* سيث فريمان: "لا يعتبر التقرير السويدي بشأن سرقة والمتاجرة باعضاء من جثث من ماتوا من الفلسطينيون في السجون الاسرائيلية, لا سامية بل اخفاق صحافي"..
* رئيس الحكومة السويدي فريدريك رينفيلدت: "ان حرية التعبير جزء لا يمكن فصله عن المجتمع السويدي"..
كتب سيث فريمان مراسل صحيفة الغارديان البريطانية مقالة صباح اليوم في زاوية الرأي انتقد فيها المعالجة الاسرائيلية للنقد, حيث تلجأ في مثل هذه المواقف الى اتهام المنتقد باللاسامية وكراهية اليهود.
يقول فريمان ان الصحيفة السويدية قد نشرت تقريرا ادان القوات الاسرائيلية بالضلوع في سرقة اعضاء من جثث فلسطينيين ماتوا في السجون الاسرائيلية والمتاجرة بها وربطها مع فضيحة تبييض الاموال والمتاجرة بالاعضاء البشرية التي وردت في الصحف الامريكية والتي تتورط فيها اسماء يهودية لامعة في المجتمع الامريكي منذ بضعة اسابيع.
ويستأنف الكاتب حديثه فيقول ان الرد الاسرائيلي على اطر واسعة سواء سياسية كانت او اعلامية من خلال اتهام الصحيفة بلاسمية الصحيفة وكراهيتها لليهود. كما وطالب نائب وزير الخارجية الاسرائيلي الحكومة السويدية اتخاذ خطرات صارمة اتجاه الصحيفة.
اما الجانب السويدي فرد بالتأكيد على حرية التعبير والصحافة. ففيما شجبت السفيرة السويدية نشر مثل هذه الاتهامات دون الاعتماد الى ثوابت وبراهين قال رئيس الحكومة السويدي فريدريك رينفيلدت في حديث له مع وكالة الانباء السويدية: "ان حرية التعبير جزء لا يمكن فصله عن المجتمع السويدي".
ثم يمضي فريمان ليعلق بنفسه على التقرير السويدي بعد الاطلاع عليه فيقول انه ضعيف من الناحية الاعلامية والصحافية, اذ انه لا يرتكز على دلائل وبراهين معتمدة تؤكد صحة هذه الاتهامات التي وجهت الى القوات الاسرائيلية. ولكنه يستطرد بالقول ان صحافة ضعيفة لا تعني بالضرورة لا سامية خصوصا وان الجهة المرتبط بها التقرير هو الجيش الاسرائيلي.
ويوضح انه لامر عادي ومفهوم ان تحتل اخبار جيوش الدول المختلفة مكانا مركزيا في التفطية الصحافية والاعلامية في أي مكان. قد يكون منها ما هو تلفيق وكذب وبعضها الاخر انعكاس لصورة قائمة على ارض الواقعة. ولكن في أي من كلا الحالتين على اسرائيل ان تتعلم كيف تتعامل مع النقد بصورة اكثر بللوغا ونضاجة ومهنية, ذلك اذا ما تزال تطالب العالم ان يتعامل معها كاي دولة من دول العالم الاخرى. وهذا يعنى وقوع انظمتها العسكرية والسياسية والعمومية الاخرى تحت المجهر والتدقيق.
ويقارن الكاتب الموقف البريطاني من النقد الذي ورد في صحيفة الديلي ميرار حيث تم نشر صور تعذيب ملفقة ومفبركة للسجناء العراقيين. لم يرجأ وزير الدفاع البريطاني هذا النقد الى حملة شنت على المسيحية. بل لجا الى خطوات تمكنه من شجب و تفنيد التقرير والصور المذكورة بصورة مهنية ومسؤولة معتمد على براهين وحقائق.
ولكن في حال تتهم اسرائيل بارتكاب جرم ما فهذا دوما يعود الى لا سامية الناقد. فقد قال مسؤولون اسرائيليون ان هجوما عنصريا دبر ضد اسرائيل عندما اتهمت بارتكاب مجزرة في جنين الفلسطينية.
ويختتم الكاتب بالقول انه كان بامكان الاسرائيليين تفنيد التقرير السويدي على قلة ما يرتكز عليه من ادلة وحقائق تقوي اتهامه, بغاية السهولة واظهار براءة الجيش الاسرائيلي. وانه ان الاوان لاسرائيل ان تتعلم كيف ترد على النقد بصورة مهنية وناضجة وعدم اللجوء كل مرة الى "كذبة" اللاسامية ومعاداة اليهود" التي شببها بالراعي الذي لطالما نادى "الذئب الذئب". فلم يعد يصدق احد.