الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 10:02

سخنين: مسيحيون يصومون رمضان وآخرون يحييون ليلة القدر في المساجد

أمين بشير مراسل
نُشر: 29/08/09 15:30,  حُتلن: 18:12

* الهلال والصليب متعانقان ما يدل على الإختلاط المطلق ما بين المسلم والمسيحي في أطر مختلفة وعديدة

* أبو سهيل يصوم العشر الأواخر من شهر رمضان تضامناً مع المسلمين في هذا البلد الحبيب الذي لا يعرف فيه المسلم من المسيحي ووفاءً بالنذر
* الخوري الايكونوموس صالح الخوري راعي الطائفة الارثوذكسية : بلدنا سخنين بلد تسامح ومحبة من خلال تدينهم وتدين الناس يزيدهم محبة ويزيدهم اخوة وتسامح وكم يكون الانسان قريباً للدين يكون قريباً للأواصر الاخوية

إن يشاركوا المسيحيون المسلمين صيام رمضان قد يبدو أمرا غريبا من الوهلة الاولى ولكن من يعرف المجتمع العربي وخاصيته من السهل عليه أن يتقبل ذلك لأنه أمر ليس فيه أي غرابة فطالما شهدت الافطارات الجماعية والعائلية وجود المسلمين والمسيحيين على المائدة كونهم يعيشون الاجواء ذاتها ويعيش المسلم والمسيحي في نفس الحي حيث يتواجد الهلال والصليب متعانقان مما يؤدي إلى الإختلاط الاجتماعي بالاندماج في إطار التضامن والتوحد والحياة اليومية ما بين المسلم و المسيحي وبالتالي يكون له أثر على الحياة اليومية.

 



الصوم يطهر الجسد ويمحو الذنوب
يؤكد سليمان حنا غنطوس"أبو سهيل" بقدر وافر من الإيمان وبعزيمة كبيرة أنه يصوم العشر الأواخر من شهر رمضان الفضيل إيمانا بالله وكونه قد نذر لله نذراً بعد أن اصيب ابنه الدكتور ماهر بوعكة صحية وفي البداية صام بسبب النذر ،لكنه اليوم لا يحصي مزايا شهر رمضان، فهو يقول "الصوم في رمضان وغير رمضان يطهر الجسد ويمحو الذنوب ويقرب من خالق الكون، رب الديانات الثلاث".

رفعت يداي للسماء واستنجدت بربي
ويسرد "ابو سهيل" ما حدث معه فيقول: "إن حكاية الصوم بدأت قبل سبع سنوات من اليوم عندما اصيب ابني الدكتور ماهر غنطوس بسكتة قلبية حادة ونادى احدهم علي وقال أن ابني سقط ارضاً في مدخل الحي ووجدت عدد من الاطباء من حوله ويحاولون معه لاعادة نبضه وصادف ذلك آخر الايام العشرة في شهر رمضان وكان أيضاً عيد الحانوكا لدى اليهود وايضاً صادف عيد القديسة بربارة كنا نعمل لها رحمة وعندما شاهدت ابني رفعت يدي للسماء متضرعاً ونذرت نذراً مخاطباً المولى عز وجل بأن يشفي ابني وهو يقبل بحكمه وانه اذا شفي سيصوم العشر الأواخر في كل شهر رمضان الكريم وسيقيم حلقة ذكر مولد للنبي الكريم محمد في المسجد ، وفعلاً قد شفي ابنه بدعاء الله واعيد له النبض فباشر بصوم العشر الأواخر في رمضان وعند عودة الابن من المستشفى للبيت طلب من مشايخ البلد ان يقيم حلقة لقراءة مولد نبوي الشريف في المسجد وفعلاً اقيم المولد وتمت قراءته في المسجد وتم توزيع الحلوى عن نيته بهذه المناسبة ومن ذلك العام وحتى اليوم يفي بالنذر الذي نذره في ذلك العام ويصوم العشر الأواخر من شهر رمضان تضامناً مع المسلمين في هذا البلد الحبيب الذي لا يعرف فيه المسلم من المسيحي ووفاءً بالنذر".





صامت رمضان كاملاً وفاءً بالنذر
اما المربية مرفت عوض عواد غنطوس فتقول انها قد صامت شهر رمضان الفضيل بشكل تام وكامل عام 1989 حيث نذرت نذر بسبب مرض شقيقها الذي كان في حالة صعبة للغاية بعد فشل كلوي وتحدثوا عن زرع كلية ورفعت يديها للسماء مخاطبة المولى عز وجل أن ينقذ شقيقها وأنها ستصوم شهر رمضان الفضيل كاملاً شكراً لله وبالفعل عمل الله معجزة معنا وعاد للبيت سالماً واول رمضان مر علينا بعد هذه التجربة الصعبة التي المت بنا قمت بالصوم مع اخواني المسلمين من اول يوم حتى آخر شهر رمضان كاملاً وفاءً للنذر وصادف ذلك ان صوم رمضان قد التقى مع صوم الاربعيني وكانت تصوم كل النهار وتفطر بافطار يقتصر على البقولات وشعرت هي أن صيام بداية شهر رمضان كانت صعبة خاصة العطش والحاجة الماسة للمياه الا ان ذلك لم يثنيها عن الصيام والالتزام بالنذر وفيما بعد اعتادت عليه ومكنها الله واعانها على اتمام الشهر.

