*مسيرة جماهيرية حاشدة بمشاركة أهالي الشهداء والمفقودين في نابلس ضد مقابر الأرقام الاحتلالية وتطالب باسترجاع جميع الجثامين المحتجزة منذ سنوات
*النائب محمد بركة:
- في إسرائيل يتذمرون من أنهم لا يعرفون شيئا عن شليط، ولكن هناك مئات المفقودين الفلسطينيين الذين لا تعرف أهاليهم عنهم شيئا منذ سنوات طوال
- إذا إسرائيل تحتج على حقائق الصحيفة السويدية فعليها هي واجب إثبات العكس، ولكن الحقائق أقوى من كل النفي.
شارك النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، اليوم الأربعاء، في مسيرة شعبية حاشدة في قلعة جبل النار، في مدينة نابلس الفلسطينية.
وجاءت هذه المسيرة لتدعو العالم للضغط على إسرائيل لتعيد لمئات العائلات الفلسطينية جثامين مئات الشهداء التي تحتجزها منذ سنوات طوال.
وشارك في المسيرة، التي تأتي ضمن الحملة الوطنية التي أطلقتها الحكومة الفلسطينية لاستعادة جثامين الشهداء، وزير شؤون الأسرى عيسى قراقع، ووزيرة الشؤون الاجتماعية ماجدة المصري ورئيس اتحاد النقابات الفلسطينية شاهر سعد، ومسؤول هذه الحملة الوطنية في الضفة الغربية سالم خلّة، ورئيس بلدية نابلس عدلي يعيش، والنائب السابق والأسير المحرر حسام خضر، والمئات من أهالي الشهداء والمفقودين، الذين رفعوا صور وأسماء ذويهم.
وانطلقت المسيرة من مركز المدينة، في اتجاه مقر اتحاد النقابات في المدينة، بعد أن كانت قد توقفت عند مقبرة المدينة، لقراءة الفاتحة على روح جميع شهداء فلسطين.
وعقد اجتماع شعبي في قاعة مبنى اتحاد النقابات، وكانت الكلمة الأولى فيه للنقابي الفلسطيني شاهر سعد، الذي أكد على الواجب الوطني والإنساني لخوض هذه المعركة، من أجل استعادة جثامين مئات الشهداء، ومعرفة مصير المفقودين، ومنهم من هو مفقود منذ عشرات السنوات.
وكانت الكلمة لممثل رئيس الحكومة الفلسطينية، الوزير عيسى قراقع، الذي قال إنه عدا عن الجانب الوحشي اللا إنساني في هذه المقابر، مقابر الأرقام، التي تحتجز جثامين شهدائنا، فإن هذه المقابر أيضا في وضع مزري لا إنساني عرضة للانجرافات الترابية، وكانت تقارير قد تحدثت عن اختفاء جثامين بفعل دخول الحيوانات اليها، وعبثها بهذه الجثث.
وتوقف قراقع عند التحقيق الذي نشرته الصحيفة السويدية، وقال إن الجثامين التي دفنت في مقابر الأرقام وما تزال محتجزة، هي التي سلبت منها إسرائيل أعضاء أجسادها.
وقال منسق الحملة الوطنية سالم خلّة، إن أبسط حق إنساني هو تكريم الشهداء بما يليق، من منطلقات دينية ووطنية وانسانية، ومن حق كل أم وأخت أن يكون لشهيدها ضريح تبرد جمرة نار حرقتها عليه، وتبلله بدمعتها، لتطمئنه أن دمه لم يذهب هدرا، بل ساهم في تعبيد الطريق نحو اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس المحتلة.
وشدد خلّة على ضرورة أن تكون هذه الحملة الوطنية بداية لحملة أشد، وأن يتم طرح هذه القضية على طاولة المفاوضات المستقبلية، ولكن أيضا أمام الهيئات الدولية للضغط على حكومة الاحتلال لتفجر عن جثامين الشهداء.
بركة: لا يوجد نظام عنصري في العالم وصل إلى حد التنكيل بجثامين الشهداء
وكانت الكلمة للنائب بركة، التي استقبلت بحرارة خاصة من عريف الحفل والحضور الواسع، وقال، في الأسابيع القليلة الماضية شهدنا حساسية إسرائيلية مفرطة في أعقاب ما نشرته صحيفة سويدية من حقائق حول قيام الاحتلال بسلب أعضاء أجساد الشهداء الفلسطينيين على مر السنين، وراح حكومة بنيامين نتنياهو تطالب الحكومة السويدية بالاعتذار عما نشرته الصحيفة، إلا أن الحكومة السويدية رفضت وعرضت على إسرائيل لترد على ما نشر.
وتابع بركة قائلا، إننا نعرف أن حجة إسرائيل ضعيفة، وأنه إطلاقا ليس مستغربا عليها أن تقوم بهذه الجرائم، فاحتجاز جثامين الشهداء، ومن بينهم أطفال منذ العام 1967، كما يتضح من قوائم الأسماء التي تعرض هنا، يطرح الكثير من الأسئلة حول أسباب هذا الاحتجاز، وكما يبدو ويتأكد لنا، أن لدى إسرائيل ما تخفيه عن أهالي الشهداء، كي لا تكشف جرائمها بحقهم، وإذا إسرائيل تنفي الأمر فواجب الاثبات عليها وليس علينا.
واستذكر بركة كيف أن الحكومة الإسرائيلية أعلنت لدى عملية تبدل الأسرى مع حزب الله اللبناني قبل أكثر من عام، كيف أنها أعلنت عن اختفاء جثمان الشهيدة دلال المغربي، وهذا أيضا اختفاء مشبوه، وكما يبدو فإن السبب هو اخفاء التنكيل بجسدها حتى بعد قتلها.
وقال بركة، هل منا من يعرف نظاما عنصريا أو دكتاتوريا في التاريخ الحديث والعاصر، ينكل بجثامين القتلى والشهداء ويسعى لابتزازهم، أي عقلية هذه التي تريد أن تبتز الشهيد بعد قتله، وأي ابتزاز سيكون لعائلة شهيد بعد أن فقدت فلذة كبدها.
وأكد بركة قائلا، إن هذه القضية ليست قضية فلسطينية داخلية، ولا يجب ان تكون مرتبطة بأي مفاوضات أو حوار، بل على إسرائيل أن تفرج عن جثامين الشهداء جميعا دون قيد أو شرط.
وتوقف بركة عند قضية حارقة لا أقل، وهي قضية المفقودين، وقال، إن إسرائيل تتذمر منذ ثلاث سنوات بأنها لا تعرف شيئا عن جندي الاحتلال الأسير في قطاع غزة غلعاد شليط، ولكن ماذا عن مئات المفقودين الفلسطينيين، الذين لا تعرف عائلاتهم عنهم شيئا منذ سنوات طوال، وأليس يحق لعائلاتهم أيضا أن تعرف مصير أبنائها، هل هم على قيد الحياة، أو تم اغتيالهم وهم في معتقلاتها السرية.
وقال بركة مختتما كلمته، إن هذه قضيتنا جميعا، إننا نأتي هنا ليقف الصوت الفلسطيني إلى جانب الصوت الفلسطيني، لنرفع صوتا واحدا، ونأتي إلى هنا من الدم الفلسطيني إلى الدم الفلسطيني لنشهره دما واحدا، فنحن لا نتضامن وإنما شركاء في الهم الواحد.
هذا وكانت الكلمة الختامية لممثل عائلات الشهداء والمفقودين محمد صدقي، الذي أكد على ضرورة استمرارية المعركة.