أربعون عاماً مرت على إحتلال المؤسسة الإسرائيلية لشرقي القدس والمسجد الأقصى، تعرض فيها المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس لمسلسل طويل من الإعتداءات، في وقت أخذت الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني ورئيسها الشيخ رائد صلاح على نفسها التصدي لكل المخاطر التي يواجهها المسجد الأقصى ما استطاعت إلى ذلك سبيلا، عملاً لا قولاً وبإرفاد المسجد الأقصى والقدس بمشاريع الإعمار والإحياء، ويظل الأمل يراود كل مسلم وعربي حرّ أن يزول الإحتلال الإسرائيلي عن المسجد الأقصى المبارك، في هذه المقابلة الشاملة مع الشيخ رائد صلاح – رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني - نحاول أن نستخلص عبر الماضي ونتنبه للحاضر ونستقرأ المستقبل آملين أن تلقى زفرات شيخ مهموم آذاناً صاغية تسعى لحفظ المسجد الأقصى المبارك ولإنقاذ القدس الشريف
ما هي أهم المخاطر الحالية التي يتعرض لها المسجد الأقصى والقدس، وهل يمكن التصدي لمثل هذه المخاطر؟
الشيخ رائد صلاح: المخاطر التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك تستهدف مباني المسجد الأقصى وتستهدف الحياة في المسجد الأقصى المبارك، لذلك المخاطر التي تقع على المسجد الأقصى من حيث المباني سعي وإصرار المؤسسة الإسرائيلية بإقامة شبكة أنفاق تحت المسجد الأقصى المبارك، وعملية هدم تدريجي للمسجد الأقصى المبارك، فقبل أشهر وتحديدا في 6\2\2007 م بدؤوا بهدم طريق المغاربة بكل ما يضم من آثار إسلامية، من مدارس من مساجد من أمور أخرى، المؤسسة الإسرائيلية لم تكتف بهذه الجريمة بل هي تسعى لمواصلة جرائم الهدم في المسجد الأقصى المبارك وأبسط مثال على ذلك المناقصة التي كشفت عنها مؤسسة الأقصى والتي تبين ما كتب فيها أن المؤسسة الإسرائيلية تستعد لمرحلة هدم جديدة في طريق المغاربة، الآن هذه عينات من جريمة هدم مباني المسجد الأقصى المبارك، إلا أن هناك خطرا آخر، وهو هدم الحياة اليومية في داخل المسجد الأقصى، من اجل ذلك ها هي المؤسسة الإسرائيلية الإحلالية تسعى إلى فرض سيطرتها الكاملة على كل بوابات المسجد الأقصى المبارك، ها هي المؤسسة الإسرائيلية بدأت تقوم بدور الحراسة للآلاف من السائحين والسائحات الذين يدخلون إلى المسجد الأقصى المبارك شبه عراة ويقومون بحركات غير أخلاقية حركات مشبوة وحركات هابطة، بالإضافة إلى ذلك فإن المؤسسة الإسرائيلية توفر السلاح والحماية لآلاف اليهود الذين بدأوا يؤدون طقوسهم الدينية في داخل المسجد الأقصى المبارك وهذا أمر خطير جدا وغير مسبوق، بدأت المؤسسة الإسرائيلية تحاول أن تسيطر عليه، الآن أمام كل هذه المخاطر التي تتعلق بالبناء والتي تتعلق بالإنسان حقيقة يحب أن يكون لنا الدور الدائم الذي لا نخاف فيه الا من الله تعالى كي نحفظ على القدس الشريف من التهويد وكي نحفظ المسجد الأقصى المبارك
كيف يؤثر الاقتتال الفلسطيني الداخلي، والوضع العربي والإسلامي المترهل على مستقبل القدس والأقصى ؟
لا شك أن الإقتتال الفلسطيني الداخلي يبشر بالسلب على المسجد الأقصى المبارك ، ويدفع المؤسسة الإسرائيلية أن تتكالب مسعورة على المسجد الأقصى المبارك لتنفيذ كل مخطاطتها ، هذا واضح جدا ودعني أقول بصراحة أن الصمت العربي والإسلامي الذي لا يزال متواصلاً حتى الآن ، والذي لا يخرج عنه في هذه الأيام إلا بعض مقالات الشجب والاستنكار أن هذا الصمت العربي مما لا شك فيه يزيد من شراهة الإسرائيلية الماضية والتي لم تسأل احدا بل كانت وما تزال حتى الآن تواصل كل اعتداءاتها القبيحة المتزايدة والمتصاعدة على المسجد الأقصى المبارك
هل تعتقد أنكم كحركة إسلامية أو المؤسسات التابعة قمتم بما يكفي لحفظ القدس والأقصى ؟
قطعاً لا
لم نقل ذلك ولن نقول ذلك في يوم من الأيام ، بل الحركة الإسلامية بعد كل جهودها التي قامت بها ، هي مطالبة كما قلت في سياق إجاباتي الماضية بإنجاح أقوى لمسيرة البيارق ، هي مطالبة بإنجاح مشروع رباط حمائل القدس الشريف في المسجد الأقصى المبارك ، هي مطالبة بالحفاظ على وثيقة العهد والوفاء التي وقعتها حمائل القدس الشريف كدستور لتحديد طبيعة علاقتها مع القدس الشريف ، الحركة الإسلامية هي مطالبة أن ترعى كل هذه الإنجازات الجذرية والهامة جدا بهدف ان تهيئ كل الظروف في المستقبل لزوال الإحتلال الإسرائيلي عن القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك
ألم تحسم المؤسسة الإسرائيلية بعد مرور أربعين عاماً من احتلالها قضية القدس والمسجد الأقصى لصالحها ؟
لم تحسم ولن تحسم وستزول بإذن الله رب العالمين ، لأن هذا من خصائص القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك الأبدية التي لن تتغير ، وهذا نجده في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه : (( بيت المقدس لا يعمر فيه ظالم )) ، وهل هنالك اظلم من المحتل؟! وأظلم من المحتلين ؟! وكذلك نجد مصداق ذلك مسيرة القدس والمسجد الأقصى تاريخيا ، فكم من ظالم محتل تجبر وعتا وغزا القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك إلا واندثر بحمد الله رب العالمين وهذا هو مصير الإحتلال الإسرائيلي
هل تعتقد بعد مرور أربعين عاما من الإحتلال الإسرائيلي أن الحاضر الإسلامي والعربي قام بما يجب تجاه نصرة المسجد الأقصى والقدس الشريف ؟
لا شك انه قام بما لا يجب مع كل أسف ، وما أدّاه حتى الآن هو دور هزيل ومخيب للآمال، ولكن أنا على يقين أن هذا الدور الهزيل والمخيب للآمال ليس هو الموقف الأصيل في طبيعة الحاضر الإسلامي والعربي بل هو موقف شاذ ومؤقت سيتغير إن شاء الله إلى ما هو أحسن ، لأننا لا زلنا على يقين أن الحاضر الإسلامي والعربي فيه الخير وسيبقى يملك القابلية أن يستثمر هذا الخير الذي في داخله لنصرة القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك وحتى لو مرت في لحظة غفلة فسينتبه منها لا محالة سواء كان بعد اشهر أو بعد سنوات ، أنا على يقين انه سيقف على قدميه وسيلبي نداء القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك