جاءت كاحتجاج للمجازر الاسرائيلية في غزة. الا ان اوردغان يستبعد ذلك بقوله ان اسرائيل لا تنص ولا تخط سياسة الولايات المتحدة الخارجية.
كما وقال رئيس الوزراء التركي في حديثه عن العلاقات التركية الاسرائيلية التي كان قد اعلن وفاتها بعض المقربين اليه, قال ان العلاقات بين البلدين ما تزال حية رغم توبيخه وتقريعه لوزير الخارجية الاسرائيلي الذي هدد بقصف غزة بقنابل نووية.