رمضان يصنع الالفة بين ابناء البلد الواحد
وتؤكد المربية مرفت غنطوس أن صوم رمضان لم يكن شاقاً ومن يعتاد عليه يجده هيناً مقارنةً مع صيام المسيحيين ، وانها شعرت بالالفة والاحترام من قبل زميلاتها في المدرسة ومن قبل مدير المدرسة والمعلمون وعبروا عن مشاعر التقدير وتمت دعوتها من قبل زميلاتها في المدرسة وحتى اليوم هي تقوم باعداد افطار جماعي لصديقاتها في المنزل وتتم دعوتهن وتصوم في ذلك اليوم ايماناً منها بان الصوم والعمل الصالح هو لله رب العالمين وكون ان الصوم أيضاً هو أمر صحي والجسم بحاجة ماسة للامتناع عن الطعام وخاصة كما هو امر الصيام لدى المسيحين بالامتناع عن اللحوم والزيت والاعتماد على البقولات والخضار والفاكهة.

في رمضان نعرف مدى نعم الله علينا
وتنهي مرفت عواد أن الصوم والالتقاء معاً يزيد اواصر الاحترام والمحبة بين أبناء الشعب الواحد وبين افراد المجتمع وكل منا يشعرُ بأن رمضان يهذب النفوس، ويعودها على نمط معين، يجعل رمضان ان يدرك الفرد نعم الله الكثيرة عليّنا، وحين يشعر بالجوع، يناجي ربه ويدعوه أن يجعل لحظات الصبر هذه في ميزان حسناته.

حبها لرمضان تعلمه ابنائها
وبالنسبة لابنتها غدير فتقول انها زرعت في قلب وفكر ابنيها حب الغير وقامت عدة مرات وعرضت على ابنتها ان تدعو بنات صفها لمائدة الفطور الرمضاني وفي ذلك اليوم تقوم بصيام كامل احتراماص لزميلاتها وتعبيراً منها لمحبتهم خاصة وانهن يزرنها ويتضامن معها في المناسبات الدينية المسيحية ويدخلن الاجواء الرمضانية الرائعة.



غدير المثل الطيب للمآخاة مسلمين ومسيحيين
ولكن هذه المرة في بيتنا كانت الوليمة من نوعٍ آخر فلم يكن المدعو أحد الأقارب إنما كانت صديقة ابنتي المسيحية ،هذه الفتاة تدعى غدير عواد وهي في الصف السابع "اول اعدادي" تبلغ من العمر 12 عاماً،وانها ومنذ أن كانت في الصف الرابع لها صديقات مسلمات تحبهم جداً وقد دعوها لمائدة الافطار الرمضاني ففضلت ان لا تذهب الى الافطار الا وهي صائمة مثلها مثل الطالبات الصديقات الاخريات ممن يصمن وهي تحترم صديقاتها بغض النظر عن دين كل واحدة منهن وحتى انهن لا يعرفن من بينهن من هي مسلمة ومن هي مسيحية لدرجة أن البعض كان يظن أن الصيام عادة اجتماعية دارجة، وليس عبادة مرتبطة بدين، ومن هنا اقتدت غدير بصديقاتها المقربات واللواتي يزرنها في المناسبات الدينية والاعياد وهي من طرفها أصبحت تصوم معهم في اليوم الذي يردن الالتقاء فيه لتناول طعام الافطار الرمضاني شعوراً منها معهم.

الصوم يتجلى في المعاملات
الخوري الايكونوموس صالح الخوري راعي الطائفة الارثوذكسية في سخنين قال:" أن بلدنا سخنين بلد تسامح ومحبة من خلال تدينهم وتدين الناس يزيدهم محبة ويزيدهم اخوة وتسامح وكم يكون الانسان قريباً للدين يكون قريباً للاواصر الاخوية" و"القريب من الله ما بخوف" كما يقول المثل وهناك من الطرفين من يعتمد بعض الطقوس من الديانتين ونحيي كل انسان حسب ايمانه.
وأضاف الخوري أننا في سخنين لا يتمكن اي كان ان يفرق بين المسيحي والمسلم ويعيشون حياة مشتركة والدين هو التقرب من الله ويتجلى ذلك في المعاملات مع الغير وان الله محبة وينكر الذاتية والانانية ويتسامى الانسان بنبل المحبة وهذا ما يجمعنا في سخنين والحمد لله.

الصوم لله وهو وحده يجازي عليه
الشيخ ياسر غنايم امام وخطيب المسجد العمري في البلدة القديمة في سخنين قال:ان ما يقوم به البعض من اخواننا المسيحيين من صوم ايام من رمضان فانه يدل على مدى ترابط العلاقة بيننا منذ زمن بعيد وانا اعرف وكنت شاهداً على عدد من الحالات التي تواجد بها اخوان مسيحيين في المسجد واحيوا معنا في ليلة القدر ويدل كم هي قوة العلاقة فانهم يشاركوننا افراحنا واتراحنا واعيادنا ونحن كذلك نزورهم ويزوروننا في وفود كبيرة تستقطب النظر لاهميتها في ترابط المجتمع السخنيني.
اما بالنسبة للصيام فان اهل الارض جميعاً يعرفون كم هو فضل هذا الشهر عند الله ونحن نحيي هؤلاء الاخوة ونسأل الله لهم القبول وان يعفي عنهم وان يرزقهم ايماناً راسخاً كون ان الصوم اولاً وآخراً لله وهو وحده يجازي عنه وفي رمضان تستجاب الدعوات وكان هذا باب من ابواب الذي يرغبون ان تحققق امانيهم وامنياتهم.







مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.75
USD
4.02
EUR
4.84
GBP
297764.38
BTC
0.52
CNY
.