الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 20 / سبتمبر 16:02

لسنا بقايا شعب -بقلم : محمد كناعنة – أبو أسعد

كل العرب
نُشر: 10/09/09 10:11,  حُتلن: 07:23


معًا نحو إنجاح الإضراب العام في الأول من تشرين أول - أكتوبر

من عادتنا في لجنة المتابعة العليا المناكفة بين الحين والآخر، هذا يقترح وذاك يوافق وآخر يعارض وبشدّة لأن الاقتراح كان من خصمهِ، وقد يكون بمثابة عدوّهِ، هذا الحال ليس جديدًا وهو ليس خافيًا على أحد، فالجمهور يتحدث بما نحاول أحيانًا أن نخفيه تحت السجادة أو خلف فذلكات المرحلة والظروف والاستعدادية والحالة المادية والاقتصادية وما إلى ذلك من أصناف التبريرات غير المبرّرة إلا بصراع ملوك الطوائف، هذا الصراع الذي وصلَ حدًا مُحزنًا ومخزيًا، وهو بالمناسبة ليس قائمًا على فكر ومبدأ، وهو اللهم ليس إلا صراع على "السلطة" ومن يتحكم "بالزر الأحمر النووي".
وعلى غير العادة إلى حدٍ ما اتفقنا هذا العام على إعلان الإضراب الشامل والعام في الأول من أكتوبر- تشرين أول في ذكرى انتفاضة القدس والأقصى، وهذا الإضراب في هذا اليوم بالذات يحمل بطبيعة الحال أكثر من رسالة، من وجهة نظري، ولا يمكن لهذه الرسائل أن تصل إلى عناوينها، وكذا أن تفعل فعلها المنشود إذا لم تقف الأحزاب والحركات السياسية وراء هذه الدعوة بالفعل لا بالقول، وأن تلتف الجماهير العربية الفلسطينية من شمال البلاد حتى أم الرشرش جنوبًا، سلطات محلية ومؤسسات أهلية، مدارس وجامعات، طلاب ومعلمين، عمال وفلاحين، وأكاديميين على مختلف تخصصاتهم، رجالاً ونساءً صغارًا وكبارًا، بدون ذلك لن تصل هذه الرسائل حقًا إلى مبتغاها.
إنّ شرط الممارسة الواعية، ورد الفعل الواعي، والفعل الواعي، ما هي إلاّ مؤشر وعي وطني سياسي أخلاقي يتجاوز حالات اليأس والتيئيس من جهة، ويتجاوز الرقص في حلبة الدم من الجهة الأخرى، وعليه ندعو للتحرك قلبًا واحدًا وبهمة وعزيمة موحّدة من أجل إنجاح هذا المشروع النضالي، - الإضراب العام- برسائله الوطنية الجامعة والموحِّدة، فهذا الأسلوب من النضال ليس هدفًا بحد ذاته وإنما هو وسيلة، ووسيلة ناجعة في مسيرة الشعوب المناضلة والمكافحة في سبيل الدفاع عن ذاتها وعلى درب صون هويتها والحفاظ على كينونتها وانتزاع حقوقها المشروعة، ونحن العرب الفلسطينيين في هذه البلاد نحتاج إلى إستراتيجية نضالية تخدم أهدافنا الوطنية- القومية، هذه الإستراتيجية تعتمد على مبدأ تنوع التكتيك النضالي في مختلف القضايا وخاصة المدني منها، والذي يصب في بوتقة المسيرة الكفاحية على قاعدة أننا "جزء حي وواع ونشط من الشعب الفلسطيني" والأمة العربية كذلك.
وقبل أن نُشير إلى الرسائل التي يحملها هذا الإضراب، نقول إن هذه الدعوة اليوم ليست بديلاً عن الإضراب الذي لم يُعلن في يوم الأرض الخالد ولا الدعوة التي جوبهت بالهجوم الحاد يوم هدم سوق السعدي في مدينة أم الفحم، فحالة الجماهير اليوم كما كانت قبل وبعد يوم الأرض، وكل دعوة من هذا النوع بحاجة إلى جهد ونشاط تحريضي تعبوي جماعي ونعتقد أنّ، وندعو إلى إعلان الإضراب العام في ذكرى شهداء القدس والأقصى ويوم الأرض الخالد من كل عام، على أن يتحول إلى تقليد وطني، وأن يكون يومًًا كفاحيًا في مواجهة سياسة الأبرتهايد والعنصرية المعربدة من قبل المؤسسة الصهيونية الرسمية والشعبية، فهذه السياسة في تصاعد دائم، وليس مقبولاً بقاء فعلنا في دائرة رد الفعل، على المستوى المدني الخدماتي من تمييز في السلطات المحلية والميزانيات وصولاُ إلى سياسة الاضطهاد القومي الهادف إلى اقتلاعنا من جذورنا وسلخنا عن شعبنا وأمتنا.
وبعد... الرسالة الأولى والأكثر وضوحًا في إضراب الأول من تشرين أول – أكتوبر القادم موجهة إلى المؤسسة الصهيونية العنصرية، لنقول: نحن جزء حي وواعٍ من شعبٍ عظيم، ولن نكون إلاّ سواعد نشطة وفعالة في مسيرة البقاء والصمود، وعلى درب الحرية والاستقلال وفي معركة الكرامة والحياة الحرّة الكريمة، ولن تُثنينا عن هذا الدرب تصريحاتكم وتهديداتكم...
والرسالة الأُخرى لجماهيرنا في الداخل الفلسطيني، في الجليل والمثلث والنقب، بأنّ التحديات كبيرة والعنصرية تهاجمنا من كُلِ حدبٍ وصوب، مستهدفة الوجود والتاريخ، والأرض والإنسان، المسكن والحجر والشجر، التعليم والتراث، حرب على الأسماء، أسماء الأماكن – الشاهد والشواهد على جرائمهم – وهذا يتطلب منا الآن، كما دائمًا، الخروج إلى ميادين الكفاح موحدين متكاتفين، فالحق يؤخذ ولا يُعطى، ويوم ذكرى الشهداء هو خير الأيام للوحدة والدفاع عن الوجود والحقوق والكرامة.
نحن لسنا بقايا شعب، ولسنا أيتام على موائدكم أيُها اللئام، نحنُ أصحاب حق وسنبقى نكافح في سبيل هذا الحق، وفي ذكرى الشهداء نقول بأعلى الصوت لن ننسى ولن نغفر.

* أمين عام حركة أبناء البلد
 

مقالات متعلقة

.